هداية الحيارى/ذكر ماني الكذاب
ذكر ماني الكذاب
وفي أيام هذا ظهر ماني الكذاب وزعم أنه نبي، وكان كثير الحيل والمخاريق فأخذه بهرام ملك الفرس فشقه نصفين، وأخذ من أتباعه مائتي رجل فغرس رؤوسهم في الطين منكسين حتى ماتوا.
ثم قام من بعده فيلبس فآمن بالمسيح فوثب عليه بعض قواده، فقتله. ثم قام بعده دانقيوس، ويسمى دقيانوس، فلقي النصارى منه بلاء عظيما، وقتل منهم ما لا يحصى وقتل بترك رومية، وبنى هيكلا عظيما وجعل فيه الأصنام وأمر أن يسجد لها ويذبح لها، ومن لم يفعل قتل. فقتل خلقا كثيرا من النصارى وصلبوا على الهيكل، واتخذ من أولاد عظماء المدينة سبعة غلمان فجعلهم خاصته وقدّمهم على جميع من عنده، وكانوا لا يسجدون للأصنام، فأعلم الملك بخبرهم فحبسهم ثم أطلقهم. وخرج إلى مخرج له فأخذ الفتية كل مالهم فتصدقوا به ثم خرجوا إلى جبل فيه كهف كبير فاختفوا فيه، وصب الله عليهم النعاس فناموا كالأموات، وأمر الملك أن يبنى عليهم باب الكهف ليموتوا فأخذ قائد من قواده صفيحة من نحاس فكتب فيها أسماءهم وقصتهم مع دقيانوس، وصيرها في صندوق من نحاس، ودفنه داخل الكهف وسده. ثم مات الملك.