انتقل إلى المحتوى

البداية والنهاية/الجزء الرابع/إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى وذكر قصيدته بانت سعاد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
البداية والنهايةالجزء الرابع المؤلف ابن كثير
إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى وذكر قصيدته بانت سعاد



إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى وذكر قصيدته بانت سعاد


قال ابن إسحاق: ولما قدم رسول الله من منصرفه عن الطائف، كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه لأبويه كعب بن زهير، يخبره أن رسول الله قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه، وأن من بقي من شعراء قريش؛ ابن الزبعري، وهبيرة بن أبي وهب، هربوا في كل وجه.

فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله ، فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض.

وكان كعب قد قال:

ألا بلغا عني بجيرا رسالة * فويحك فيما قلت ويحك هل لكا

فبين لنا إن كنت لست بفاعل * على أي شيء غير ذلك دلكا

على خلق لم ألف يوما أبا له * عليه وما تلقى عليه أبا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف * ولا قائل أما عثرت لعالكا

سقاك بها المأمون كأسا روية * فأنهلك المأمون منها وعلَّكا

قال ابن هشام: وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر:

من مبلع عني بجيرا رسالة * فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا

شربت مع المأمون كأسا روية * فأنهلك المأمون منها وعلكا

وخالفت أسباب الهدى واتبعته * على أي شيء ويب غيرك دلكا

على خلق لم تلف أما ولا أبا * عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف * ولا قائل أما عثرت لعا لكا

قال ابن إسحاق: وبعث بها إلى بجير، فلما أتت بجير أكره أن يكتمها رسول الله فأنشده إياها، فقال رسول الله ، لما سمع سقاك بها المأمون: «صدق وإنه لكذوب، أنا المأمون».

ولما سمع على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه قال: «أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه».

قال ثم كتب بجير إلى كعب يقول له:

من مبلغ كعبا فهل لك في التي * تلوم عليها باطلا وهي أحزم

إلى الله لا العزى ولا اللات وحده * فتنجو إذا كان النجاء وتسلم

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت * من الناس إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير وهو لا شيء دينه * ودين أبي سلمى عليَّ محرم

قال: فلما بلغ كعب الكتاب ضاقت به الأرض، وأشفق على نفسه، وأرجف به من كان في حاضره من عدوه، وقالوا: هو مقتول، فلما لم يجد من شيء بدا قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله ، وذكر فيها خوفه، وإرجاف الوشاة به من عدوه.

ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة كما ذكر لي، فغدا به إلى رسول الله في صلاة الصبح، فصلى مع رسول الله ، ثم أشار له إلى رسول الله ، فقال: هذا رسول الله، فقم إليه فاستأمنه.

فذُكر لي: أنه قام إلى رسول الله فجلس إليه، ووضع يده في يده، وكان رسول الله لا يعرفه، فقال: يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه إن جئتك به؟

فقال رسول الله : «نعم».

فقال: إذا أنا يا رسول الله كعب بن زهير.

قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه: وثب عليه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، دعني وعدو الله أضرب عنقه؟

فقال رسول الله : «دعه عنك، فإنه جاء تائبا نازعا».

قال: فغضب كعب بن زهير على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم، وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير، فقال في قصيدته التي قال حين قدم على رسول الله :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول * متيم عندها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا * إلا أغن غضيض الطرف مكحول

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة * لا يشتكي قصر منها ولا طول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت * كأنه منهل بالراح معلول

شجت بذي شيم من ماء محنية * صاف بأبطح أضحى وهو مشمول

تنفي الرياح الفدى عنه وأمرعه * من صوب غادية بيض يعاليل

فيا لها خلة لو أنها صدقت * بوعدها أو لو آن النصح مقبول

لكنها خلة قد سيط من دمها * فجع وولع وإحلاف وتبديل

فما تدوم على حال تكون بها * كما تلون في أثوابها الغول

وما تمسك بالعهد الذي زعمت * إلا كما يمسك الماء الغرابيل

فلا يغرنك ما منت وما وعدت * إن الأماني الأحلام تضليل

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا * وما مواعيدها إلا الأباطيل

