كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الطهارة/باب الاستتار عند قضاء الحاجة
باب الاستتار عند قضاء الحاجة
مسلم: حدثنا شيبان بن فروخ وعبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قالا: ثنا مهدي - وهو ابن ميمون - ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعيد مولى الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر قال: " أردفني رسول الله ﷺ ذات يوم خلفه، فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله ﷺ لحاجة هدف، أو حائش نخل " قال ابن أسماء في حديثه " يعني: حائط نخل ".
مسلم: حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد - وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون - قالا: ثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حرزة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر بن عبد الله قال: " سرنا مع رسول الله ﷺ حتى نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله ﷺ يقضي حاجته، فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله ﷺ شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله ﷺ إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: انقادي علي بإذن الله. فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها ، فقال: انقادي علي بإذن الله. فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما فالأم بينهما حتى يعني جمعهما، فقال: التئما علي بإذن الله. فالتأما، قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله ﷺ بقربي، فيبتعد - قال ابن عباد: فيتبعد - فجلست أحدث نفسي، فحانت مني لفتة، فإذا أنا برسول الله ﷺ مقبلا، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق " هذا الخبر في حديث طويل، وسيأتي ذكره
في المناقب من آخر الكتاب إن شاء الله.
وروى أبو عيسى الترمذي: عن قتيبة، عن عبد السلام بن حرب، عن الأعمش، عن أنس بن مالك: " كان النبي ﷺ إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض ".
قال أبو عيسى: وهذا مرسل، يقال أن الأعمش لم يسمع من أنس، وقد رآه، وحكى عنه حكاية في الصلاة.
وقال أبو بكر البزار: سمع الأعمش من أنس، فلا ينكر ما أرسل عنه وأورد حديثا ذكر فيه سماعه منه، وسيأتي الحديث في باب الصمت من كتاب الزهد إن شاء الله.