مقالات مجلة المنار/الإنجيل الصحيح/3
على هذا المنوال جرت تلك الديانات الصادرة عن الروح القدس وكل واحدة منها تؤكد لنا أن ختام الوحي ونسخ الديانات السابقة بطريقة حاسمة قاطعة مما تقضي بهما كتابة الرسول بولس أو قرارات بعض المجامع أو أوامر الباباوات أو الإلهام الشخصي لبعض الناس، وكلها تحاول بلا طائل الاستناد في آخر الأمر على الوحي الهابط على آباء الكنيسة أو على ( الكاتشزم ) الذي ألفه لوثير أو فيلارتيوس وتأبى أن تعنون نِحلتها باسم أولئك المشيدين لدعائمها وتعاند في القول بأن المسيح هو الذي أوحى إليهم بهذه التعاليم وتصر على ذلك إصرارًا لو صدقناها فيه لذهبنا معها إلى أن المسيح نفسه هو الذي أوحي إلى أصحابها بأنه افتدى بني الإنسان بعد سقوطهم بسبب خطيئة آدم وأن الله يتألف من ثلاثة أشخاص وأن الروح القدس هبط على الحواريين وأن المسح باليد ( في تناول الأسرار ) نقله إلى القسيسين وأن تقديس الأرواح سبع مرات مما لابد منه للحياة المسيحية وغير ذلك. وهم يحملوننا على الظن بأن هذه الأمور كلها من تعاليم المسيح، على أننا إذا بحثنا في تعاليم المسيح لا نجد فيها أقل إشارة إليها ولا إلى بعضها. لا جرم أن الكنائس التي تقول بهذه الأشياء ينبغي لها أن تجهر بأنها من تعاليم الروح القدس وليست من تعليم المسيح، فإنما المسيحيون هم الذين يعتبرون الوحي الأخير الذي جاء به المسيح كما هو وارد في الأناجيل طبقًا لما قاله المسيح: لن يكون لكم أستاذ غيري.1
ربما ظن بعض الناس أن هذه المسألة ليست بذات بال وأنها من الأمور التي لا تستحق البحث فيها ولكن مما لا مراء فيه أن القوم قد أهملوا النظر إليها بعين الاعتبار إلى يومنا هذا، وبدلا من بذل نهاية المجهود في تنقية تعليم المسيح من شوائب علاقته الصناعية بالعهد القديم التي لا ترى ما يزكيها ويؤيدها، وتصفيته من تلك الإضافات التي ألصقتها به الأهواء باسم الروح القدس - لا يزال القوم حتى يومنا هذا يوجهون همتهم كلها إلى تقوية هذه الروابط التي لا أصل لها. ومن غرائب المشاهدات أننا نرى الاتفاق سائدًا في هذه المسألة بين الخصمين المتعاندين وأعني بهما المتحزبين للكنائس وأرباب الأفكار الحرة من أصحاب التاريخ.
فأما أحزاب الكنائس الذين يقولون بأن المسيح هو ثاني شخص في الثالوث فلا يريدون أن يفهموا تعليمه إلا تطبيقه على الوحي الموضوع على لسان ثالث الثلاثة ( أي الروح القدس الذي نطق بلسان الرؤساء ) كما هو وارد بالعهد القديم وفي أوامر المجامع وقرارات آباء الكنيسة. وتراهم ينادون ويبشرون بأمور هي منتهى الحماقة ويؤكدون مع ذلك بأنها من دين المسيح.
وأما الآخرون - أي أولئك الذين يمتنعون من اعتبار المسيح إلهًا - فهم أيضا يدركون عقيدته، لا كما أتى هو نفسه بها ولكن على الوجه الذي صوّرها فيه بولس وغيره من المفسرين، فأولئك العلماء مع اعتبارهم المسيح فردًا من أفراد البشر لا إلهًا يحرمونه من الحق الطبيعي الذي لكل واحد من الناس، ألا وهو أن يكون مسؤولا عن أقواله فقط وغير مؤاخَذ بما يقوله عنه غيره.
