انتقل إلى المحتوى

البداية والنهاية/الجزء السادس/باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة صلى الله عليه وسلم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
البداية والنهايةالجزء السادس المؤلف ابن كثير
باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة صلى الله عليه وسلم



باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة صلى الله عليه وسلم


قد قدمنا طيب أصله ومحتده، وطهارة نسبه ومولده، وقد قال الله تعالى: { الله أعلم حيث يجعل رسالته }. [الأنعام: 124] .

وقال البخاري: حدثنا قتيبة، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: « بعثت من خير قرون بني آدم قرنا بعد قرن، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه ».

وفي صحيح مسلم عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله : « إن الله اصطفى قريشا من بني إسماعيل، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم ».

وقال الله تعالى: « ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لأجرا غير ممنون * وإنك لعلى خلق عظيم ». [القلم: 1-4] .

قال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: { وإنك لعلى خلق عظيم }: يعني: وإنك لعلى دين عظيم، وهو الإسلام.

وهكذا قال مجاهد، وابن مالك، والسدي، والضحاك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

وقال عطية: لعلى أدب عظيم.

وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث قتادة عن زرارة ابن أبي أوفى، عن سعد بن هشام قال: سألت عائشة أم المؤمنين فقلت: أخبريني عن خلق رسول الله .

فقالت: أما تقرأ القرآن؟

قلت: بلى!

فقالت: كان خلقه القرآن.

وقد روى الإمام أحمد عن إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري قال: وسئلت عائشة عن خلق رسول الله .

فقالت: كان خلقه القرآن.

وروى الإمام أحمد عن عبد الرحمن ابن مهدي، والنسائي من حديثه، وابن جرير من حديث ابن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة فسألتها عن خلق رسول الله .

فقالت: كان خلقه القرآن.

ومعنى هذا: أنه عليه السلام مهما أمره به القرآن العظيم امتثله، ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الأخلاق الجبلية الأصلية العظيمة التي لم يكن أحد من البشر ولا يكون على أجمل منها، وشرع له الدين العظيم الذي لم يشرعه لأحد قبله، وهو مع ذلك خاتم النبيين فلا رسول بعده ولا نبي فكان فيه من الحياء، والكرم، والشجاعة، والحلم، والصفح، والرحمة، وسائر الأخلاق الكاملة ما لا يحد، ولا يمكن وصفه.

وقال يعقوب بن سفيان: ثنا سليمان، ثنا عبد الرحمن، ثنا الحسن بن يحيى، ثنا زيد بن واقد عن بشر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله .

فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه.

وقال البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، أنا قيس بن أنيف، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران، عن زيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة: يا أم المؤمنين، كيف كان خلق رسول الله -

قالت: كان خلق رسول الله - - القرآن.

ثم قالت: أتقرأ سورة المؤمنون؟ إقرأ قد « أفلح المؤمنون » إلى العشر.

قالت: هكذا كان خلق رسول الله - -.

وهكذا رواه النسائي عن قتيبة.

وروى البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير في قوله تعالى: { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }. [الأعراف: 199] .

قال: أمر رسول الله أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.

وقال الإمام أحمد: حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق » تفرد به أحمد.

ورواه الحافظ أبو بكر الخرائطي في كتابه فقال: « وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ».

وتقدم ما رواه البخاري من حديث أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله أحسن الناس وجها، وأحسن الناس خلقا.

وقال مالك عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: ما خير رسول الله بين أمرين، إلا أخذ أيسرهما مالم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها.

ورواه البخاري ومسلم من حديث مالك.

وروى مسلم عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله بيده شيئا قط لا عبدا، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله - عز وجل -.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنا معمر عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله بيده خادما له قط، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما، حتى يكون إثما، فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه، حتى تنتهك حرمات الله فيكون هو ينتقم لله - عز وجل -.

وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: سمعت عائشة وسألتها عن خلق رسول الله .

فقالت: لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح - أو قال: يعفو ويغفر - شك أبو داود.

ورواه الترمذي من حديث شعبة وقال: حسن صحيح.

وقال يعقوب بن سفيان: ثنا آدم وعاصم بن علي قالا: ثنا ابن أبي ذئب، ثنا صالح مولى التوأمة قال: كان أبو هريرة ينعت رسول الله قال: كان يقبل جميعا، ويدبر جميعا، بأبي وأمي لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق.

زاد آدم: ولم أر مثله قبله، ولم أر مثله بعده.

