البداية والنهاية/الجزء السادس/فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة
روى البيهقي من حديث إسرائيل عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إن فلانا مات.
فقال: « لم يمت ».
فعاد الثانية فقال: إن فلانا مات.
فقال: « لم يمت ».
فعاد الثالثة فقال: إن فلانا نحر نفسه بمشقص عنده.
فلم يصل عليه.
ثم قال البيهقي: تابعه زهير عن سماك.
ومن ذلك الوجه رواه مسلم مختصرا في الصلاة.
وقال أحمد: حدثنا أسود بن عامر، ثنا هريم بن سفيان عن سنان بن بشر، عن قيس ابن أبي حازم، عن أبي شهم قال: مرت بي جارية بالمدينة فأخذت بكشحها.
قال: وأصبح الرسول ﷺ يبايع الناس.
قال: فأتيته فلم يبايعني.
فقال: « صاحب الجبيذة ».
قال: قلت: والله لا أعود.
قال: « فبايعني ».
ورواه النسائي عن محمد بن عبد الرحمن الحربي، عن أسود بن عامر به.
ثم رواه أحمد عن سريج، عن يزيد بن عطاء، عن بيان بن بشر، عن قيس، عن أبي شهم فذكره.
وفي صحيح البخاري عن أبي نعيم، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا في عهد رسول الله ﷺ خشية أن ينزل فينا شيء، فلما توفي تكلمنا وانبسطنا.
وقال ابن وهب: أخبرني عمرو بن الحرث، عن سعيد ابن أبي هلال، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أنه قال: والله لقد كان أحدنا يكف عن الشيء مع امرأته وهو وإياها في ثوب واحد تخوفا أن ينزل فيه شيء من القرآن.
وقال أبو داود: ثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس، ثنا عاصم بن كليب عن أبيه، عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة فرأيت رسول الله ﷺ وهو على القبر يوصي الحافر أوسع من قبل رجليه أوسع من قبل رأسه، فلما رجع استقبله داعي امرأة فجاء وجيء بالطعام فوضع يده فيه، ووضع القوم أيديهم فأكلوا فنظر آباؤنا رسول الله ﷺ يلوك لقمة في فيه ثم قال: « أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها ».
قال: فأرسلت المرأة: يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة فلم توجد فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل بها إلي بثمنها فلم يوجد فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها.
فقال رسول الله ﷺ: « أطعميه الأسارى ».