البداية والنهاية/الجزء السادس/ذكر سيفه عليه السلام
قال الإمام أحمد: ثنا شريح، ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه، عن الأعمى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله ﷺ سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى الرؤيا يوم أحد.
قال: « رأيت في سيفي ذا الفقار فلا فأولته فلا يكون فيكم، ورأيت أني مردف كبشا، فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أني في درع حصينة، فأولتها المدينة، ورأيت بقرا تذبح، فبقر والله خير فبقر والله خير ».
فكان الذي قال رسول الله ﷺ.
وقد رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه به.
وقد ذكر أهل السنن أنه سمع قائل يقول: « لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي ».
وروى الترمذي من حديث هود بن عبد الله بن سعيد عن جده مزيدة بن جابر العبدي العصري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله ﷺ مكة وعلى سيفه ذهب وفضة الحديث.
ثم قال: هذا حديث غريب.
وقال الترمذي في الشمائل: حدثنا محمد بن بشار، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي عن قتادة، عن سعيد ابن أبي الحسن قال: كانت قبيعة سيف رسول الله ﷺ من فضة.
وروي أيضا من حديث عثمان بن سعد عن ابن سيرين قال: صنعت سيفي على سيف سمرة، وزعم سمرة أنه صنع سيفه على سيف رسول الله ﷺ وكان حنفيا، وقد صار إلى آل علي سيف من سيوف رسول الله ﷺ، فلما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكربلاء عند الطف كان معه، فأخذه علي بن الحسين بن زين العابدين فقدم معه دمشق حين دخل على يزيد بن معاوية، ثم رجع معه إلى المدينة.
فثبت في الصحيحين عن المسور بن مخرمة أنه تلقاه إلى الطريق فقال له: هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟
قال: فقال: لا.
فقال: هل أنت معطي سيف رسول الله ﷺ فإني أخشى أن يغلبك عليه القوم، وأيم الله إن أعطيتنيه لا يخلص إليه أحد حتى يبلغ نفسي.
وقد ذكر للنبي ﷺ غير ذلك من السلاح من ذلك الدروع.
كما روى غير واحد منهم السائب بن يزيد، وعبد الله بن الزبير أن رسول الله ﷺ ظاهر يوم أحد بين درعين.
وفي الصحيحين من حديث مالك عن الزهري عن أنس أن رسول الله ﷺ دخل يوم الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه قيل له: هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة.
فقال: « اقتلوه ».
وعند مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر أن رسول الله ﷺ دخل يوم الفتح وعليه عمامة سوداء.
وقال وكيع عن مساور الوراق، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه قال: خطب رسول الله ﷺ الناس وعليه عمامة دسماء.
ذكرهما الترمذي في الشمائل وله من حديث الدراوردي عن عبد الله، عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله ﷺ إذا اعتم سدلها بين كتفيه.
وقد قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد، ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا إسرائيل عن عاصم، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك أنه كانت عنده عصية لرسول الله ﷺ فمات فدفنت معه بين جنبه وبين قميصه.
ثم قال البزار: لا نعلم رواه إلا مخول بن راشد، وهو صدوق فيه شيعية.
واحتمل على ذلك.
وقال الحافظ البيهقي بعد روايته هذا الحديث من طريق مخول هذا قال: وهو من الشيعة يأتي بإفراد عن إسرائيل لا يأتي بها غيره، والضعف على رواياته بين ظاهر.