البداية والنهاية/الجزء السابع/فصل ذكر حديث تدور رحا الإسلام
تقدم في (دلائل النبوة) الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود: من حديث سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن البراء بن ناجية الكاهلي، عن عبد الله بن مسعود قال:
قال رسول الله ﷺ: « إن رحا الإسلام ستدور لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن تهلك فسبيل ما هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ».
قال: فقال عمر: يا رسول الله أبما مضى أم بما بقي؟.
قال: بل بما بقي ».
وفي لفظ له ولأبي داود: « تدور رحا الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين » الحديث.
وكأن هذا الشك من الراوي، والمحفوظ في نفس الأمر خمس وثلاثين، فإن فيها قتل أمير المؤمنين عثمان على الصحيح.
وقيل: ست وثلاثين، والصحيح الأول، وكانت أمور شنيعة، ولكن الله سلّم ووقى بحوله وقوته فلم يكن بأسرع من أن بايع الناس علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وانتظم الأمر، واجتمع الشمل، ولكن جرت بعد ذلك أمور في يوم الجمل، وأيام صفين على ما سنبينه إن شاء الله تعالى.