البداية والنهاية/الجزء السابع/ذكرى من توفى في هذا العام من المشاهير
ففيها: توفي سعد بن عبادة في قول، والصحيح في التي قبلها والله أعلم.
عتبة بن غزوان بن جابر بن هيب المازني، حليف بني عبد شمس صحابي بدري، وأسلم قديما بعد سنة وهاجر إلى أرض الحبشة وهو أول من اختط البصرة عن أمر عمر في امرأته له على ذلك كما تقدم، وله فضائل ومآثر، وتوفي سنة أربع عشرة.
وقيل: سنة خمس عشرة.
وقيل: سنة سبع عشرة.
وقيل سنة عشرين فالله أعلم.
وقد جاوز الخمسين، وقيل: بلغ ستين سنة رضي الله عنه.
عمرو بن أم مكتوم الأعمى، ويقال: اسمه عبد الله، صحابي مهاجر، هاجر بعد مصعب بن عمير قبل النبي ﷺ فكان يقرئ الناس القرآن، وقد استخلفه رسول الله ﷺ على المدينة غير مرة، فيقال: ثلاث عشرة مرة.
وشهد القادسية مع سعد زمن عمر، فيقال: إنه قتل بها شهيدا. ويقال: إنه رجع المدينة وتوفي بها والله أعلم.
المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل شيبان الشيباني، نائب خالد على العراق.
وهو: الذي صارت إليه الإمرة بعد أبي عبيد يوم الجسر، فدارى بالمسلمين حتى خلصهم من الفرس يومئذ، وكان أحد الفرسان الأبطال وهو الذي ركب إلى الصديق فحرضه على غزو العراق، ولما توفي تزوج سعد بن أبي وقاص بامرأته سلمى بنت حفص رضي الله عنهما وأرضاهما.
وقد ذكره ابن الأثير في كتابه (الغابة في أسماء الصحابة): أبو زيد الأنصاري النجاري أحد القراء الأربعة الذين حفظوا القرآن من الأنصار في عهد رسول الله ﷺ، كما ثبت ذلك في حديث أنس بن مالك
وهم: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
قال أنس: أحد عمومتي.
قال الكلبي: واسم أبي زيد هذا: قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حزم بن جندب بن غنم بن عدي بن النجار شهد بدرا.
قال موسى بن عقبة: واستشهد يوم جسر أبي عبيد، وهي عنده في سنة أربع عشرة.
وقال بعض الناس: أبو زيد الذي يجمع القرآن سعد بن عبيد وردوا هذا برواية قتادة عن أنس بن مالك، قال:
افتخرت الأوس والخزرج فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر، ومنا الذي حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا الذي اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنا الذي جعلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن ثابت.
فقالت الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله ﷺ أبي، وزيد بن ثابت، ومعاذ، وأبو زيد رضي الله عنهم أجمعين.
أبو عبيد بن مسعود بن عمر الثقفي، والد المختار بن أبي عبيد أمير العراق، ووالد صفية امرأة عبد الله بن عمر.
أسلم أبو عبيد في حياة النبي ﷺ، وذكره الشيخ أبو عمر بن عبد البر في الصحابة.
قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي: ولا يبعد أن يكون له رواية والله أعلم.
أبو قحافة والد الصديق، واسم أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن صخر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أسلم أبو قحافة عام الفتح، فجاء به الصديق يقوده إلى النبي ﷺ، فقال:
- « هلا أقررتم الشيخ في بيته حتى كنا نحن نأتيه، تكرمة لأبي بكر رضي الله عنه، فقال: بل هو أحق بالسعي إليك يا رسول الله، فأجلسه رسول الله ﷺ بين يديه، ورأسه كالثغامة بياضا ودعا له، وقال: غيروا هذا الشيب بشيء وجنبوه السواد ».
ولما توفي رسول الله ﷺ، وصارت الخلافة إلى الصديق أخبره المسلمون بذلك وهو بمكة، فقال: أو أقرت بذلك بنو هاشم بنو مخزوم؟
قالوا: نعم!!.
قال: ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء.
ثم أصيب ابنه الصديق رضي الله عنه.
ثم توفي أبو قحافة في محرم، وقيل: في رجب سنة أربع عشرة بمكة، عن أربع وسبعين سنة رحمه الله وأكرم مثواه.
وممن ذكر شيخنا أبو عبد الله الذهبي من المستشهدين في هذه السنة مرتبين على الحروف:
أوس بن أوس بن عتيك، قتل يوم الجسر.
بشير بن عنبس بن يزيد الظفري أحدي، وهو ابن عم قتادة بن النعمان، ويعرف: بفارس الحواء، اسم فرسه.
ثابت بن عتيك من بني عمرو بن مبذول، صحابي قتل يوم الجسر.
