الروح/المسألة الحادية والعشرون/فصل8
وكذلك القوة في أمر اللّه هي من تعظيمه وتعظيم أوامره وحقوقه حتى يقيمها اللّه العلو في الأرض هو من تعظيم نفسه وطلب تفردها بالرئاسة ونفاذ الكلمة سواء عز أمر اللّه أو هان بل إذا عارضه أمر اللّه وحقوقه ومرضاته في طلب علوه لم يلتفت إلى ذلك وأهدره وأماته في تحصيل علوه.
و كذلك الحمية للّه والحمية للنفس، فالأولى يثيرها تعظيم الأمر والآمر.
و الثانية يثيرها تعظيم النفس والغضب لفوات حظوظها فالحمية للّه أن يحمي قلبه له من تعظيم حقوقه وهي حال عبد قد أشرق على قلبه نور سلطان اللّه فامتلأ قلبه بذلك النور فإذا غضب فإنما يغضب من أجل نور ذلك السلطان الذي ألقى على قلبه وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا غضب احمرت وجنتاه وبدا بين عينيه عرق بدره الغضب ولم يقم لغضبه شي ء حتى ينتقم للّه.
و روى زيد بن أسلم عن أبيه موسى بن عمران صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارا وهذا بخلاف الحمية للنفس فإنها حرارة تهيج من نفسه لفوات حظها أو طلبه فإن الفتنة في النفس والفتنة هي الحريق والنفس ملتظية بنار الشهوة والغضب فإنما هما حرارتان تظهران على الأركان حرارة من قبل النفس المطمئنة أثارها تعظيم حق اللّه وحرارة من قبل النفس الأمّارة أثارها استشعار فوت الحظ.
هامش