البداية والنهاية/الجزء السادس/القول فيما أوتي صالح عليه السلام
المظهر
القول فيما أوتي صالح عليه السلام
قال أبو نعيم: فإن قيل فقد أخرج الله لصالح ناقة من الصخرة جعلها الله له آية وحجة على قومه، وجعل لها شرب يوم ولهم شرب يوم معلوم.
قلنا: وقد أعطى الله محمدا ﷺ مثل ذلك بل أبلغ، لأن ناقة صالح لم تكلمه، ولم تشهد له بالنبوة والرسالة، ومحمد ﷺ شهد له البعير بالرسالة، وشكى إليه ما يلقى من أهله من أنهم يجيعونه ويريدون ذبحه، ثم ساق الحديث بذلك كما قدمنا في دلائل النبوة بطرقه وألفاظه وغرره بما أغنى عن إعادته هاهنا وهو في الصحاح والحسان، والمسانيد، وقد ذكرنا مع ذلك حديث الغزالة، وحديث الضـب وشهادتهما له ﷺ بالرسالة كما تقدم التنبيه على ذلك والكلام فيه.
وثبت الحديث في الصحيح بتسليم الحجر عليه قبل أن يبعث، وكذلك سلام الأشجار، والأحجار، والمدر عليه قبل أن يبعث ﷺ.