كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الصلاة/باب كيف فرضت الصلاة وأين كان فرضها
باب كيف فرضت الصلاة وأين كان فرضها
[عدل]البخاري: حدثنا ابن بكير، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله ﷺ قال: " فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل - عليه السلام - ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب [ممتلئ] حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء، فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟ قال: جبريل. قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، محمد. قال: فأرسل إليه؟ قال: نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا، إذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى. حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح. قال أنس: فذكر أنه وجد في السماوات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم، ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة. قال أنس: فلما مر جبريل بالنبي ﷺ بإدريس قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس. ثم مررت بموسى - عليه السلام - فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قال: فقلت: من هذا؟ قال: هذا موسى. ثم مررت بعيسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى. ثم مررت بإبراهيم فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم ".
قال ابن شهاب: فأخبرني ابن حزم، أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان: قال النبي ﷺ: " ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ".
قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال النبي ﷺ: " ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة. قال: فارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق. فراجعت، فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فقلت: وضع شطرها. قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه، فقال: ارجع إلى ربك إن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي. فرجعت إلى موسى. فقال: ارجع إلى ربك. قلت: قد استحييت من ربي. ثم انطلق بي حتى انتهى بي [إلى] السدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ".
مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن صالح - وهو ابن كيسان - عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: " فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر ".
البخاري: حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: " فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، ثم هاجر النبي ﷺ ففرضت أربعا، فتركت صلاة السفر على الأول ".
تابعه عبد الرزاق عن معمر.
البخاري: حدثنا إسماعيل، حدثني مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل، عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: " جاء رجل من أهل نجد إلى رسول الله ﷺ ثائر الرأس - يسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول - حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: خمس صلوات في اليوم والليلة. فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع. قال رسول الله ﷺ: وصيام رمضان. قال: هل علي غيره؟ قال: لا إلا أن تطوع. قال: وذكر له رسول الله ﷺ الزكاة. قال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قال رسول الله ﷺ: أفلح إن صدق ".
الدارقطني: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا نصر بن علي، ثنا نوح بن قيس، عن خالد بن قيس، عن قتادة، عن أنس قال: " قال رجل: يا رسول الله، كم افترض الله على عباده من الصلاة؟ قال: خمس صلوات. (قال: هل قبلهن أو بعدهن شيء؟ قال: افترض الله على عباده صلوات خمسا) فحلف له الرجل بالله لا يزيد عليهن ولا ينقص. فقال رسول الله ﷺ: إن صدق دخل الجنة ".
نوح بن قيس وأخوه خالد ثقتان. ذكر ذلك ابن أبي حاتم.