وحينما حاولوا إيضاح تعليم المسيح نسبوا إليه أفكارًا لم تخطر قط على باله وهو في قيد الحياة. فإن القائمين بهذا المذهب وفي مقدمتهم ( رنان ) المحبوب عند الجمهور لم يروا وجهًا لإجهاد أنفسهم في التمييز بين ما قال به المسيح وبين ما نسبه إليه مفسرو كلامه زورًا وبهتانًا. ولعدم زيادتهم على الكنائس في الاهتمام بالتعمق في فهم تعليم المسيح الصحيح انساقوا إلى البحث في حوادث حياته وفي الحوادث التاريخية التي وقعت في عصره لمعرفة أسباب نفوذه وشيوع أفكاره. على أن هذا المبحث هو كما يظهر آخر خطأ يجوز للمؤرخين ارتكابه فإن المسألة التي كان عليهم السعي في حلها هي ما يأتي:
منذ ثماني عشرة مائة من السنين كان رجل فقير يعيش في بعض الجهات وكان يصدر عنه بعض الأقوال، فاضطهده الناس وشنقوه ثم نسيه العالم كله كما نسي آلافًا من الحوادث المماثلة لأمره، فلم يذكره أحد من العالمين ولكن يظهر أن بعضهم بقيت في ذاكرته كلمات هذا الإنسان، فأعادها على مسمع من ثانٍ فثالت، ومازالت آخذة في الشيوع والانتشار، حتى أن ألوف الألوف من الناس سواء فيهم العقلاء والمجانين والعالمون والجاهلون اعتقدوا اعتقادًا مطلقًا بأنه هو الله وحده! 2 وهذا من غرائب مظاهر الكون فكيف يكون تفسير ذلك؟!
قالت الكنائس: إن هذا الرجل - أي المسيح - هو الله حقيقة. والأمر واضح في هذه الحال لا يحتاج إلى بيان؛ ولكنه إذا لم يكن هذا الإنسان هو الله فكيف نفسر اعتبار الناس له إلهًا دون سواه؟!
أما علماء المذاهب التاريخية فقد عنوا عناية بالغة بجمع الخصائص المتعلقة بحياة ذلك الإنسان، وهم في الحقيقة لم يجمعوا منها ولا واحدة سوى ما وجدوه في الأناجيل وفي تاريخ ( فلافيوس يوسيفوس ) ولم يتفطنوا إلى أنهم لو توصلوا إلى الوقوف على هذه الخصائص كلها، ووفقوا إلى إعادة حياة المسيح تامة بأصغر تفاصيلها بحيث عرفوا ما أكله في يوم كذا ويوم كذا وعرفوا في أي منزل أمضى تلك الليلة - لكان هذا السؤال الجوهري يبقى قائمًا ولا جواب عليه وهو: لماذا كان لعيسى لا لغيره هذا التأثير في الناس أجمعين؟!.3 الجواب المطلوب لا يأتي من العلم بالطريقة التي ولد بها عيسى أو كانت تربيته على مقتضاها أو غير ذلك ولا يستنبط من العلم بالحوادث التي وقعت في رومية في ذلك العصر وكانت داعية الأمم إلى الاعتقاد بالخرافات والأضاليل ونحو ذلك. وإنما يُنال الجواب بالبحث في أمر واحد وهو معرفة التعليم الذي جاء به المسيح علمًا مؤكدًا يقينيًّا ومعرفة كُنه هذا التعليم الذي حمل كثيرًا من الناس على جعل الرجل فوق سائر الناس واعتباره إلهًا منذ ثماني عشرة مائة من الأعوام.