أرجو وآمل أن تدنو مودتها * وما لهن أخال الدهر تعجيل

أمست سعاد عرضتها بأرض لا تبلغها * إلا العتاق النجيبات المراسيل

ولن يبلغها إلا عذافرة * فيها على الأبن إرقال وتبغيل

من كل نضاحة الذفري إذا عرقت * عرضتها طامس الأعلام مجهول

ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق * إذا توقدت الحزان والميل

ضخم مقلدها فعمَّ مقيدها * في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

حرف أخوها أبوها من مهجنة * وعمها خالها قوداء شمليل

يمشى القراد عليها ثم يزلقه * منها لبان وأقراب زهاليل

عيرانةٌ قذفت بالنحص عن عرض * مرفقها عن بنات الزور مفتول

قنواءٌ في حربتيها للبصير بها * عتق مبين وفي الخدين تسهيل

كأنما فات عينيها ومذبحها * من خطمها ومن اللحيين برطيل

تمر مثل عسيب النخل ذا خصل * في غادر لم تخونه الأحاليل

تهوي على يسرات وهي لاهية * ذوابل وقعهن الأرض تحليل

يوما تظل به الحرباء مصطخدا * كأن ضاحية بالشمس محلول

وقال للقوم حاديهم وقد جعلت * ورق الجنادب يركضن الحصا قيلوا

أوبٌ بذي فاقدٍ شمطاء معولة * قامت فجاء بها نكر مثاكيل

نواحةٌ رخوة الضبعين ليس لها * لما نعى بكرها الناعون معقول

تفري اللبان بكفيها ومدرعها * مشقق عن تراقيها رعابيل

تسعى الغواة جنابيها وقولهم * إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول

وقال كل صديق كنت أمله * لا ألهينك إني عنك مشغول

فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم * فكل ما قدر الرحمن مفعول

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته * يوما على آلة حدباء محمول

نبئتُ أن رسول الله أوعدني * والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة * القرآن فيه مواعيظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم * أذنب ولو كثرت فيَّ الأقاويل

لقد أقوم مقاما لو يقوم به * أرى وأسمع ما قد يسمع الفيل

لظل يرعد من وجد موارده * من الرسول بإذن الله تنزيل

حتى وضعت يميني ما أنازعها * في كف ذي نقمات قوله القيل

فلهو أخوف عندي إذ أكلمه * وقيل إنك منسوب ومسئول

من ضيغم بضراء الأرض مخدرة * في بطن عثر غيل ذرنه غيل

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما * لحم من الناس معفور خراديل

إذا يساور قرنا لا يحل له * أن يترك القرن إلا وهو مغلول

منه تظل حمير الوحش نافرة * ولا تمشي بواديه الأراجيل

ولا يزال بواديه أخو ثقة * مضرج البر والدرسان مأكول

إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش قال قائلهم * ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف * عند اللقاء ولا ميل معازيل

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم * ضرب إذا عرد السود التنابيل

شم العرانين أبطال لبوسهم * من نسج داود في الهيجا سرابيل

بيض سوابغ قد شكت لها حلق * كأنها حلق القفعاء مجدول

ليسوا معاريج إن نالت رماحهم * قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

لا يقع الطعن إلا في نحورهم * ولا لهم عن حياض الموت تهليل

قال ابن هشام: هكذا أورد محمد بن إسحاق هذه القصيدة ولم يذكر لها إسنادا.

وقد رواها الحافظ البيهقي في (دلائل النبوة) بإسناد متصل فقال: أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأسدي بهذان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه، عن جده قال:

خرج كعب وبجير ابنا زهير، حتى أتيا أبرق العزاف فقال بجير لكعب: اثبت في هذا المكان حتى آتي هذا الرجل - يعني رسول الله - فأسمع ما يقول، فثبت كعب وخرج بجير، فجاء رسول الله فعرض عليه الإسلام فأسلم فبلغ ذلك كعبا فقال:

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة * على أي شيء ويب غيرك دلكا

على خلق لم تلف أما ولا أبا * عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

سقاك أبو بكر بكأس روية * وأنهلك المأمون منها وعلكا

فلما بلغت الأبيات رسول الله أهدر دمه، وقال: «من لقي كعبا فليقتله».

