انتقل إلى المحتوى

جامع بيان العلم وفضله/باب اجتهاد الرأي على الأصول عند عدم النصوص في حين نزول النازلة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


  • باب اجتهاد الرأي على الأصول عند عدم النصوص في حين نزول النازلة

قرأت على عبد الوارث بن سفيان حدثكم قاسم بن أصبغ قال نعم حدثنا قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى القطان عن شعبة قال حدثني أبو عون عن الحرث بن عمرو عن أناس من أصحاب معاذ عن معاذ أنه قال لما بعثني رسول الله إلى اليمن قال كيف تقضي وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا شعبة عن أبي عون وهو محمد بن عبيد الله الثقفي قال سمعت الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة يحدث عن أصحاب رسول الله عن معاذ بن جبل أن النبي لما بعث معاذا إلى اليمن قال كيف تقضي ثم اتفقا إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم يكن في كتاب الله قال فبسنة رسول الله قال فإن لم يكن في سنة رسول الله قال أجتهد رأيي ولا آلو قال فضرب رسول الله صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله ولفظ حديث القطان على لفظ معاذ فضرب صدري وقال لي نحو هذا وأخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبدالله ابن روح المدايني قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا شعبة عن أبي عون عن الحارث ابن عمرو أخي المغيرة بن شعبة عن أصحاب معاذ من أهل حمص عن معاذ كان رسول الله لما بعثه إلى اليمن قال له كيف تصنع أن عرض لك قضاء قال أقضي بما في كتاب الله قال فإن لم يكن في كتاب اللله قال فبسنة رسول الله قال فإن لم يكن في سنة رسول الله قال اجتهد رأيي ألو قال فضرب بيده في صدري وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه رسول الله وأخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي اجازة قال حدثنا أبو العباس أحمد بن موسى الباغندي بجرجان قراءة عليه قال حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد الفقيه قال حدثنا داود بن علي ابن خلف قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أن عمر كتب إليه إذا أتاك أمر فاقض فيه بما في كتاب الله فإن أتاك ما ليس في كتاب الله فاقض بما سن فيه رسول الله فإن أتاك ما ليس في كتاب الله ولم يسن فيه رسول الله فاقض بما اجمع عليه الناس فإن أتاك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله ولم يتكلم فيه أحد فأي الأمرين شئت فخذ به هكذا قال وقد حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن اسماعيل قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الشيباني قال حدثنا عامر الشعبي قال كتب عمر بن الخطاب إلى شريح إذا وجدت شيئا في كتاب الله فاقض به ولا تلتفت إلى غيره وإذا أتى شيئ أراه قال ليس في كتاب الله وليس في سنة رسول الله ولم يقل فيه أحد قبلك فإن شئت أن تجتهد رايك فتقدم وإن شئت أن تتأخر فتأخر وما أرى التأخير إلا خيرا لك قال وحدثنا موسى بن اسماعيل قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال أكثر الناس يوما على عبد الله يسألونه فقال أيها الناس إنه قد أتى علينا زمان ولسنا نقضي ولسنا هناك فمن ابتلى بقضاء بعد اليوم فليقض بما في كتاب الله فإن أتاه ما ليس في كتاب الله ولم يقل فيه نبيه فليقض بما قضى به الصالحون فإن أتاه امر لم يقض به الصالحون وليس في كتاب الله ولم يقل فيه نبيه فليجتهد رأيه ولا يقولن إني أرى وأخاف فإن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات فدعوا ما يريبكم لمالا يريبكم قال أبو عمر هذا يوضح لك أن الاجتهاد لا يكون إلا على أصول يضاف إليها التحليل والتحريم وأنه لا يجتهد إلا عالم بها ومن أشكل عليه شيء لزمه الوقوف ولم يجز له أن يحيل على الله قولا في دينه لا نظير له من أصل ولا هو في معنى أصل وهو الذي لا خلاف