وقال البخاري: ثنا عبدان عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو قال: لم يكن النبي فاحشا، ولا متفحشا وكان يقول: « إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ».

ورواه مسلم من حديث الأعمش به.

وقد روى البخاري من حديث فليح بن سليمان عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمر أنه قال: إن رسول الله موصوف في التوراة بما هو موصوف في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا، ومبشرا، ونذيرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا.

وقد روي عن عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار.

وقال البخاري: ثنا مسدد، ثنا يحيى عن شعبة، عن قتادة، عن عبد الله ابن أبي عتبة، عن أبي سعيد قال: كان النبي أشد حياء من العذراء في خدرها.

حدثنا ابن بشار قال: ثنا يحيى، وعبد الرحمن قالا: ثنا شعبة مثله: وإذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.

هلي عن محمد بن عبيد عن.

وقال الإمام أحمد: ثنا أبو عامر، ثنا فليح عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك قال: لم يكن رسول الله - - سبابا، ولا لعانا ولا فاحشا، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: « ماله تربت جبينه ».

ورواه البخاري عن محمد بن سنان، عن فليح.

وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث حماد بن زيد عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله راجعا وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول: « لم تراعوا، لم تراعوا ».

قال: وجدناه بحرا، أو إنه لبحر.

قال: وكان فرسا يبطأ.

ثم قال مسلم: ثنا بكر ابن أبي شيبة، ثنا وكيع عن سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار رسول الله فرسا لأبي طلحة يقال له: مندوب، فركبه.

فقال: « ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا ».

قال: كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله .

وقال أبو إسحاق السبيعي عن حارثة بن مضرب، عن علي ابن أبي طالب قال: لما كان يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله ، وكان أشد الناس بأسا.

رواه أحمد والبيهقي، وتقدم في غزوة هوازن أنه عليه السلام لما فر جمهور أصحابه يومئذ ثبت وهو راكب بغلته، وهو ينوه باسمه الشريف يقول: « أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب » وهو مع ذلك يركضها إلى نحور الأعداء، وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة العظيمة، والتوكل التام - صلوات الله عليه -.

وفي صحيح مسلم من حديث إسماعيل بن علية عن عبد العزيز، عن أنس قال: لما قدم رسول الله المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بنا إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك.

قال: فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعته: « لم صنعت هذا هكذا » ولا لشيء لم أصنعه: « لم لم تصنع هذا هكذا ».

وله من حديث سعيد ابن أبي بردة عن أنس قال: خدمت رسول الله تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: « لم فعلت كذا وكذا » ولا عاب علي شيئا قط.

وله من حديث عكرمة بن عمار عن إسحاق قال أنس: كان رسول الله من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي قال: فنظرت إليه وهو يضحك فقال: « يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟ »

فقلت: نعم! أنا أذهب يا رسول الله.

قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته: « لم صنعت كذا وكذا »، أو لشيء تركته « هلا فعلت كذا وكذا ».

وقال الإمام أحمد: ثنا كثير، ثنا هشام، ثنا جعفر، ثنا عمران القصير عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي عشر سنين، فما أمرني بأمر فتوانيت عنه، أو ضيعته فلامني، وإن لامني أحد من أهله إلا قال: « دعوه فلو قدر - أو قال: قضي - أن يكون كان ».

ثم رواه أحمد عن علي بن ثابت، عن جعفر هو ابن برقان، عن عمران البصري - وهو القصير - عن أنس فذكره، تفرد به الإمام أحمد.

وقال الإمام أحمد: ثنا عبد الصمد، ثنا أبي، ثنا أبو التياح، ثنا أنس قال: كان رسول الله أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير قال: أحسبه قال: فطيما، قال: فكان إذا جاء رسول الله فرآه قال: « أبا عمير ما فعل النغير؟ ».

قال: نغر كان يلعب به.

قال: فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح، ثم يقوم رسول الله ونقوم خلفه يصلي بنا.

قال: وكان بساطهم من جريد النخل.

وقد رواه الجماعة إلا أبا داود من طرق عن أبي التياح يزيد بن حميد، عن أنس بنحوه.

وثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة.

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو كامل، ثنا حماد بن زيد، ثنا سلم العلوي سمعت أنس بن مالك أن النبي رأى على رجل صفرة فكرهها قال: فلما قام قال: « لو أمرتم هذا أن يغسل عنه هذه الصفرة ».

قال: وكان لا يكاد يواجه أحدا بشيء يكرهه.

