صيد الخاطر/فصل: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
فصل: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
وقع بيني وبين أرباب الولايات نوع معاداة لأجل المذهب. فإني كنت في مجلس التذكير أنظر أن القرآن كلام الله وأنه قديم، وأُقَدِّمُ أبا بكر. واتفق في أرباب الولايات من يميل إلى مذهب الأشعري، وفيهم من يميل إلى مذهب الروافض، وتمالؤا علي في الباطن. فقلت يوما في مناجاتي للحق سبحانه وتعالى: سيدي نواصي الكل بيدك، وما فيهم من يقدر لي على ضر، إلا أن تجريه على يده، وأنت قلت سبحانك وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله. وطيبت قلب المبتلي بقولك: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فإن أجريت على أيدي بعضهم ما يوجب خذلاني كان خوفي على ما تصرفه أكثر من خوفي على نفسي، لئلا يقال: لو كان على حق ما خذل. وإن نظرت إلى تفصيري وذنوبي فإني مستحق للخذلان، غير أني أعيش بما نصرته من السنة، فأدخلني في خفارته. وقد استودعني إياك خلق من صالحي عبادك، فإن لم تحفظني بي فاحفظني بهم. سيدي أنصرني على من عاداني. فإنهم لا يعرفونك كما ينبغي، وهم معرضون عنك على كل حال، أنا ـ على تقصيري ـ إليك أنسب.