فيه بين أئمة الأمصار قديما وحديثا فتدبره أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا احمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير قال حدثني يعقوب بن ابراهيم قال حدثنا هيثم قال حدثنا سيار عن الشعبي قال لما بعث عمر شريحا على قضاء الكوفة قال له انظر ما تبين لك في كتاب الله فلا تسأل عنه أحدا وما لم يتبين لك في كتاب الله فاتبع فيه سنة رسول الله وما لم يتبين لك فيه السنة فاجتهد رأيك حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن حازم قال حدثنا الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال من عرض له منه قضاء فليقض بما في كتاب الله فإن جاءه ماليس في كتاب الله فليقض بما قضى به نبيه فإن جاءه أمره ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه فليقض بما قضى به الصالحون فإن جاءه أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه ولم يقض به الصالحون فليجتهد رأيه فليقر ولا يستحي وهذا أوضح بيانا فيما ذكرنا لقوله فإن لم يحسن ومن لا علم له بالأصول فمعلوم أنه لا يحسن أخبرنا أبو عثمان سعيد بن عثمان قال حدثنا أبو عمر أحمد بن دحيم قال حدثنا أبو جعفر الدؤلي قال حدثنا أبو عبيد الله سعيد ابن عبدالرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد قال سمعت ابن عباس إذا سئل عن شيء فإن كان في كتاب الله قال به وإن لم يكن في كتاب الله وكان عن رسول الله قال به فإن لم يكن في كتاب الله ولا عن رسول الله وكان عن أبي بكر وعمر قال به فإن لم يكن في كتاب الله ولا عن رسول الله ولا عن أبي بكر ولا عن عمر اجتهد رأيه وحدثنا محمد بن ابراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد قال حدثنا أسلم بن عبد العزيز قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد قال رأيت ابن عباس إذا سئل عن شيء هو في كتاب الله قال به فإن لم يكن في كتاب الله وقاله رسول الله قال به فإن لم يكن في كتاب الله ولم يقله رسول الله وقاله أبو بكر أو عمر قال به وإلا اجتهد رأيه وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا ابن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال سمعت سفيان بن عينة يحدث عن عبيد الله بن أبي يزيد قال رأيت ابن عباس إذا سئل عن شيء ثم ذكره سواء أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا فضيل بن عبد الرحمن به قال حدثنا شريك عن ميسرة عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثني أبي قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الملك بن أبحر عن الشعبي عن مسروق قال سألت أبي بن كعب عن شيء فقال أكان هذا قلت لا قال فاجمنا حتى يكون فإذا كان اجتهدنا لك رأينا وروينا عن ابن عباس أنه أرسل إلى زيد ابن ثابت أفي كتاب الله ثلث ما بقي فقال زيد إنما أقول برايي وتقول برأيك وعن ابن عمر أنه سئل عن شيء فعله أرأيت رسول الله يفعل هذا أو شيء رايته قال بل شيء رايته وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان إذا قال في شيء برأيه قال هذه من كيسي ذكره ابن وهب عن سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن وليد بن رباح عن أبي هريرة وعن ابن مسعود أنه قال في غير ما مسألة أقول فيها برأي وعن أبي الدرداء أنه كان يقول إياكم وفراسة العلاء احذروا أن يشهدوا عليكم شهادة تكبكم على وجوهكم في النار فو الله إنه الحق يقذفه الله في قلوبهم ويجعله على أبصارهم وقد روى مرفوعا إياكم وفراسة العلماء فإنهم ينظرون بنور الله حدثنا عبد الوارث ابن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني قال حدثنا ابراهيم ابن أبي الفياض البرقي الشيخ الصالح قال حدثنا سليمان بن بديع الاسكندراني قال حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد ابن المسيب عن علي بن أبي طالب قال قلت يارسول الله الأمر ينزل بنا لم ينزل فيه