البداية والنهاية/الجزء الرابع/سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى هوازن
قال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عمر بن الحكم قال: بعث رسول الله ﷺ شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن، وأمره أن يغير عليهم، فخرج وكان يسير الليل ويكمن النهار، حتى جاءهم وهم غارين، وقد أوعز إلى أصحابه أن لا تمعنوا في الطلب، فأصابوا نعما كثيرا وشاء، فاستاقوا ذلك حتى إذا قدموا المدينة فكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا كل رجل.
وزعم غيره أنهم أصابوا سبيا أيضا، ثم قدم أهلوهم مسلمين، فشاور النبي ﷺ أميرهم في ردهن إليهم.
فقال: «نعم».
فردوهن وخير التي عنده الجارية فاختارت المقام عنده، وقد تكون هذه السرية هي المذكورة فيما رواه الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ بعث سرية قبل نجد، فكان فيهم عبد الله بن عمر قال: فأصبنا إبلا كثيرا فبلغت سهامنا اثنا عشر بعيرا، ونفلنا رسول الله ﷺ بعيرا بعيرا.
أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك، ورواه مسلم أيضا من حديث الليث ومن حديث عبد الله كلهم عن نافع عن ابن عمر بنحوه.
وقال أبو داود: حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: بعث رسول الله ﷺ سرية إلى نجد فخرجت فيها فأصبنا نعما كثيرا، فنفلنا أميرنا بعيرا بعيرا لكل إنسان، ثم قدمنا على رسول الله صد فقسم بيننا غنيمتنا، فأصاب كل رجل منا اثنا عشر بعيرا بعد الخمس، وما حاسبنا رسول الله ﷺ بالذي أعطانا صاحبنا ولا عاب عليه ما صنع، فكان لكل منا ثلاثة عشر بعيرا بنفله.