انتقل إلى المحتوى

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/تأديب الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



تأديب الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم



قال «أدّبني ربي فأحسن تأديبي»، وقد جاء في القرآن الكريم آيات فيها تأديب للنبي فكان عليه الصلاة والسلام يعيها ويعمل بها ويتجنب النواهي ويتبع الأوامر، وهو وإن كان معصوما إلا أن الله سبحانه وتعالى كان يحفظه ويعظه ويأمره وينهاه ويعاتبه ويرشده إلى الصراط المستقيم ويبصره بكل شيء، فهذه العناية من الله تعالى بتهذيبه وإرشاده، وتمسك الرسول بطاعة الله تعالى باتباع أوامره واجتناب نواهيه بكل دقة، جعلته سيد الخلق وأعظم قدوة للناس أجمعين، وقد أثنى عليه الله تعالى فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وهذا ثناء ليس بعده ثناء، فقد قال رسول الله «بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فكان هو ممثلا لهذه المكارم ولا شك أنه وصل إلى هذه المرتبة العظيمة بتأديب الله تعالى.

إن الله سبحانه وتعالى علّم رسوله عليه السلام كيفية الدعوة إلى سبيل الله وهداية الخلق وكيف يعدل بين الناس ومشاورة أصحابه وعلمه أن يصبر على أذى الناس ويصفح عن المسيء ويجازي المحسن وكيف يخاطبهم ويجادلهم الخ، وهذه التعاليم مذكورة في القرآن في عدة مواطن عند المناسبات، ولم يكتم رسول الله شيئا من هذه الأوامر والنواهي، فكان أمينا على إثبات كل ما نزل به الوحي.

وقد رأيت أن أذكر الآيات التي أدّب الله تعالى بها رسول الله ليتدبرها المسلمون، إذ منها ما هو خاص بالرسول ومنها عام لجميع المؤمنين.

الشورى

أمر الله تعالى رسول الله بمشاورة أصحابه، فقال في سورة آل عمران: {وَشَاوِرْهُمْ فِى الاْمْرِ} (آل عمران: 159)، فالشريعة الإسلامية أول شريعة أمرت بالشورى، وقد كان الملوك قبل ذلك يستبدون برعاياهم ولا يرون الشورى واجبة عليهم، وقد أُمِرَ الرسول بمشاورة أصحابه وإن كان ليس في حاجة إليهم، ليقتدي به غيره في المشاورة وتصير سنة في أمته.

اليتيم والسائل

قال تعالى في سورة الضحى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ} (الضحى: 9 - 11)، أي لا تعبس وجهك إلى اليتيم وعامله بمثل ما عاملتُك به، ورُوي أنها نزلت حين صاح النبي على ولد خديجة، وقوله فلا تنهر أي فلا تزجر، والمراد مطلق السائل.

ولقد عاتب الله رسوله في القرآن في شأن الفقراء في ثلاثة مواضع:

أحدها: أنه كان جالسا فجاءه عثمان بعِذْق من تمر - أي بشماريخ من تمر - فوضعه بين يديه، فأراد أن يأكل، فوقف سائل بالباب، فقال: رحم الله عبدا يرحمنا، فأمر بدفعه إلى السائل، فكره عثمان ذلك إذ أراد أن يأكله النبي فخرج واشتراه من السائل ثم رجع السائل ففعل مثل ذلك ثلاث مرات، وكان يعطيه النبي إلى أن قال له «أسائل أنت أم بائع؟» فنزل قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} (الضحى: 10).

والثاني: أنه كان جالسا وحوله صناديد قريش، إذ جاء ابن أم مكتوم، الضرير، فتخطى رقاب القوم حتى جلس بين يديه، وقال: علِّمني مما علمك الله، فشق ذلك عليه فعبس وتولى.

والثالث: حين قالت له قريش، لو جعلت لنا مجلسا وللفقراء مجلسا آخر، فهمَّ أن يفعل ذلك، فنزل قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ}... الآية (الكهف: 28).