قرآن ولم تمض منك فيه سنة قال أجمعوا له العالمين أو قال العابدين من المؤمنين اجعلوه شورى بينكم ولا تقضوا فيه برأي واحد قال الخشني كتب عن الرياشي هذا الحديث وحدثنا خلف بن القاسم وعلي بن ابراهيم قالا حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا موسى بن الحسن بن موسى الكوفي قال حدثنا ابراهيم بن أبي الفياض البرقي قال حدثنا سليمان بن بديع عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب عن علي بن أبي طالب قال قلت يا رسول الله الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل به القرآن ولم نسمع منك فيه شيئا قال اجمعوا له العابدين من المؤمنين واجعلوه شورى بينكم ولا تقضوا فيه برأي واحد قال أبو عمر هذا حديث لا يعرف من حديث مالك إلا بهذا الاسناد ولا أصل له في حديث مالك عندهم ولا في حديث غيره وابراهيم البرقي وسليمان بن بديع ليسا بالقويين ولا ممن يحتج به ولا يعول عليه وعن عمر أنه قال لعلي وزيد لولا رايكما اجتمع ورأيي ورأي أبي بكر كيف يكون ابني ولا أكون أباه يعني الجد وعن عمر أنه لقى رجلا فقال ما صنعت فقال قضى علي وزيد بكذا فقال لو كنت أنا لقضيت بكذا قال فما يمنعك والأمر إليك قال لو كنت أردك إلى كتاب الله أو إلى سنة رسول الله لفعلت ولكني أردك إلى رأيي والرأي مشترك فلم ينقض ما قال علي وزيد وهذا كثير لا يحصى أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد ابن شجاع قال حدثنا بقية قال حدثنا الأوزاعي قال سمعت الزهري أو قال حدثني الزهري قال نعم وزير العلم الرأي الحسن أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن عبيدة قال قال علي اجتمع رأيي ورأي عمر على عتق أمهات الأولاد ثم رأيت بعد أن أرقهن فقلت له إن رأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك وحده في الفرقة وقال ابن وهب عن ابن لهيعة أن عمر بن عبد العزيز استعمل عروة ابن محمد السعدي من بني سعد بن بكر وكان من صالح عمال عمر بن عبدالعزيز على اليمن وأنه كتب إلى عمر يسأله عن شيء من أمر القضاء فكتب إليه عمر لعمري ما أنا بالنشيط على الفتيا ما وجدت منها بدا وما جعلتك إلا لتكفيني وقد حملتك ذلك فاقض فيه برأيك وقال عبد الله بن مسعود ما رآه المؤمنون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المؤمنون قبيحا فهو عند الله قبيح وذكر محمد بن سعد قال أخبرني روح بن عبادة قال حدثنا حماد بن سلمة عن الجديدي أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال للحسن أرأيت مايفتي به الناس أشيء سمعته أم برأيك فقال الحسن لا والله ماكل ميفتي به الناس سمعناه ولكن رأينا لهم خير من رأيهم لأنفسهم وقال أبو بكر النهشلي عن حماد قل ما رأيت أحضر قياسا من ابراهيم وحدثنا خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن خالد حدثنا مروان حدثنا علي بن يحيى بن محمد الجاري بالمدينة قال حدثنا أبو عبد الرحمن القديدي من ولد عبد الرحمن بن عوف عن محمد بن مسلمة عن عبد الله بن الحارث الجمحي قال كان ربيعة في صحن المسجد جالسا فجاز ابن شهاب داخلا من باب دار مروان بحذاء المقصورة يريد أن يسلم على النبي فعرض له ربيعة فلقيه فقال له يا أبا بكر ألا تسخر لهذه المسائل فقال وما أصنع بالمسائل فقال إذا سئلت عن مسئلة فكيف تصنع قال أحدث فيها بما جاء عن النبي فإن لم يكن عن النبي فعن أصحابه رضي الله عنهم فإن لم يكن عن أصحابه اجتهدت رأيي ثم قال ما تقول في مسئلة كذا وكذا فقال حدثنا فلان عن فلان عن النبي كذا وكذا فقال ربيعة طلبت العلم غلاما ثم سكنت به إداما قال لي علي بن يحيى وإداما ضيعة لابن شهاب على نحو ثمان ليال وقال محمد بن الحسن من كان عالما بالكتاب والسنة وبقول أصحاب رسول الله وبما استحسن فقهاء المسلمين وسعه أن يجتهد رأيه فيما ابتلى به ويقضي به ويمضيه في صلاته وصيامه وحجه وجميع ما أمر به ونهى عنه فإذا اجتهد ونظر وقاس على ما