الباحث الذي يريد حل هذه المعضلة يجب عليه قبل كل شيء أن يجتهد في إدراك تعليم المسيح وأعني به تعليمه الصحيح دون تلك التفاسير الغامضة الشاذة التي ذهب إليها بعض الناس، وهو أمر أهمله الباحثون إلى الآن، فإن علماء التاريخ من أهل النصرانية فرحون بما ذهبوا إليه من أن المسيح ليس هو الله ولذلك تراهم لا ينفكُّون يسردون الدلائل على أنه لم يكن فيه شيء من الألوهية ولكن لا يتفكرون في أمر بسيط لا يصح أن يغيب عن الأذهان وهو أن الاحتجاج على كون المسيح واحدًا من الناس مجردًا من كل صفات الألوهية يزيد المسألة غموضًا وبعدًا عن الأفهام.4 مثل ذلك صاحبنا رنان أو الموسيو ( هافيت ) فقد لاحظ بسذاجة لطيفة أن المسيح لم يكن فيه قط شيء ( مسيحي )! أما الموسيو سوري فقد أظهر ما ليس فوقه شئ من الابتهاج والارتياح حينما ذهب إلى أن المسيح ( كان رجلا بغير تثقيف وأنه كان من ذوي العقول الساذجة )!
ليس الأمر الجوهري هو إثبات عدم ألوهية المسيح ولا أن تعليمه ليس إلهيًّا ولا إيراد الدلائل على أن المسيح لم يكن كاثوليكيًّا وإنما هو فهم عناصر هذا التعليم الذي ظهر للناس في أسنى المظاهر وأجلاها وأعلاها وأغلاها حتى قالوا ولا يزالون يقولون بأن الرجل الذي قال به إنما هو الله. هذا هو الأمر الذي حاولت البحث فيه والذي نجحت في الوصول إليه والوقوف عليه وذلك بالنسبة إلى شخصي على الأقل، وهو ما أريد إبلاغه إلى إخواني.
يخيل إليَّ أن القارئ لهذا الكتاب إنما هو فرد من ذلك المجتمع العظيم الذي يتألف منه فريق المتمدنين الذين تهذبوا ودرجوا على الاعتقاد بقول إحدى الكنائس ومنعوا أنفسهم على الدوام من الجهر بالانفصال عنها مع ما ثبت لهم من مناقضة تلك العقائد لما أرشدتهم إليه عقولهم. وأوحت به ضمائرهم. سواء كان ذلك مبنيًّا على صبابة باقية من الحب والاحترام لذلك التعليم المسيحي أو لاعتبارهم النصرانية كلها خرافة، فهم لا يرتبطون بها إلا في الظاهر. إذا كانت هذه حال القارئ فإني أرجوه أن يعمل بالمثل السائر: ( ألقِ بالخلعة في النار إذ صارت مباءة للقُمَّل )! ولكنني أرجوه من باب أولى أن يتفكر أن الذي نفر منه طبعه وسمعه وظهر له بمظهر الخرافات ليس هو التعليم الصادر عن المسيح، وأنه من الظلم مؤاخذة المسيح بالحماقات التي علقها الناس بعده على تعليمه. وغرضي الوحيد إنما هو تحديد تعليم المسيح في شكله الخاص به كما وصل إلينا أي بواسطة الأقوال والأفعال التي بلغنا بطريق التواتر أنها أقوال المسيح وأفعاله 5 ومن كان من القراء من الصنف الذي سبق لي وصفه فإن كتابي يريه أن النصرانية ليست مزيجًا من الأمور العالية والأمور المبتذلة وأنها ليست من الخرافات بل إنها عبارة عن التعليم بما وراء الطبيعة الذي توصلت إليه الإنسانية إلى الآن بطريقة أخلاقية تهذيبية وطيدة الأركان ثابتة البنيان صافية من الشوائب مكملة من كل جانب، وأنها التعليم الذي ترتكز عليه بغير إدراك جميع مظاهر الإنسانية العالية في السياسة والعلم والشعر والفلسفة.