وقد رواه أبو داود والترمذي في الشمائل، والنسائي في اليوم والليلة من حديث حماد بن زيد عن سلم بن قيس العلوي البصري.

قال أبو داود: وليس من ولد علي ابن أبي طالب، وكان يبصر في النجوم، وقد شهد عند عدي بن أرطأة على رؤية الهلال فلم يجز شهادته.

وقال أبو داود: ثنا عثمان ابن أبي شيبة، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا الأعمش عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان النبي إذا بلغه عن رجل شيء لم يقل: ما بال فلان يقول، ولكن يقول: « ما بال أقوام يقولون: كذا وكذا ».

وثبت في الصحيح أن رسول الله قال: « لا يبلغني أحد عن أحد شيئا، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ».

وقال مالك عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع النبي وعليه برد غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذا شديدا، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله - - فإذا قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته.

ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك.

قال: فالتفت إليه رسول الله فضحك ثم أمر له بعطاء.

أخرجاه من حديث مالك.

وقال الإمام أحمد: ثنا زيد بن الحباب، أخبرني محمد بن هلال القرشي عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول: كنا مع رسول الله في المسجد فلما قام قمنا معه، فجاء أعرابي فقال: أعطني يا محمد.

فقال: « لا! وأستغفر الله ».

فجذبه بحجزته فخدشه.

قال: فهموا به.

فقال: « دعوه ».

قال: ثم أعطاه قال: فكانت يمينه: « لا! وأستغفر الله ».

وقد روى أصل هذا الحديث أبو داود، والنسائي، وابن ماجه من طرق عن محمد بن هلال ابن أبي هلال مولى بني كعب، عن أبيه، عن أبي هريرة بنحوه.

وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عبد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن ثمامة بن عتبة، عن زيد بن أرقم قال: كان رجل من الأنصار يدخل على رسول الله ويأتمنه، وأنه عقد له عقدا وألقاه في بئر، فصرع ذلك رسول الله فأتاه ملكان يعودانه، فأخبراه أن فلانا عقد له عقدا وهي في بئر فلان ولقد اصفر الماء من شدة عقده، فأرسل النبي فاستخرج العقد فوجد الماء قد اصفر فحل العقد، ونام النبي فلقد رأيت الرجل بعد ذلك يدخل على النبي ، فما رأيته في وجه النبي حتى مات.

قلت: والمشهور في الصحيح: أن لبيد بن الأعصم اليهودي هو الذي سحر النبي في مشط، ومثاقة في جف طلعة ذكر تحت بئر ذروان، وأن الحال استمر نحو ستة أشهر حتى أنزل الله سورتي المعوذتين، ويقال: إن آياتهما إحدى عشرة آية، وأن عقد ذلك الذي سحر فيه كان إحدى عشرة عقدة، وقد بسطنا ذلك في كتابنا التفسير بما فيه كفاية، والله أعلم.

وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو نعيم، ثنا عمران بن زيد أبو يحيى الملائي، ثنا زيد العمي عن أنس ابن مالك قال: كان رسول الله إذا صافح أو صافحه الرجل لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، وإن استقبله بوجه لا يصرفه عنه حتى يكون الرجل ينصرف عنه، ولا يرى مقدما ركبتيه بين يدي جليس له.

ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث عمران بن زيد الثعلبي أبي يحيى الطويل الكوفي عن زيد بن الحواري العمي، عن أنس به.

وقال أبو داود: ثنا أحمد بن منيع، ثنا أبو قطن، ثنا مبارك بن فضالة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: ما رأيت رجلا قط التقم أذن النبي فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما رأيت رسول الله آخذا بيده رجل فترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده.

تفرد به أبو داود.

وقال الإمام أحمد: وحدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا: ثنا شعبة قال ابن جعفر في حديثه: قال: سمعت علي بن يزيد قال: قال أنس بن مالك: إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت.

ورواه ابن ماجه من حديث شعبة.

وقد رواه البخاري في كتاب الأدب من صحيحه معلقا فقال: وقال محمد بن عيسى - هو ابن الطباع -: ثنا هشيم فذكره.

وقال الطبراني: ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، ثنا أيوب بن نهيك سمعت عطاء ابن أبي رباح، سمعت ابن عمر، سمعت رسول الله رأى صاحب بز فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم، فخرج وهو عليه، فإذا رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله إكسني قميصا، كساك الله من ثياب الجنة، فنزع القميصص فكساه إياه، ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم، وبقي معه درهمان، فإذا هو بجارية في الطريق تبكي.