فكتب بذلك بجير إلى أخيه، وذكر له أن رسول الله قد أهدر دمه، ويقول له: النجاء وما أراك تنفلت.

ثم كتب إليه بعد ذلك: أعلم أن رسول الله لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله إلا قبل ذلك منه، وأسقط ما كان قبل ذلك، فإذا جاءك كتابي هذا، فأسلم وأقبل.

قال: فأسلم كعب وقال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله ، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله ، ثم دخل المسجد ورسول الله مع أصحابه كالمائدة بين القوم، و القوم متحلقون معه حلقة خلف حلقة، يلتفت إلى هؤلاء مرة فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم.

قال كعب: فأنخت راحلتي بباب المسجد، ثم دخلت المسجد فعرفت رسول الله بالصفة، حتى جلست إليه فأسلمت، وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، الأمان يا رسول الله.

قال: «ومن أنت؟».

قال: كعب بن زهير.

قال: «الذي يقول».

ثم التفت رسول الله إلى أبي بكر فقال: «كيف قال يا أبا بكر؟».

فأنشده أبو بكر:

سقاك بها المأمون كأسا روية * وأنهلك المأمون منها وعلكا

قال: يا رسول الله ما قلت هكذا.

قال: «فكيف قلت؟».

قال: قلت:

سقاك بها المأمون كأسا روية * وأنهلك المأمون منها وعلكا

فقال رسول الله : «مأمون والله».

ثم أنشده القصيدة كلها حتى أتى على آخرها، وهي هذه القصيدة:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول * متيم عندها لم يغد مكبول

وقد تقدم ما ذكرناه من الرمز لما اختلف فيه إنشاد ابن إسحاق والبيهقي رحمهما الله عز وجل.

وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب (الاستيعاب) أن كعبا لما انتهى إلى قوله:

إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول

نبئتُ أن رسول الله أوعدني * والعفو عند رسول الله مأمول

قال: فأشار رسول الله إلى من معه أن اسمعوا.

وقد ذكر ذلك قبله موسى بن عقبة في مغازيه، ولله الحمد والمنة.

قلت: ورد في بعض الروايات أن رسول الله أعطاه بردته حين أنشده القصيدة، وقد نظر ذلك الصرصري في بعض مدائحه.

وهكذا ذكر ذلك الحافظ أبو الحسن بن الأثير في (الغابة)، قال: وهي البردة التي عند الخلفاء.

قلت: وهذا من الأمور المشهورة جدا، ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه، فالله أعلم.

وقد روي أن رسول الله قال له لما قال: بانت سعاد: «ومن سعاد؟».

قال: زوجتي يا رسول الله.

قال: «لم تبن، ولكن لم يصح ذلك» وكأنه على ذلك توهم أن بإسلامه تبين امرأته، والظاهر أنه إنما أراد البينونة الحسية لا الحكمية، والله تعالى أعلم.

قال ابن إسحاق: وقال عاصم بن عمر بن قتادة: فلما قال كعب - يعني في قصيدته - إذا عرد السود التنابيل، وإنما يريدنا معشر الأنصار، لما كان صاحبنا صنع به ما صنع، وخص المهاجرين من قريش بمدحته، غضبت عليه الأنصار.

فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار، ويذكر بلاءهم من رسول الله ، وموضعهم من اليمن:

من سره كرم الحياة فلا يزل * في مقنب من صالحي الأنصار

ورثوا المكارم كابرا عن كابر * إن الخيار هموا بنوا الأخيار

المكرهين السمهري بأذرع * كسوالف الهندي غير قصار

والناظرين بأعين محمرة * كالجمر غير كليلة الأبصار

والبائعين نفوسهم لنبيهم * للموت يوم تعانق وكرار

والقائدين الناس عن أديانهم * بالمشرفي وبالقنال الخطار

يتطهرون يرونه نسكا لهم * بدماء من علقوا من الكفار

دربوا كما دربت بطون خيفة * غلب الرقاب من الأسود ضواري

وإذا حللت لينعوك إليهم * أصبحت عند معاقل الأعفار

ضربوا عليا يوم بدر ضربةً * دانت لوقعتها جميع نزار

لو يعلم الأقوام علمي كله * فيهم لصدقني الذين أُماري

قوم إذا خوت النجوم فإنهم * للطارقين النازلين مقاري

قال ابن هشام: ويقال إن رسول الله قال له حين أنشده بانت سعاد: «لولا ذكرت الأنصار بخير فإنهم لذلك أهل».