الصبر والعبادة

قال تعالى في سورة الإنسان: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءاثِما أَوْ كَفُورا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا وَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبّحْهُ لَيْلا طَوِيلا} (الإنسان: 24 - 26).

أمر الله رسوله بالصبر في كل ما حكم به وتحمل المشاق في العبادات والطاعات وأداء الرسالة وألا يطيع الكفار والآثمين، والمقصود بيان أن الناس محتاجون إلى مواصلة التنبيه والإرشاد، وقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (الأحقاف: 35).

هجر الرجز

قال تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (المدثر: 5)، والرجز اسم للقبيح المستقذر، وهو معنى الرِّجس، فقوله: والرجز فاهجر، كلام جامع لمكارم الأخلاق، كأنه قال له، اهجر الجفاء والسفه وكل شيء قبيح ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز، والمراد المداومة على ذلك الهجر، وقال: {وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} (المدثر: 6) أي، ولا تمنن بهذه الأعمال الشاقة على ربك.

النهي عن تحريم ما أحله الله

قال الله جل شأنه في سورة التحريم: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التحريم: 1) ينهاه الله تعالى عن تحريم ما أحله الله مرضاة أزواجه قال في الكشاف، رُوِيَ أنه عليه الصلاة والسلام خلا بمارية في يوم عائشة وعلمت بذلك حفصة، فقال لها: «اكتمي عليَّ، وقد حرّمت مارية على نفسي وأبشرك أن أبا بكر وعمر يملكان بعدي أمر أمتي»، فأخبرت به عائشة وكانتا متصادقتين، وقيل: خلا بها في يوم حفصة، فأرضاها بذلك واستكتمها فلم تكتم، فطلقها واعتزل نساءه، ومكث تسعا وعشرين ليلة في بيت مارية، ورُوي أن عمر قال: لو كان في آل الخطاب خير لما طلقك، فنزل جبريل عليه السلام وقال: راجعها فإنها صوَّامة قوَّامة، وإنها من نسائك في الجنة، ورُوِي أنه ما طلقها وإنما نوَّه بطلاقها، ورُوِيَ أنه شرب عسلا في بيت زينب بنت جحش، فتواطأت عائشة وحفصة، فقالتا له: إنا نشم رائحة المغافير وكان رسول الله يكره النفل من الطعام، فحرَّم العسل، فمعناه لم تحرم ما أحل الله لك من ملك اليمين أو من العسل؟ قال مسروق: حرم النبي أُمَّ ولده، وحلف ألا يقربها، فأنزل الله هذه الآية، فقيل له: أما الحرام فحلال، وأما اليمين التي حلفت عليها فقد فرض الله لكم تحلة أيمانكم، قال الشعبي: كان مع الحرام يمين، فعوتب في الحرام، وإنما يكفر اليمين، فذلك قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَنِكُمْ} (التحريم: 2) الآية، وقوله: «لم تحرم» استفهام بمعنى الإنكار، والإنكار من الله تعالى نهي، وتحريم الحلال مكروه، والحلال لا يحرّم إلا بتحريم الله تعالى، والمراد من هذا التحريم هو الامتناع عن الانتفاع بالأزواج.

العفو والإعراض عن الجاهلين

قال تعالى في سورة الأعراف: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَهِلِينَ} (الأعراف: 199)، العفو لغة، التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المحو والطمس، وكل من استحق عقوبة فتركتها فقد عفوت عنه، وعفا عن ذنبه عفوا: صفح، وقوله: خذ العفو، قيل: الفضل الذي يجيء بغير كلفة، والمعنى: إقبل الميسور من أخلاق الناس ولا تستقص عليهم، وفي حديث ابن الزبير: أمر الله نبيَّه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، قال: هو السهل الميَسَّر، أي أمره أن يحتمل أخلاقهم ويقبل منها ما سهل وتيسر ولا يستقصي عليهم، ويدخل في ذلك التساهل وعدم التشديد في كل ما يتعلق بالحقوق المالية، ويدخل فيه أيضا التخلق مع الناس بالخلق الطيب وترك الغلظة والفظاظة، كما قال تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159)، وأما ما لا يجوز دخول المساهلة والمسامحة فيه، فالحكم فيه أن يأمر بالمعروف، وقال أيضا: {وَأَعْرِض عَنِ الْجَهِلِينَ} (الأعراف: 199) وأمره الله تعالى أن يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه، وهذا مطابق لهذه الآية.

