كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الطهارة/باب فضل الطهور والوضوء
باب فضل الطهور والوضوء
مسلم: حدثنا إسحاق بن منصور، ثنا حبان بن هلال، ثنا أبان، ثنا يحيى أن زيدا حدثه، أن أبا سلام حدثه عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله ﷺ: " [الطهور شطر] الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ".
مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي قالا: ثنا عبد العزيز - وهو الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن حمران مولى عثمان قال: " أتيت عثمان بن عفان بوضوء فتوضأ. ثم قال: إن ناسا يتحدثون عن رسول الله ﷺ أحاديث لا أدري ما هي، إلا أني رأيت رسول الله ﷺ توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ". وفي رواية ابن عبدة: " أتيت عثمان فتوضأ ".
مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي.
وثنا محمد بن مثنى وابن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر، قالا جميعا: ثنا شعبة، عن جامع بن شداد قال: سمعت حمران بن أبان يحدث أبا بردة في هذا المسجد في إمارة بشر، أن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله ﷺ: " من أتم الوضوء كما أمره الله - عز وجل - فالصلوات المكتوبات كفارة لما بينهن " هذا حديث ابن معاذ، وليس في حديث غندر: في إمارة بشر ولا ذكر " المكتوبات ".
البزار: حدثنا سهل بن بحر، ثنا معلى بن أسد، حدثنا بشار بن الحكم أبو بدر الضبي، ثنا ثابت البناني، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: " الخصلة الواحدة تكون في الرجل يصلح الله له بها عمله كله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله ذنوبه، وتبقى صلاته نافلة له ".
تفرد أبو بدر بهذا الحديث، وهو ثقة، وثقه أبو بكر البزار.
مسلم: حدثنا سويد بن سعيد، عن مالك بن أنس.
وحدثني أبو الطاهر - واللفظ له - أنا عبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: " إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ".
وحدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي [حدثنا أبو هشام المخزومي، عن عبد الواحد - وهو ابن زياد - حدثنا عثمان بن حكيم] ثنا محمد بن المنكدر، عن حمران، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله ﷺ: " من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ".
مسلم: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد بن حميد قالوا: ثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، حدثني عمارة ابن غزية الأنصاري، عن نعيم بن عبد الله المجمر قال: " رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ. وقال: قال رسول الله ﷺ: أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء. فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ".
مسلم: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، حدثني ابن وهب، أخبرني عمرو ابن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم بن عبد الله " أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء. فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ".
مسلم: حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى - واللفظ لواصل - قالا: ثنا ابن فضيل، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " ترد علي أمتي الحوض، وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله. قالوا: يا نبي الله، تعرفنا؟ قال: نعم، لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء، وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يا رب، هؤلاء أصحابي. فيجيبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك ".
مسلم: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: " إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن، والذي نفسي بيده، إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه. قالوا: يا رسول الله، وتعرفنا؟ قال: نعم، تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء، ليست لأحد غيركم ".
مسلم: حدثنا يحيى بن أيوب و [سريج] بن يونس وقتيبة بن سعيد وعلي ابن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر - قال ابن أيوب: ثنا إسماعيل - أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة " أن رسول الله ﷺ أتى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا. قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد. فقالوا: كيف [تعرف] من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أن رجلا له خيل [غر] محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن [رجال] عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول: سحقا سحقا ".
مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا خلف - يعني ابن خليفة - عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم قال: " كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه فقلت له: يا أبا هريرة، ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخ أنتم ها هنا، لو علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي ﷺ يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ".