سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضربَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع نموذج في المعاشرة الزوجية، فكان بحقٍّ نِعم الزوج لزوجه، وخير الناس لأهله، ولم لا وقد جعل صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حُسن عشرة الزوجات فقال صلى الله عليه وسلم ،: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (رواه الترمذي وابن ماجه)، فكان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة معهن دائم البِشْر، يداعبهن ويتلطف بهن، ويعاملهن بكل سُموٍّ خُلقي؛ من محبة وعدل ورحمة ووفاء، وغير ذلك مما تقتضيه الحياة الزوجية في جميع أحوالها
تزوج رسول الله خمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة وجمع بين إحدى عشرة، وتوفي عن تسع، أولاهن (خديجة) بنت خويلد ولم يتزوج عليها حتى ماتت.
ثم تزوج (سَوْدة) بنت زَمْعَة وكانت تحت ابن عمها السكران ابن عمرو وهو من مهاجرة الحبشة ثم قدما مكة فمات بها ولم يعقب فتزوجها النبي ﷺ بعده في رمضان سنة عشر من النبوة بعد وفاة خديجة، توفيت (سودة) في شوال سنة 54 هـ في خلافة معاوية بالمدينة.
ثم تزوج (عائشة) بنت أبي بكر سنة اثنتين ولم يتزوج بكرا غيرها، عقد عليها بمكة وهي ابنة ست سنين وبنى عليها بالمدينة وهي ابنة تسع، وتزوج (حفصة) بنت عمر بن الخطاب وكانت تحت خنيس بن حذافة السهمي وكان رسول الله أرسله إلى كسرى ولما مات خنيس بن حذافة وتأيمت حفصة ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرد عليه أبو بكر كلمة فغضب عمر من ذلك فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله فقال عثمان: ما أريد أن أتزوج اليوم، فانطلق عمر إلى رسول الله فشكا إليه عثمان فقال رسول الله: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة» ثم خطبها إلى عمر فتزوجها رسول الله بعد غزوة أُحد سنة ثلاث وكان سنها عشرين سنة وتوفيت سنة 45 في خلافة مروان بن الحكم وكان عمرها ستين سنة، ثم تزوج (زينب) بنت خزيمة بن الحارث سنة ثلاث، يُقال لها أم المساكين لكثرة إطعامها للمساكين وصدقتها عليهم وكانت تحت عبد الله بن جحش فقتل عنها يوم أُحد ولم تلبث عند رسول الله إلا يسيرا شهرين أو ثلاثة حتى توفيت في حياته.
ثم تزوج (زينب) بنت جحش وهي بنت عمته ﷺ سنة خمس وهي أول من مات من أزواجه في خلافة عمر وتُكنى أم الحكم وكانت قديمة الإسلام وكانت قد تزوجها زيد بن حارثة مولى رسول الله ليعلمها كتاب الله وسنّة رسوله وكان اسمها برّة فسماها زينب وبسببها نزل الحجاب.
ثم تزوج (أم حبيبة) واسمها (رملة) بنت أبي سفيان صخر بن حرب وأمها صفية بنت أبي العاص عمة عثمان بن عفان، أسلمت قديما بمكة وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبد الله بن جحش فتنصر بالحبشة ومات بها وأبت هي أن تتنصر وثبتت على إسلامها فتزوجها رسول الله وهي بالحبشة سنة ست، روى مسلم بن الحجّاج في صحيحه: أن أبا سفيان طلب من النبي ﷺ أن يتزوجها فأجابه إلى ذلك وهذا مما يعد من أوهام مسلم لأن رسول الله قد تزوجها وهي بالحبشة قبل إسلام أبي سفيان ولم يختلف أهل السير في ذلك وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار وكان وليَّها عثمان بن عفان.
ثم تزوج (أم سلمة) بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومي واسمها هند، سنة أربع وكانت قبل النبي ﷺ عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي فولدت له سلمة وعمر ودرة وزينب وتوفي فخلفه عليها رسول الله بعده، وكانت من المهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة وكانت سنها حين تزوجها رسول الله ثلاثين سنة، وتزوج (ميمونة) بنت الحارث وهي خالة خالد بن الوليد وكانت قبل رسول الله عند أبي رهم العامري، تزوجها رسول الله سنة سبع في عمرة القضاء في ذي القعدة.
وتزوج (صفية) بنت حُيَيّ بن أخطب سنة سبع ولم تبلغ 17 سنة وكانت زوج سلام بن مشكم اليهودي ثم خلفه عليها كنانة بن أبي الحقيق وهما شاعران فقتل عنها كنانة يوم خيبر ثم تزوجها رسول الله ﷺ وتوفيت سنة 52 هـ، وتزوج (جويرية) بنت الحارث بن أبي ضرار سنة خمس سباها رسول الله يوم المريسيع وهي غزوة بني المصطلق وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي ذي الشفرين، وعن عائشة قالت: لما قسم رسول الله ﷺ سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها.، الخ.
ولما بلغ الناس أنه تزوجها قالوا: أصهار رسول الله فأطلقوا جميع الأسرى الذين بأيديهم.
وتزوج (خولة) بنت حكيم وهي التي وهبت نفسها للنبي ﷺ
وتزوج امرأة يُقال لها(عمرة) فطلقها ولم يبْن بها وذلك أن أباها قال له وأزيدك أنها لم تمرض قط، فقال: ما لهذه عند الله من خير فطلقها، تزوج امرأة يقال لها (أميمة) بنت النعمان فطلقها قبل أن يدخل بها، وخطب امرأة من بني مرة بن عوف فردها أبوها وقال: إن بها برصا فلما رجع إليها وجدها برصاء.
إن رسول الله ﷺ تزوج هؤلاء قبل تحريم ما زاد على الأربع وهن: عائشة وميمونة وصفية وحفصة وهند وزينب وجويرية ورملة وسودة.
من المصادر: موقع مع الحبيب رسول الله