التواضع للمؤمنين

قال تعالى في سورة الحجر: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَكَ سَبْعًا مّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءانَ الْعَظِيمَ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر: 87، 88).

السبع المثاني هي فاتحة الكتاب، وهو قول عمر وعلِيّ وابن مسعود وأبي هريرة والحسن وأبي العالية ومجاهد والضحاك وسعيد بن جبير وقتادة، ورُوِي أن النبي قرأ الفاتحة وقال: «هي السبع المثاني» رواه أبو هريرة.

قال ابن عباس: «لا تمدَّنَّ عينيك أي لا تتمنّى ما فضلنا به أحدا من متاع الدنيا»، ورُوِي أنه نظر إلى نعم بني المصطلق، وقيل: وافت من بعض البلاد سبع قوافل ليهود بني قريظة والنضر فيها أنواع من البز، أي الثياب والطيب والجواهر، وسائر الأمتعة، فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا، لتقوّينا بها ولأنفقناها في سبيل الله تعالى، فقال الله تعالى لهم: لقد أعطيتكم سبع آيات هي خير من هذه القوافل السبع، والحاصل أن قوله: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم، نهي له عن الالتفات إلى أموالهم، وقوله: ولا تحزن عليهم، نهي له عن الالتفات إليهم، ثم قال: واخفض جناحك للمؤمنين، الخفض معناه في اللغة نفيض الرفع، وجناح الإنسان: يده، وخفض الجناح، كناية عن اللين والرفق والتواضع، والمقصود أنه تعالى لما نهاه عن الالتفات إلى أولئك الأغنياء من الكفار، أمره بالتواضع لفقراء المسلمين، ونظيره قوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَفِرِينَ} (المائدة: 54).

المجادلة بالحسنى

قال تعالى في سورة النحل: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ} (النحل: 125)، أمر الله رسوله أن يدعو الناس بإحدى هذه الطرق الثلاث وهي: الحكمة، والموعظة الح سنة، والمجادلة بالطريق الأحسن.

إيتاء ذي القربى والمساكين

قال تعالى في سورة الإسراء: {وَءاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْونَ الشَّيَطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَنُ لِرَبّهِ كَفُورًا} (الإسراء: 26، 27).

أمره الله تعالى أن يؤتي أقاربه الحقوق التي وجبت لهم في الفيء وأوجب عليه أيضا، إخراج حق المساكين وأبناء السبيل أيضا من هذين المثالين، والتبذير في اللغة، إفساد المال وإنفاقه في السرف إلا أنه لا سرف في الخير.

معاملة العدو

قال تعالى في سورة فصلت: {وَلاَ تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ} (فصلت: 34)، يعني ادفع سفاهتهم وجهالتهم بالطريق الذي هو أحسن الطرق، فإنك إذا صبرت على سوء أخلاقهم مرة بعد مرة ولم تقابل سفاهتهم بالغضب ولا إضرارهم بالإيذاء والإيحاش، استحيوا من تلك الأخلاق المذمومة وتركوا تلك الأفعال القبيحة، ثم قال: فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، يعني إذا قابلت إساءتهم بالإحسان وأفعالهم القبيحة بالأفعال الح سنة، تركوا أفعالهم القبيحة وانقلبوا من العداوة إلى المحبة ومن البغضاء إلى المودة.