ثعلبة بن عمرو بن محصن النجاري، بدري قتل يومئذ.
الحارث بن عتيك بن النعمان النجاري، شهد أحدا، قتل يومئذ.
الحارث بن مسعود بن عبدة صحابي أنصاري، قتل يومئذ.
الحارث بن عدي بن مالك، أنصاري أحدي، قتل يومئذ.
خالد بن سعيد بن العاص، قيل: استشهد يوم مرج الصفر، وكان في سنة أربع عشرة في قول.
خزيمة بن أوس الأشهلي، قتل يوم الجسر.
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، أرخ وفاته في هذه السنة ابن قانع.
زيد بن سراقة، يوم الجسر.
سعد بن سلامة بن وقش الأشهلي.
سعد بن عبادة في قول سلمة بن أسلم بن حريش، يوم الجسر.
ضمرة بن غزية، يوم الجسر.
عباد وعبد الله وعبد الرحمن، بنو مريع بن قيظي، قتلوا يومئذ.
عبد الله بن صعصعة بن وهب الأنصاري النجاري، شهدا أحدا وما بعدها.
قال ابن الأثير في (الغابة): وقتل يوم الجسر.
عتبة بن غزوان تقدم.
عقبة وأخوه عبد الله حضرا الجسر مع أبيهما قيظي بن قيس وقتلا يومئذ.
العلاء الحضرمي، توفي في هذه السنة في قول، وقيل: بعدها وسيأتي.
عمرو بن أبي اليسر، قتل يوم الجسر.
قيس بن السكن أبو زيد الأنصاري رضي الله عنه تقدم.
المثنى بن حارثة الشيباني، توفي في هذه السنة رحمه الله وقد تقدم.
نافع بن غيلان، قتل يومئذ.
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وكان أسن من عمه العباس، قيل: أنه توفي في هذه السنة، والمشهور قبلها كما تقدم.
واقد بن عبد الله، قتل يوم.
يزيد بن قيس بن الخطيم الأنصاري الظفري، شهد أحدا وما بعدها، قتل يوم الجسر، وقد أصابه يوم أحد جراحات كثيرة، وكان أبوه شاعرا مشهورا.
أبو عبيد بن مسعود الثقفي، أمير يوم الجسر وبه عرف لقتله عنده، تخبطه الفيل حتى قتله رضي الله عنه بعدما قطع خرطومه بسيفه خرطومه كما تقدم.
أبو قحافة التيمي، والد أبي بكر الصديق، توفي في هذه السنة رضي الله عنه.
هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن أمية الأموية، والدة معاوية بن أبي سفيان، وكانت من سيدات نساء قريش، ذات رأي ودهاء ورياسة في قومها، وقد شهدت يوم أحد مع زوجها وكان لها تحريض على قتل المسلمين يومئذ، ولما قتل حمزة مثّلت به وأخذت من كبده فلاكتها فلم تستطيع إساغتها، لأنه كان قد قتل أباها وأخاها يوم بدر، ثم بعد ذلك كله أسلمت وحسن إسلامها عام الفتح، بعد زوجها بليلة.
ولما أرادت الذهاب إلى رسول الله ﷺ لتبايعه، استأذنت أبا سفيان فقال لها: قد كنت بالأمس مكذبة بهذا الأمر، فقالت: والله ما رأيت الله عبد حق عبادته بهذا المسجد قبل هذه الليلة، والله لقد باتوا ليلهم كلهم يصلون فيه.
فقال لها: إنك قد فعلت ما فعلت فلا تذهبي وحدك.
فذهبت إلى عثمان بن عفان، ويقال: إلى أخيها أبي حذيفة بن عتبة فذهب معها، فدخلت وهي متنقبة، فلما بايعها رسول الله ﷺ مع غيرها من النساء.
قال: « على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين »
فقالت: أو تزني الحرة؟
« ولا تقتلن أولادكن »
قالت: قد ربيناهم صغارا وتقتلهم كبارا؟!
فتبسم رسول الله ﷺ « ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك » فبادرت وقالت: في معروف.
فقال: في معروف، وهذا من فصاحتها وحزمها.
وقد قالت لرسول الله ﷺ: والله يا محمد ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يذلوا من أهل خبائك، فقد والله أصبح اليوم وما على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي من أن يعزوا من أهل خبائك.
فقال: وكذلك والذي نفسي بيده.
وشكت من شح أبي سفيان، فأمرها أن تأخذ ما يكفيها ويكفي بنيها بالمعروف، وقصتها مع الفاكه بن المغيرة مشهورة، وقد شهدت اليرموك مع زوجها، وماتت يوم مات أبو قحافة في سنة أربع عشرة، وهي: أم معاوية بن أبي سفيان.