فقال: « ما يبكيك؟ »

فقالت: يا رسول الله دفع إلي أهلي درهمين اشتري بهما دقيقا فهلكا، فدفع إليها رسول الله الدرهمين الباقيين، ثم انقلب وهي تبكي فدعاها.

فقال: « ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين؟ »

فقالت: أخاف أن يضربوني، فمشى معها إلى أهلها فسلم فعرفوا صوته، ثم عاد فسلم، ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا فقال: « أسمعتم أول السلام؟ »

قالوا: نعم! ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام، فما أشخصك بأبينا وأمنا.

فقال: « أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ».

فقال صاحبها: هي حرة لوجه الله لممشاك معها، فبشرهم رسول الله بالخير والجنة.

ثم قال: « لقد بارك في العشرة، كسا الله نبيه قميصا، ورجلا من الأنصار قميصا، وأعتق الله منها رقبة، وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته ».

هكذا رواه الطبراني، وفي إسناده: أيوب بن نهيك الحلبي، وقد ضعفه أبو حاتم.

وقال أبو زرعة: منكر الحديث.

وقال الأزدي: متروك.

وثبت في الصحيحين من حديث الأعمش عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول الله طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه.

وقال الثوري عن الأسود بن قيس، عن شيخ العوفي، عن جابر قال: أتانا رسول الله في منزلنا فذبحنا له شاة.

فقال: « كأنهم علموا أنا نحب اللحم، الحديث ».

وقال محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة، عن عمر بن عبد العزيز، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه قال: كان رسول الله إذا جلس يتحدث كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء.

وهكذا رواه أبو داود: في كتاب الأدب من سننه من حديث محمد بن إسحاق به.

وقال أبو داود: حدثنا سلمة بن شعيب، ثنا عبد الله بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن محمد الأنصاري عن ربيح بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده أبي سعيد الخدري أن رسول الله كان إذا جلس احتبى بيده.

ورواه البزار في مسنده ولفظه: كان إذا جلس نصب ركبتيه، واحتبى بيديه.

ثم قال أبو داود: ثنا حفص بن عمر، وموسى بن إسماعيل قالا: ثنا عبد الرحمن بن حسان العنبري، حدثني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة قال: موسى ابنة حرملة، وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة، وكانت جدة أبيهما أنها أخبرتهما أنها رأت رسول الله وهو قاعد القرفصاء، قالت: فلما رأيت رسول الله المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق.

ورواه الترمذي في الشمائل وفي الجامع عن عبد بن حميد، عن عفان بن مسلم بن عبد الله بن حسان به، وهو قطعة من حديث طويل قد ساقه الطبراني بتمامه في معجمه الكبير.

وقال البخاري: ثنا الحسن بن الصباح البزار، ثنا سفيان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه.

قال البخاري: وقال الليث: حدثني يونس عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة أنها قالت: ألا أعجبك أبو فلان، جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه أن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم.

وقد رواه أحمد عن علي بن إسحاق، ومسلم عن حرملة، وأبو داود عن سليمان بن داود، كلهم عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد به، وفي روايتهم: ألا أعجبك من أبي هريرة فذكرت نحوه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع عن سفيان، عن أسامة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان كلام النبي فصلا يفهمه كل أحد لم يكن يسرد سردا.

وقد رواه أبو داود عن ابن أبي شيبة، عن وكيع.

وقال أبو يعلى: ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا عبد الله بن مسعر، حدثني شيخ أنه سمع جابر بن عبد الله - أو ابن عمر - يقول: كان في كلام النبي ترتيل، أو ترسيل.

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس أن رسول الله كان إذا تكلم بكلمة رددها ثلاثا، وإذا أتى قوما يسلم عليهم سلم ثلاثا.

ورواه البخاري من حديث عبد الصمد.

وقال أحمد: ثنا أبو سعيد ابن أبي مريم، ثنا عبد الله بن المثنى سمعت ثمامة بن أنس يذكر أن أنسا كان إذا تكلم تكلم ثلاثا، ويذكر أن النبي كان إذا تكلم تكلم ثلاثا، وكان يستأذن ثلاثا.

وجاء في الحديث الذي رواه الترمذي: عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس أن رسول الله كان إذا تكلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه.

ثم قال الترمذي: حسن صحيح غريب.

وفي الصحيح أنه قال: « أوتيت جوامع الكلم، وأختصر الحكم اختصارا ».

قال الإمام أحمد: حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: « بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ».