أما إذا كان القارئ من تلك الفرقة القليلة التي لا تزال في كل يوم آخذة في الاضمحلال وأعني بها أولئك المتمدنين الذين ما لبثوا مرتبطين بتعاليم الكنيسة ويقبلون الدين لراحتهم الداخلية لا لغرض خارجي فإنني أرجو هذا القارئ أن يسائل نفسه عن أعز الأمرين لديه: أراحته أم الحقيقة؟ فإن اختار الراحة سألته أن يقفل هذا الكتاب، وأما إذا جنح إلى الحقيقة فإنني أسأله أن يعتبر تعليم المسيح المبسوط في هذا الكتاب يناقض كل ما علَّمه إياه الناس وأنه بإزاء هذا التعليم في موقف المسلم بإزاء النصرانية، فليس عليه بعد ذلك أن تكون العقيدة المشروحة في هذا الكتاب توافق عقيدته أو تخالفها بل أن يعلم أيهما أكثر انطباقًا على عقله وقلبه، أعقيدة كنيسته أم عقيدة المسيح الممحضة؟ وعليه بعد ذلك أن يختار لنفسه أحد الأمرين: الرضى بقبول العقيدة الجديدة أو البقاء على عقيدة كنيسته.
وأما إذا كان القارئ من أولئك الذين يذهبون إلى احترام عقيدة إحدى الكنائس والتسليم بها في الظاهر لا لصحة هذه العقيدة ولكن بالنظر إلى اعتبار المنافع التي يجدونها فيها، فهذا القارئ يجب عليه أن يقول لنفسه بأنه ليس من المتهِمين ( بكسر الهاء ) بل من المتهَمين ( بفتحها ) مهما كان عدد الذين يماثلونه في الرأي ومهما كانت سطوتهم ومهما كانت تيجان الملوك معهم، وشهادات الأكابر منهم مصدِّقة لما بين أيديهم، وليس يكون ذلك القارئ من الذي تقع عليهم التهمة أمامي بل أمام المسيح، وينبغي لهذا القارئ أن يقول لنفسه إنه لن يطالَب ( بفتح اللام ) بأي برهان مما يمكنه الإتيان به من الدلائل، فقد جاء بها السابقون عليه بزمان طويل وأنه لو أتى بألف حجة على براءته لما كان في موقف يضطره إلى تزكية نفسه.
نعم، إنه يبقى عليه أن يزكي نفسه أولا من وصمة الكفر والتدنيس اللذين ارتكبهما بجعل عقيدة المسيح الذي هو الله ( تعالى الله عن هذا الزعم ) كعقيدة اسدراس والمجامع وثاوفليكتس وإفراغه كل قواه العقلية لتبديل كلمات الله حتى يجعلها موافقة لكلمات البشر. ثم يجب عليه أن يزكي نفسه ثانيًا من التجديف الذي ارتكبه بحمل كل ما في قلبه من الخرافات على ( حساب ) المسيح الذي هو الله ( سبحان الله ) ثم يبقى عليه في آخر الأمر أن يزكي نفسه أيضا من الخيانة التي ارتكبها بإخفائه عن الناس دين الله الذي جاء إلى الدنيا ليأتي لنا بالخلاص والسلام وبدسّه دين الروح القدس بدل هذا الدين وحرمانه ألوف الألوف من الناس من الخلاص الذي جاء به المسيح لأجل الناس وبإيجاده الخلاف في الشيع والمقالات وبحكم بعضها على بعض وغير ذلك من ألوف الشناعات التي يسترها بالاسم المقدس اسم المسيح.
