كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الطهارة/باب أبوال ما يؤكل لحمه ورجيعه
باب أبوال ما يؤكل لحمه ورجيعه
البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال: " قدم ناس من عكل - أو عرينة - فاجتووا المدينة، فأمر لهم النبي ﷺ بلقاح: أن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا، فلما صحوا قتلوا راعي النبي ﷺ، واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء بهم، فأمر بقطع أيديهم وأرجلهم، وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون ".
قال أبو قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله.
مسلم: حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي، ثنا عبد الرحيم - يعني ابن سليمان - عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن مسعود قال: " بينما رسول الله ﷺ يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه، فلما سجد النبي ﷺ وضعه بين كتفيه، قال: فاستضحكوا، فجعل بعضهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله ﷺ، والنبي ﷺ ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة، فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تشتمهم، فلما قضى النبي ﷺ صلاته رفع صوته، ثم عاد عليهم - وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا - قال: اللهم عليك بقريش - ثلاث مرات - فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته، ثم قال: اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط - وذكر السابع ولم أحفظه - فوالذي بعث محمدا بالحق، لقد رأيت [الذين] سمى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب: قليب بدر ". الوليد بن عقبة خطأ والصواب ابن عبتة.
النسائي: اخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، ثنا خالد - يعني: ابن مخلد القطواني - ثنا علي - وهو ابن صالح - عن أبي إسحاق بهذا الإسناد، وهذا الحديث " قال: أيكم يأخذ هذا الفرث بدمه، ثم يمهله حتى يضع وجهه ساجدا فيضعه على - يعني " ظهره ".