الاقتصاد في الإنفاق

الاقتصاد وسط بين التقتير والتبذير وكل فضيلة وسط بين رذيلتين، قال الشاعر:

خير الأمور الوسط ** حب التناهي غلط

وقد ذمّ الله تعالى المقترين والبخلاء، وذم المبذرين، والناس إما مقتّرون أو مبذرون، وقليل منهم المقتصدون وترى البخيل يعلل بخله ويبرر تقتيره ويزعم أن الحكمة تقضي بالتقتير وادخار الأموال لإنفاقها في وقت العسر ويبقى هكذا مقترا طول حياته ويخشى أن ينفق حتى في أوقات العسر والشدة، كذلك يعلل المبذر تبذيره ويبرره فينفق أمواله في المحرمات والكماليات حتى يأتي عليها ويصبح فقيرا لا يجد قوت يومه، قال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْونَ الشَّيَطِينِ} (الإسراء: 27)، وقال في حق الذين يكنزون المال: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّ كَثِيرا مّنَ الاْحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} (التوبة: 34، 35)، والسرف وإن كان ممقوتا مذموما إلا أنه لا سرف في الخير.

وقد أمرنا الله تعالى بمراعاة الاقتصاد في النفقة فإن ذلك سبيل السعادة، قال تعالى في سورة الإسراء: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورا إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} (الإسراء: 29، 30)، وقد شرح الله تعالى وصف عباده المؤمنين في الإنفاق في سورة الفرقان فقال: {وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما} (الفرقان: 67)، فها هنا أمر رسوله بمثل ذلك الوصف فقال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، أي لا تمسك عن الإنفاق بحيث تضيق على نفسك وأهلك في وجوه صلة الرحم وسبيل الخيرات، والمعنى: لا تجعل يدك في انقباضها كالمغلولة الممنوعة من الانبساط ولا تبسطها كل البسط، أي ولا تتوسع في الإنفاق توسعة مفرطة بحيث لا يبقى في يدك شيء، ثم قال تعالى: فتقعد ملوما محسورا - أي يلوم نفسه، وأصحابه أيضا يلومونه على تضييع المال بالكلية وإبقاء الأهل والولد في الضر والمحنة.

هذا مثل من الأمثلة العديدة لتأديب الله تعالى لرسوله وقد ذكرنا الآيات التي وردت في هذا الصدد مع تفسيرها تفسيرا مجملا ليتعظ بها المسلمون وليعلموا عناية الله برسوله عليه الصلاة والسلام.

