صيد الخاطر/فصل: لم لم يواجه الله عباده بالرحم؟
المظهر
فصل: لم لم يواجه الله عباده بالرجم؟
تفكرت في السر الذي أوجب حذف آية الرجم من القرآن لفظا، مع ثبوت حكمها إجماعا، فوجدت لذلك معنيين: أحدهما: لطف الله تعالى بعباده في أنه لا يواجههم بأعظم المشاق، بل ذكر الجلد، وستر الرجم، ومن هذا المعنى قال بعض العلماء: إن الله تعالى قال في المكروهات كتب عليكم الصيام، على لفظ لم يسم فاعله وإن كان قد علم أنه هو الكاتب. فلما جاء إلى ما يوجب الراحة قال كتب ربكم على نفسه الرحمة. والوجه الثاني: أنه يبين بذلك فضل الأمة في بذلها بالنفوس قنوعا ببعض الأدلة. فإن الإتفاق لما وقع على ذلك الحكم كان دليلا. إلا أنه ليس كالدليل المتفق لأجله. ومن هذا الجنس شروع الخليل عليه الصلاة والسلام، في ذبح ولده بمنام، وإن كان الوحي في اليقظة آكد.