أشبه ولم يأل وسعه العمل بذلك وإن أخطاء الذي ينبغي أن يقول له به وقال الشافعي لا يقيس إلا من جمع آلات القياس وهي العلم بالأحكام من كتاب الله فرضه وأدبه وناسخه ومنسوخه وعامه وخاصه وارشاده وندبه ويستدل على ما احتمل التأويل منه بسنن الرسول وبإجماع المسليمن فإذا لم يكن سنة ولا اجماع فالقياس على كتاب الله فإن لم يكن فالقياس على سنة رسول الله فإن لم يكن فالقياس على قول عامة السلف الذين لا يعلم لهم مخالفا ولا يجوز القول في شيء من العلم إلا من هذه الأوجه أو من القياس عليها ولا يكون لأحد أن يقيس حتى يكون عالما بما مضى قبله من السنن وأقاويل السلف واجماع الناس واختلافهم ولسان العرب ويكون صحيح العقل حتى يفرق بين المشتبه ولا يعجل بالقول ولا يمتنع من الاستماع ممن خالفه لأن له في ذلك تنبيها على غفلة ربما كانت منه أو تنبيها على فضل ما اعتقد من الصواب وعليه بلوغ غاية جهده والأنصاف من نفسه حتى يعرف من أين قال ما يقوله قال وإذا قاس من له القياس واختلفوا وسع كلا أن يقول بمبلغ اجتهاده ولم يسعه اتباع غيره فيما أداه غليه اجتهاده والاختلاف على وجهين فما كان منصوصا لم يحل فيه الاختلاف وما كان يحتمل التأويل أو يدرك قياسا فذهب المتأول أو القياس إلى معنى يحتمل وخالفه غيره لم أقل أنه يضيق عليه ضيق الاختلاف في المنصوص قال أبو عمر هذا باب يتسع فيه القول جدا وقد ذكرنا منه كفاية وقد جاء عن الصحابة رضي الله عنهم من اجتهاد الرأي والقول بالقياس على الأصول عند عدمها ما يطول ذكره وسترى منه ما يكفي في كتابنا هذا إن شاء الله وممن حفظ عنه إنه قال وأفتي مجتهدا رأيه وقايسا على الأصول فيما لم يجد فيه نصا من التابعين فمن أهل المدينة سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد وسالم ابن عبد الله بن عمر وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبو سلمة بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وأبو بكر بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير وإبان بن عثمان وابن شهاب وأبو الزناد وربيعة ومالك وأصحابه وعبد العزيز بن أبي سلمة وابن أبي ذئب ومن أهل مكة واليمن عطاء ومجاهد وطاوس وعكرمة وعمرو ابن دينار وابن جريج ويحيى بن أبي كثير ومعمر بن راشد وسعيد بن سالم وابن عيينة ومسلم بن خالد والشافعي ومن أهل الكوفة علقمة والأسود وعبيدة وشريح القاضي ومسروق ثم الشعبي وابراهيم النخعي وسعيد بن جبير والحارث العكلي والحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان وأبو حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن صالح وابن المبارك وسائر فقهاء الكوفيين ومن أهل البصرة الحسن وابن سيرين وقد جاء عنهما وعن الشعبي ذم القياس ومعناه عندنا قياس على غير أصل لئلا يتناقض ما جاء عنهم وجابر بن زيد أبو الشعثاء وإياس بن معاوية وعثمان البتي وعبيد لله بن الحسن وسوار القاضي ومن أهل الشام مكحول وسليمان بن موسى والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ويزيد بن جابر ومن أهل مصر يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله بن وهب وسائر أصحاب مالك ابن القاسم واشهب وابن عبد الحكم ثم أصبغ أصحاب الشافعي المزني والبويطي والربيع ومن أهل بغداد وغيرهم من الفقهاء أو ثور واسحاق بن راهوية وأبو عبيد القاسم ابن سلام وابو جعفر الطبري واختلف فيه عن أحمد بن حنبل وقد جاء عنه منصوصا إباحة اجتهاد الرأي والقياس على الأصول في النازلة تنزل وعلى ذلك كان العلماء قديما وحديثا عندما ينزل بهم ولم يزالوا على إجازة القياس حتى حدث ابراهيم ابن سيار النظام وقوم من المعتزلة سلكوا طريقة في نفي القياس والاجتهاد في الأحكام وخالفوا ما مضى عليه السلف فمن تابع النظام على ذلك جعفر بن حرب وجعفر بن مبشر ومحمد بن عبدالله الاسكافي وهؤلاء معتزلة أئمة في الاعتزال عند منتحليه واتبعهم من أهل السنة على نفي القياس