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
مقدمة الكتاب | كلمة عن بلاد العرب | نسبه الشريف | مناقب أجداده | أولاد عبد المطلب أعمام رسول الله وعماته | نذر عبد المطلب جد النبي | زواج عبد الله | أصحاب الفيل | مولده 20 أغسطس سنة 570م | الاحتفال بمولده | أسماؤه | مرضعاته | شق الصدر | الحض على قتله صغيرا | وفاة آمنة | عبد المطلب يهنىء سيف بن ذي يزن | وفاة جده عبد المطلب سنة 578 م وكفالة عمه أبي طالب | السفر إلى الشام سنة 582م | الرد على مستر موير | من هو بحيرا | رعية رسول الله الغنم بمكة | حرب الفجار | حلف الفضول | هل سافر النبي إلى اليمن؟ | ابتعاده عن معايب الجاهلية | الرحلة الثانية إلى الشام | تزويج رسول الله خديجة رضي الله عنها | تجديد بناء الكعبة | تسميته بالأمين | خلقه في طفولته وشبابه | رسالة محمد ثباتها من التوراة والإنجيل | إنذار يهود برسول الله | سلمان الفارسي وقصة إسلامه | من تسمى في الجاهلية بمحمد | عبادة الأصنام والأوثان | الأربعة الباحثون عن دين إبراهيم | الرد على مستر كانون سل | ترجمة زيد بن عمرو | بدء الوحي | النبي المنتظر | النبي الأمي | فترة الوحي | أول من آمن به | أبو بكر الصديق وإسلامه | علي بن أبي طالب وإسلامه | قتله رضي الله عنه | زيد بن حارثة وإسلامه | الدعوة إلى الإسلام خفية | الرد على مستر مرجوليوث | إيذاء المشركين لأبي بكر الصديق | إظهار الإسلام سنة 613م | عبد الله بن مسعود أول من جهر بالقرآن | الضرب والشتم حيلة الجهال المتعصبين | القرآن يحير ألباب العرب | قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله | تعذيب المسلمين | ما عرضته قريش على رسول الله | حماقة أبي جهل | قريش تمتحن رسول الله | إسلام جابر بن عبد الله | الهجرة الأولى إلى الحبشة شهر رجب السنة الخامسة من المبعث | شفاعة الغرانيق افتراء الزنادقة على رسول الله | إسلام حمزة | عمر بن الخطاب وسبب إسلامه | الهجرة الثانية إلى الحبشة | حصار الشعب وخبر الصحيفة - مقاطعة رسول الله وأتباعه | الطفيل بن عمرو الدوسي شاعر يحكم عقله ويسلم | وفاة أبي طالب سنة 620 م | وفاة خديجة سنة 620م | سفره إلى الطائف | الإسراء والمعراج سنة 621 م | تأثير خبر الإسراء في قريش | المعراج | هل رأى رسول الله ربه ليلة الإسراء؟ | فريضة الصلاة | عرض الرسول نفسه على قبائل العرب | بدء إسلام الأنصار بيعة العقبة الأولى | بيعة العقبة الثانية | مؤامرة قريش على قتل رسول الله | القرآن وما نزل منه بمكة | الهجرة إلى المدينة 12 ربيع الأول | وصوله إلى المدينة | ذكر الهجرة في القرآن | خطبة رسول الله في أول جمعة صلاها بالمدينة | معاهدة رسول الله اليهود | الخزرج والأوس وما كان بينهما وبين اليهود | العداوة بين الأوس والخزرج | الخلاصة | مدينة يثرب | مرض المهاجرين بحمى المدينة | مسجد رسول الله | تزويج النبي بعائشة رضي الله عنها | صرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة 15 شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة | الأذان | فرض صيام شهر رمضان وزكاة الفطر | فريضة الزكاة | المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار | إسلام عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي | عداء اليهود ومناقشاتهم | مثال من نفاق ابن أبي | أهل الصفة | الإذن بالقتال | بعث حمزة | سرية عبيدة بن الحارث | سرية سعد بن أبي وقاص | غزوة ودان أو غزوة الأبواء | غزوة بواط | غزوة بدر الأولى أو غزوة سفوان | غزوة العشيرة | سرية عبد الله بن جحش الأسدي | غزوة بدر الثانية أو غزوة بدر الكبرى17 رمضان في السنة الثانية من الهجرة | الأسرى وفداؤهم | تأثير الانتصار في المدينة | رجوعه إلى المدينة وتقسيم الغنيمة | وقع خبر الانتصار على قريش | أسباب انتصار المسلمين في وقعة بدر | فضل أهل بدر | وفاة رقية ابنة رسول الله | زواج فاطمة بنت رسول الله سنة 2هـ | غزوة بني سليم | غزوة بني قينقاع سنة 2 هـ | غزوة السويق | غزوة ذي أمر وهي غزوة غطفان | زواج أم كلثوم ابنة رسول الله | زواج حفصة | سرية زيد بن حارثة | قتل كعب بن الأشرف | قتل ابن سنينة | غزوة أحد يوم السبت 15 شوال سنة 3 هـ | غزوة حمراء الأسد | بعث الرجيع صفر سنة 4 هـ | سرية بئر معونة صفر سنة 4هـ | غزوة بن النضير ربيع الأول سنة 4هـ | تحريم الخمر الإصلاح الاجتماعي