فقال كعب هذه الأبيات وهي في قصيدة له.

قال: وبلغني عن علي بن زيد بن جدعان: أن كعب بن زهير أنشد رسول الله في المسجد: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول.

وقد رواه الحاقظ البيهقي بإسناده المتقدم إلى إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثني معن بن عيسى، حدثني محمد بن عبد الرحمن، الأفطس عن ابن جدعان فذكره، وهو مرسل.

وقال الشيخ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في (كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب) بعد ما أورد طرفا من ترجمة كعب بن زهير إلى أن قال: وقد كان كعب بن زهير شاعرا مجودا كثير الشعر، مقدما في طبقته هو وأخو بجير، وكعب أشعرهما، وأبوهما زهير فوقهما، ومما يستجاد من شعر كعب بن زهير قوله:

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني * سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها * فالنفس واحدة والهم منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل * لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر

ثم أورد له ابن عبد البر أشعارا كثيرة يطول ذكرها، ولم يؤرخ وفاته، وكذا لم يؤرخها أبو الحسن بن الأثير في كتاب (الغابة في معرفة الصحابة) ولكن حكى أن أباه توفي قبل المبعث بسنة، فالله أعلم.

وقال السهيلي: ومما أجاد فيه كعب بن زهير قوله يمدح رسول الله :

تجري به الناقة الأدماء معتجرا * بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم

