صيد الخاطر/فصل: آثار الذنوب
المظهر
فصل: آثار الذنوب
لا ينال لذة المعاصي إلا سكرانا بالغفلة. فأما المؤمن فإنه لا يلتذ، لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علم التحريم، وحذر العقوبة. فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي، فيتنغص عيشه في حال التذاذه. فإن غلب سكر الهوى كان القلب متنغصا بهذه المراقبات، وإن كان الطبع في شهوته. وما هي إلى لحظة، ثم خذ من غريم، ندم ملازم، وبكاء متواصل، وأسف على ما كان من طول الزمان. حتى إنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وما أسوأ أخبارها، ولا كانت شهوة لا تنال إلا بمقدار قوة الغفلة.