وهكذا رواه البخاري من حديث الليث.

وقال أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى، ثنا ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « نصرت بالرعب، وأوتيت جوامع الكلم، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ».

تفرد به أحمد من هذا الوجه.

وقال أحمد: حدثنا يزيد، ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « نصرت بالرعب، وأوتيت جوامع الكلم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي ».

تفرد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط مسلم.

وثبت في الصحيحين من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحرث، حدثني أبو النضر عن سليمان بن يسار، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.

وقال الترمذي: ثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله - -

ثم رواه من حديث الليث عن يزيد ابن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال: ما كان ضحك رسول الله إلا تبسما، ثم قال: صحيح.

وقال مسلم: ثنا يحيى بن يحيى، ثنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله -

قال: نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون، ويتبسم رسول الله .

وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شريك وقيس بن سعد عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي -

قال: نعم، كان قليل الصمت، قليل الضحك، فكان أصحابه ربما يتناشدون الشعر عنده، وربما قال الشيء من أمورهم فيضحكون، وربما يتبسم.

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق، أنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا الليث بن سعد عن الوليد ابن أبي الوليد أن سليمان بن خارجة أخبره عن خارجة بن زيد - يعني: ابن ثابت - أن نفرا دخلوا على أبيه فقالوا: حدثنا عن بعض أخلاق رسول الله .

فقال: كنت جاره، فكان إذا نزل الوحي بعث إلي فآتيه فأكتب الوحي، وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكل هذا نحدثكم عنه.

ورواه الترمذي في الشمائل عن عباس الدوري، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن يزيد المقري به نحوه.