العظيم | غزوة ذات الرقاع | غزوة بدر الأخيرة | غزوة دومة الجندل وهي أول غزوات الشام | تزوج رسول الله زينب بنت جحش | غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق | قتل هشام بن صبابة | آية التيمم | عائشة وحديث الإفك | غزوة الخندق وهي الأحزاب | غزوة بني قريظة ذو القعدة سنة خمس | حكم سعد بن معاذ | غنائم المسلمين | وفاة سعد | خسائر المسلمين في غزوة بني قريظة | ما نزل من القرآن في أمر الخندق وبني قريظة | يهود المدينة وما آل إليه أمرهم | سرية القرطا وإسلام ثمامة بن أثال الحنفي | غزوة بني لحيان | إغارة عيينة بن حصن | غزوة ذي قرد وهي غزوة الغابة | سرية محمد بن مسلمة الأنصاري إلى ذي القصة | سرية زيد بن حارثة 2 | سرية أخرى لزيد بن حارثة | سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل إسلام الأصبغ بن عمرو الكلبي | سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر | سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة | سرية عبد الله بن عتيك لقتل سلام بن أبي الحقيق رمضان سنة 6هـ | سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن رزام | سرية كرز بن جابر الفهري | أمر الحديبية ذو القعدة 6 هـ | بيعة الرضوان | الصلح | تنفيذ المعاهدة | رسل النبي إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام | خاتم رسول الله | كتب رسول الله | نتيجة إرسال الرسل إلى الملوك والأمراء | غزوة خيبر محرم سنة 7 هـ | صلح أهل فدك | غزوة وادي القرى | خمس سرايا في خريف وشتاء السنة السابعة الهجرية | عمرة القضاء أو عمرة القضية ذو القعدة سنة 7 هـ | زواج رسول الله بميمونة رضي الله عنها | ما قبل سرية مؤتة من الحوادث | إسلام عمرو بن العاص سنة 8 هـ | خالد بن الوليد وإسلامه | سرية مؤتة لمحاربة الروم جمادى الأولى سنة 8 هـ | إسلام فروة بن عامر الجذامي | سرية عمرو بن العاص أو سرية ذات السلاسل جمادى الآخرة 8هـ | سرية أبو عبيدة بن الجراح | غزوة فتح مكة رمضان سنة 8 هـ | قريش تبعث أبا سفيان إلى المدينة | استعداد رسول الله للزحف على مكة | كتاب حاطب إلى مكة | رسول الله أذن لأصحابه بالإفطار في رمضان | عقد الألوية والرايات | المحكوم عليهم بالقتل | دخوله الكعبة | بيعة أهل مكة | هدم الأصنام | أذان بلال على ظهر الكعبة | إسلام أبي قحافة عثمان بن عامر التيمي والد أبي بكر الصديق | سرية خالد بن الوليد إلى العزى | سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة | سرية عمرو بن العاص إلى سواع | سرية خالد بن الوليد إلى جذيمة | غزوة حنين 10 شوال سنة 8 هـ | سرية عامر الأشعري أو سرية غزوة أوطاس - هوازن | سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكفين | غزوة الطائف شوال سنة 8 هـ | بعث قيس بن سعد إلى صداء | سرية عيينة بن حصن الفزاري إلى تميم | سرية الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق | سرية قطبة بن عامر إلى خثعم | سرية الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب | سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة | سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس | غزوة تبوك أو العسرة | هدم مسجد الضرار بقباء | موت عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين | حجة أبي بكر الصديق | سرية خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب بنجران | وفاة إبراهيم | أبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل بعثهما إلى اليمن | بعث علي بن أبي طالب إلى اليمن | حجة الوداع | بعث أسامة بن زيد | عدد الغزوات والبعوث | الوفود | وفاة رسول الله يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ | رثاء أبي بكر | ما نزل من القرآن بالمدينة | مراتب الوحي والرد على المستشرقين | زوجات رسول الله | تعدد زوجات رسول الله | المرأة في الإسلام | حكمة تعدد الزوجات | بنوه وبناته | صفته | الشمائل المحمدية | اتباع التعاليم الإسلامية | الاقتداء بأخلاق رسول الله | معجزات رسول الله | خصائصه | موالي رسول الله | حراسه | أمناء رسول الله | شعراؤه | مؤذنوه | خدمه | خيله وبغاله وإبله | أسماء أسلحته | تأديب الله تعالى لرسول الله | منزلة رسول الله في القرآن | الأحاديث النبوية وتدوينها | مختارات من الأحاديث النبوية | خاتمة الكتاب