صيد الخاطر/فصل: لا تغرك تأخير العقوبة
المظهر
فصل: لا تغرك تأخير العقوبة
تأملت أحوال الناس فرأيت جمهورهم منسلا من ربقه العبودية. فإن تعبدوا فعادة أو فيما لا ينافي أغراضهم منافاة تؤذي القلوب. فأكثر السلاطين يحصلون الأموال من وجوه ردية، وينفقونها في وجوه لا تصلح. وكأنهم قد تملكوها، وليست مال الله، إذ غزا أحدهم ـ بإسمه ـ فغنم الأموال إصطفاها لنفسه وأعطاها أصحابه كيف إشتهى. والعلماء لقوة فقرهم وشدة شرهم، يوافقون الأمراء وينخرطون في سلكهم. والتجار على العقود الفاسدة، والعوام في المعاصي والإهمال لجانب الشريعة. فإن فات بعض أغراضهم فربما قالوا: ما نريد أن نصلي، ولا صلى الله عليهم. وقد منعوا الزكاة وتركوا الأمر بالمعروف. فمن الناس من يغره تأخير العقوبة، ومنهم من كان يقطع بالعفو، وأكثرهم متزلزل الإيمان، فنسأل الله أن يميتنا مسلمين.