ففي عطافيه أو أثناء بردته * ما يعلم الله من دين ومن كرم

البداية والنهاية - الجزء الرابع
سنة ثلاث من الهجرة غزوة نجد | غزوة الفرع من بحران | خبر يهود بني قينقاع في المدينة | سرية زيد بن حارثة إلى ذي القردة | مقتل كعب بن الأشرف | غزوة أحد في شوال سنة ثلاث | مقتل حمزة رضي الله عنه | فصل نصر الله للمسلمين يوم بدر | فصل فيما لقي النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ من المشركين قبحهم الله | فصل رد رسول الله عين قتادة بن النعمان عندما سقطت يوم أحد | فصل مشاركة أم عمارة في القتال يوم أحد | فصل في أول من عرف رسول الله بعد الهزيمة كعب بن مالك | دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد | فصل سؤال النبي عليه السلام عن سعد بن الربيع أهو حي أم ميت | الصلاة على حمزة وقتلى أحد | فصل في عدد الشهداء | فصل نعي رسول الله لحمنة بنت جحش أخيها وخالها وزوجها يوم أحد | خروج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه على ما بهم من القرح والجراح في أثر أبي سفيان | فصل فيما تقاول به المؤمنون والكفار في وقعة أحد من الأشعار | آخر الكلام على وقعة أحد | سنة أربع من الهجرة النبوية | غزوة الرجيع | سرية عمرو بن أمية الضمري | سرية بئر معونة | غزوة بني النضير وفيها سورة الحشر | قصة عمرو بن سعدي القرظي | غزوة بني لحيان | غزوة ذات الرقاع | قصة غورث بن الحارث | قصة الذي أصيبت امرأته يومذاك | قصة جمل جابر | غزوة بدر الآخرة | فصل في جملة من الحوادث الواقعة سنة أربع من الهجرة | سنة خمس من الهجرة النبوية غزوة دومة الجندل | غزوة الخندق أو الأحزاب | فصل نزول قريش بمجتمع الأسيال يوم الخندق | فصل في دعائه عليه السلام على الأحزاب | فصل في غزوة بني قريظة | وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه | فصل الأشعار في الخندق وبني قريظة | مقتل أبي رافع اليهودي | مقتل خالد بن سفيان الهذلي | قصة عمرو بن العاص مع النجاشي | فصل في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم بأم حبيبة | تزويجه بزينب بنت جحش | نزول الحجاب صبيحة عرس زينب | سنة ست من الهجرة | غزوة ذي قرد | غزوة بني المصطلق من خزاعة | قصة الإفك | غزوة الحديبية | سياق البخاري لعمرة الحديبية | فصل في السرايا التي كانت في سنة ست من الهجرة | فصل فيما وقع من الحوادث في هذه السنة | سنة سبع من الهجرة غزوة خيبر في أولها | فصل فتح رسول الله عليه السلام للحصون | ذكر قصة صفية بنت حيي النضرية | فصل محاصرة النبي عليه السلام أهل خيبر في حُصنيهم | فصل فتح حصونها وقسيمة أرضها | فصل تخصيص شيء من الغنيمة للعبيد والنساء ممن شهدوا خيبر | ذكر قدوم جعفر بن أبي طالب ومسلمو الحبشة المهاجرون | قصة الشاة المسمومة والبرهان الذي ظهر | فصل انصراف رسول الله إلى وادي القرى ومحاصرة أهله | فصل من استشهد بخيبر من الصحابة | خبر الحجاج بن علاط البهزي | فصل مروره صلى الله عليه وسلم بوادي القرى ومحاصرة اليهود ومصالحتهم | فصل تقسيم الثمار و الزروع في خيبر بين المسلمين و اليهود بالعدل | سرية أبي بكر الصديق إلى بني فزارة | سرية عمر بن الخطاب إلى تُرَبَة وراء مكة بأربعة أميال | سرية عبد الله بن رواحة إلى يسير بن رزام اليهودي | سرية أخرى مع بشير بن سعد | سرية بني حدرد إلى الغابة | السرية التي قتل فيها محلم بن جثامة عامر بن الأضبط | سرية عبد الله بن حذافة السهمي | عمرة القضاء | قصة تزويجه عليه السلام بميمونة | ذكر خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة بعد قضاء عمرته | فصل إرسال سرية ابن أبي العوجاء إلى بني سليم | فصل رد رسول الله عليه السلام ابنته زينب على زوجها أبي العاص | سنة ثمان من الهجرة النبوية | طريق إسلام خالد بن الوليد | سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى هوازن | سرية كعب بن عمير إلى بني قضاعة | غزوة مؤتة | فصل إصابة جعفر وأصحابه | فصل عطف رسول الله عليه السلام على ابن جعفر عند إصابة أبيه | فصل في فضل زيد وجعفر وعبد الله رضي الله عنهم | فصل في من استشهد يوم مؤتة | ما قيل من الأشعار في غزوة مؤتة | كتاب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الآفاق وكتبه إليهم | إرساله صلى الله عليه وسلم إلى ملك العرب من النصارى بالشام | بعثه إلى كسرى ملك الفرس | بعثه صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس صاحب مدينة الإسكندرية واسمه جريج بن مينا القبطي | غزوة ذات السلاسل | سرية أبي عبيدة إلى سيف البحر | غزوة الفتح الأعظم وكانت في رمضان سنة ثمان | قصة حاطب بن أبي بلتعة | فصل استخلاف كلثوم بن حصين الغفاري على المدينة | فصل إسلام العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم | فصل نزول النبي عليه السلام إلى مر الظهران | صفة دخوله صلى الله عليه وسلم مكة | فصل عدد الذين شهدوا فتح مكة | بعثه عليه السلام خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بني جذيمة من كنانة | بعث خالد بن الوليد لهدم العزى | فصل في مدة إقامته عليه السلام بمكة | فصل فيما حكم عليه السلام بمكة من الأحكام | فصل مبايعة رسول الله الناس يوم الفتح على الإسلام والشهادة | غزوة هوازن يوم حنين | الوقعة وما كان أول الأمر من الفرار ثم العاقبة للمتقين | فصل هزيمة هوازن | فصل في الغنائم | فصل أمره صلى الله عليه وسلم أن لا يقتل وليدا | غزوة أوطاس | من استشهد يوم حنين وأوطاس | ما قيل من الأشعار في غزوة هوازن | غزوة الطائف | مرجعه عليه السلام من الطائف | قدوم مالك بن عوف النصري على الرسول | اعتراض بعض أهل الشقاق على الرسول | مجيء أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة عليه بالجعرانة | عمرة الجعرانة في ذي القعدة | إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى وذكر قصيدته بانت سعاد | الحوادث المشهورة في سنة ثمان والوفيات