البداية والنهاية - الجزء السادس
باب آثار النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يختص بها في حياته | باب في ترك الخاتم | ذكر سيفه عليه السلام | ذكر نعله التي كان يمشي فيها | صفة قدح النبي صلى الله عليه وسلم | المكحلة التي كان عليه السلام يكتحل منها | البردة | أفراسه ومراكيبه عليه الصلاة والسلام | فصل إيراد ما بقي من متعلقات السيرة الشريفة | كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية | باب ما ورد في حسنه الباهر | صفة لون رسول الله صلى الله عليه وسلم | صفة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر محاسنه | ذكر شعره عليه السلام | ما ورد في منكبيه وساعديه وإبطيه وقدميه وكعبيه صلى الله عليه وسلم | قوامه عليه السلام وطيب رائحته | صفة خاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم | باب أحاديث متفرقة وردت في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم | حديث أم معبد في ذلك | حديث هند ابن أبي هالة في ذلك | باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة صلى الله عليه وسلم | كرمه عليه السلام | مزاحه عليه السلام | باب زهده عليه السلام وإعراضه عن هذه الدار | حديث بلال في ذلك | ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام | فصل عبادته عليه السلام واجتهاده في ذلك | فصل في شجاعته صلى الله عليه وسلم | فصل فيما يذكر من صفاته عليه السلام في الكتب المأثورة عن الأنبياء الأقدمين | كتاب دلائل النبوة | فصل وإنك لعلى خلق عظيم | فصل دلائل نبوته من خلال سيرته وأخلاقه | باب دلائل النبوة الحسية | فصل إيراد هذا الحديث من طرق متفرقة | فصل في المعجزات الأرضية | باب ما ظهر في البئر التي كانت بقباء من بركته صلى الله عليه وسلم | باب تكثيره عليه السلام الأطعمة | تكثيره عليه السلام السمن لأم سليم | قصة أخرى في تكثير الطعام في بيت فاطمة | قصة أخرى في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم | قصة قصعة بيت الصديق | حديث آخر في تكثير الطعام في السفر | قصة جابر ودين أبيه وتكثيره عليه السلام التمر | قصة سلمان في تكثيره صلى الله عليه وسلم تلك القطعة من الذهب | حديث الذراع | باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم | باب حنين الجزع شوقا إلى رسول الله وشغفا من فراقه | باب تسبيح الحصى في كفه عليه الصلاة والسلام | باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة | حديث في سجود الغنم له صلى الله عليه وسلم | قصة الذئب وشهادته بالرسالة | قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله | قصة الأسد | حديث الغزالة | حديث الضـب على ما فيه من النكارة والغرابة | حديث الحمار | حديث الحمرة وهو طائر مشهور | باب في كلام الأموات وعجائبهم | قصة الصبي الذي كان يصرع فدعا له عليه السلام فبرأ | فصل آداب الطعام | باب المسائل التي سئل عنها رسول الله فأجاب عنها بما يطابق الحق الموافق لها في الكتب الموروثة عن الأنبياء | فصل المباهلة | حديث آخر يتضمن اعتراف اليهود بأنه رسول الله | فصل البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم | جوابه صلى الله عليه وسلم لمن ساءل عما سأل قبل أن يسأله عن شيء منه | باب ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الكائنات المستقبلة في حياته وبعده | أما القرآن | فصل الدلائل على إخباره صلى الله عليه وسلم بما وقع | فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة | فصل في ترتيب الإخبار بالغيوب المستقبلة بعده صلى الله عليه وسلم | ومن كتاب دلائل النبوة في باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن الغيوب المستقبلة | ذكر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الفتن الواقعة | باب ما جاء في إخباره عن الحكمين اللذين بعثا في زمن علي | إخباره صلى الله عليه وسلم عن الخوارج وقتالهم | إخباره صلى الله عليه وسلم بمقتل علي ابن أبي طالب | إخباره صلى الله عليه وسلم بذلك مقتل الحسين | إخباره صلى الله عليه وسلم عن غزاة البحر إلى قبرص | باب ما قيل في قتال الروم | الإخبار عن غزوة الهند | فصل في الإخبار عن قتال الترك | خبر آخر عن عبد الله بن سلام | الإخبار عن بيت ميمونة بنت الحارث بسرف | ما روي في إخباره عن مقتل حجر بن عدي | إخباره صلى الله عليه وسلم لما وقع من الفتن من بني هاشم | الإخبار بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما | الإخبار عن وقعة الحرة التي كانت في زمن يزيد | فصل حديث إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا | الإشارة النبوية إلى دولة عمر بن عبد العزيز تاج بني أمية | الإشارة إلى محمد بن كعب القرظي وعلمه بتفسير القرآن وحفظه | الإخبار بانخرام قرنة صلى الله عليه وسلم بعد مائة سنة من ليلة إخباره | الإخبار عن الوليد بن يزيد بما فيه له من الوعيد الشديد | ذكر الإخبار عن خلفاء بني أمية | الإخبار عن دولة بني العباس | الإخبار عن الأئمة الاثني عشر الذين كلهم من قريش | الإخبار عن أمور وقعت في دولة بني العباس | حديث آخر فيه إشارة إلى مالك بن أنس الإمام | حديث آخر فيه إشارة إلى محمد بن إدريس الشافعي | باب البينة على ذكر معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم | القول فيما أوتي نوح عليه السلام | القول فيما أوتي هود عليه السلام | القول فيما أوتي صالح عليه السلام | القول فيما أوتي إبراهيم الخليل عليه السلام | القول فيما أوتي موسى عليه السلام | قصة أبي موسى الخولاني | باب ما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعطي الأنبياء قبله | قصة حبس الشمس | القول فيما أعطي إدريس عليه السلام | القول فيما أوتي داود عليه السلام | القول فيما أوتي سليمان بن داود عليه السلام | القول فيما أوتي عيسى بن مريم عليه السلام | قصة الأعمى الذي رد الله عليه بصره بدعاء الرسول | كتاب تاريخ الإسلام الأول من الحوادث الواقعة في الزمان ووفيات المشاهير والأعيان سنة إحدى عشرة من الهجرة | خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وما فيها من الحوادث | فصل في تنفيذ جيش أسامة بن زيد | مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب | صفة خروجه وتمليكه ومقتله | خروج الأسود العنسي | فصل في تصدي الصديق لقتال أهل الردة ومانعي الزكاة | خروجه إلى ذي القصة حين عقد ألوية الأمراء الأحد عشر | فصل في مسيرة الأمراء من ذي القصة على ما عوهدوا عليه | قصة الفجاءة | قصة سجاح وبني تميم | فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي | مقتل مسيلمة الكذاب لعنه الله | ذكر ردة أهل البحرين وعودهم إلى الإسلام | ذكر ردة أهل عمان ومهرة اليمن | ذكر من توفي في هذه السنة | سنة اثنتي عشرة من الهجرة النبوية | بعث خالد بن الوليد إلى العراق | وقعة المذار أو الثني | وقعة الولجة | وقعة أليس | فصل نزول خالد بن الوليد النجف | فتح الأنبار معركة ذات العيون | وقعة عين التمر | خبر دومة الجندل | خبر وقعتي الحصيد والمضيح | وقعة الفراض | فصل فيما كان من الحوادث في هذه السنة | فصل فيمن توفي في هذه السنة