لذلك أقول ليس للقراء الذين من هذا الفريق إلا أن يختاروا أحد أمرين: إما أن يتوبوا بخضوع وخنوع توبة نصوحًا ويرجعوا عن أكاذيبهم. وإما أن يضطهدوا ذلك الذي جاء ليلقي عليهم التهمة بما كسبوه من السيئات التي لا يزالون سببًا في وقوعها، إذا لم يعدلوا عن أكاذيبهم فليس لهم سوى أمر واحد هو اضطهادي أنا، وهذا هو ما أنتظره بنشر كتابي هذا. وإنني لأنتظره بفرح عظيم لا يخالجه سوى مكنون الخوف من ضعفي لأنني فرد من بني الإنسان. اهـ
( المنار )
لقد أظهرت لنا هذه المقدمة قوة كاتبها في أعلى درجها كما أظهرت لنا ضعفه في أسفل دركه. أما قوته فهي أنه أدرك بذهنه الوقاد وعقله المطلق من أسر التقليد والاستعباد أن إنجيل المسيح لم ينقل نقلا صحيحًا ولم يحفظ كله وأن الأهواء تلاعبت أيضا بتفسير ما نقل فأفسدت ما بقي فيه من ذماء الإصلاح والحق وأن أشد الناس عبثًا في تعليم المسيح بولس زعيم النصرانية.. إلخ ما قرأت في المقدمة.
وأما ضعفه فهو أنه نظر في سن الكبر وطور الزهد واليأس إلى تلك المواعظ التي قارع بها المسيح مترفي اليهود ومتنطِّعيهم وتأمل في غلو النصارى في المسيح وادعاء الألوهية له بإغراء بولس ومن دخل فيه من الوثنيين فرأى في المواعظ قوة إلهية وهي قوة الوحي ورأى الناس فُتنوا بالمسيح فاستدل بذلك على أنه هو الله!! ( تعالى الله عن ذلك ).
هذا، وقد وقع في س8، ص229 لفظ: ( الفارسيانيين ) وصوابه (الفِرِّيسيين) وفي س21، ص229 جملة: ( لا يلزم - كما يظهر - على تعليق )، وصوابها: ( لا يلزمه - كما يظهر - تعليق ).
هامش
- ↑ المنار: الخطاب خاص بتلاميذه الذين تنقل الكنائس عنهم أن تلقوا تعليمًا آخر من الروح القدس، ولهم أن يردوا على الفيلسوف بأن الروح القدس ليس غيره؛ لأنه على اصطلاحهم عينه؛ لأن كل واحد من الأقانيم الثلاثة عين الآخرين.
- ↑ المنار: إن الناس لم يقولوا هو الله لأجل الكلمات التي ينقلونها عنه؛ فقد نقل أحسن منها عن سليمان ولم يقولوا إنه إله ومنهم من لم يقل إنه نبي وإنما ذلك بولس وأمثاله قالوا هذا القول وادعوا أن روح القدس يملي عليهم والخوارق تؤيدهم فصدقهم الناس لاستحواذ الوثنية عليهم وشاع ذلك والفيلسوف ينكر عليهم إملاء روح القدس ويجحد خوارقهم ولكن إعجابه بكلمات المسيح عليه السلام أنسته أكبر سيئاتهم؛ فوقع في الأوهام!.
- ↑ المنار: إنه لم يكن للمسيح تأثير في الناس أجمعين كما زعم، وإن المعتقدين ببوذا أكثر من المعتقدين بالمسيح على الوجه المعروف عند النصارى.
- ↑ قضى الله أن تكون السخافة حليفة لكل مَن يتكلم في الدين من غير طريق الإسلام وإن ارتقى بعلمه إلى درجة الفلاسفة العظام، فهذه المسألة محلولة بمثل قوله تعالى: [ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ] (الكهف: 110)، فالمسيح بشر كسائر الناس إلا أنه امتاز بأن الله تعالى أوحى إليه والوحي لا يرتقي بالموحَى إليه إلى مقام الألوهية ولا يعطيه شعبة منها على أنها ليست متشعبة بل هي الوحدة الحقيقية.
- ↑ المنار: إن أقوال الفيلسوف السابقة في هذه المقدمة تنفي هذا التواتر؛ فإنه قال: إن أقوال المسيح لم تنقل في عهده برمتها بالكتابة ولا بالحفظ، وإنما كان يحفظ بعضها الواحد فيلقيه إلى ثانٍ ثم يشتهر بعد زمن، وإنما يتحقق التواتر بنقل العدد الكثير عن المسيح نفسه ونقل مثلهم عنهم طبقة بعد طبقة بلا انقطاع.