السيرة الحلبية/باب ذكر المشاهير من خدمه من الأحرار
فمن الرجال أنس بن مالك الأنصاري ، كان من أخص خدامه . خدمه من حين قدم المدينة إلى وفاته عشر سنين كما تقدم. فعن أنس : «لما قدم رسول الله ﷺ المدينة أخذ أبو طلحة يعني زوج أمه بيدي فانطلق بي إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك، فخدمته في السفر والحضر، وتقدم في بعض الروايات أن ابتداء خدمته له كان عند خروجه إلى خيبر، ومات وقد جاوز المائة.
وعبد الله مسعود ، كان صاحب سواكه ونعله، إذا قام ألبسه إياهما، فإذا جلس جعلهما في ذراعيه حتى يقوم. وكان يمشي بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة.
أي ومعيقيب الرومي ، كان صاحب خاتمه .
وعقبة بن عامر الجهني ، كان صاحب بغلته، يقودها في الأسفار، وكان عالما بكتاب الله وبالفرائض، فصيحا، شاعرا مفهما. ويأتي أنه ولي مصر لمعاوية وتوفي بها، وصرف عنها بمسلمة بن مخلد .
وأسقع بن شريك، صاحب راحلته . كان يرحل ناقته «وعنه أنه قال له ذات يوم: يا أسقع، قم فارحل، فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء، فسكت وجاءه جبريل بآية التيمم، فقال رسول الله، قم يا أسقع فتيمم، فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين، فقمت وتيممت ثم رحلت له، ثم سار حتى مر بماء، فقال لي: يا أسقع أمسّ هذا جلدك. وتقدم أن سبب نزول آية التيمم ضياع عقد عائشة في بعض الغزوات.
وبلال مؤذنه . وكان رضي الله تعالى على نفقاته، وهو مولى أبي بكر ، أي لأنه الذي اشتراه وهو يعذب في الله وأعتقه كما تقدم.
ومن النساء أمة الله بنت رزينة، وخولة، ومارية أم الرباب، ومارية وجدة المثنى بن صالح، وقيل التي قبلها.