في الأحكام داود بن علي بن خلف الأصبهاني ولكنه أثبت الدليل وهو نوع واحد من القياس سنذكره إن شاء الله وداود غير مخالف للجماعة وأهل السنة في الاعتقاد والحكم بأخبار الآحاد وذكر أبو القاسم عبيد الله ابن عمر في كتاب القياس من كتبه في الأصول فقال ما علمت أن أحدا من البصريين ولا غيرهم ممن له نباهة سبق ابراهيم بن النظام إلى القول بنفي القياس والاجتهاد ولم يلتفت إيه الجمهور وقد خالفه في ذلك أبو الهذيل وقمعه فيه ورده عليه هو واصحابه قال وكان بشر بن المعتمر شيخ البغداديين ورئيسهم من أشد الناس نصرة للقياس واجتهاد الرأي في الأحكام هو وأصحابه وكان هو وأبو الهذيل كأنهما ينطقان في ذلك بلسان واحد قال أبو عمر بشر بن المعتمر وأبو الهذيل من رؤساء المعتزلة وأهل الكلام وأما بشر بن غياث المريسي فمن أصحاب أبي حنفة المغرقين في القياس الناصرين له الداينين به ولكنه متبدع أيضا قائل بالمخلوق وسائر أهل السنة وأهل العلم على ما ذكرت لك إلا أن منهم من لا يرى القول لذلك إلا عند تزول النازلة ومنهم من أجاز الجواب فيها لمن يأتي بعد وهم أكثر أئمة الفتوى وبالله التوفيق حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال حدثنا سليمان بن داود قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا يحيى عن ابن أيوب عن بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة عن أبي عثمان الطنبذي رضيع عبد الملك بن مروان قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله من أفتى بغير علم كان أثمة على من أفتاه ومن أشار على أخيه بأمر يعلم الرشد في غره فقد خانه قال أبو عمر إسم أبي عثمان الطنبذي مسلم بن يسار وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال حدثني سفيان عن أبي سنان الشيباني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال من أفتى بفتيا وهو يعمي عنها كان إثمها عليه حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا عبيدة بن حميد عن أبي سنان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال من أفتى بفتيا يعمى فيها فإنما إثمها عليه حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا الحسن بن اسماعيل حدثنا عبد الملك بن بحر حدثنا محمد بن اسماعيل حدثنا سنيد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال لا يقولن أحدكم إني أرى وإني أخاف دع ما يريبك إلى مالا يريبك وقال ابن عمر يريد هؤلاء أن يجعلوا ظهورنا جسر إلى جهنم وقد تقدم ذكرنا لهذا الخبر باسناده فيما سلف من كتابنا هذا والله حسبنا

جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
مقدمة جامع بيان العلم وفضله | باب قوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم | تفريع أبواب فضل العلم وأهله | باب قوله صلى الله عليه وسلم ينقطع عمل المرء بعد موته إلا من ثلاث | باب قوله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله | باب قوله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين | باب قوله صلى الله عليه وسلم الناس معادن | باب قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين | باب تفضيل العلم على العبادة | باب قوله صلى الله عليه وسلم العالم والمتعلم شريكان | باب تفضيل العلماء على الشهداء | باب ذكر حديث صفوان بن عسال في فضل العلم | باب ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه | باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه | باب قوله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي أربعين حديثا | باب جامع في فضل العلم | باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف | باب ذكر الرخصة في كتاب العلم | باب معارضة الكتاب | باب الأمر بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث وتتبع ألفاظه ومعانيه | باب في فضل التعلم في الصغر والحض عليه | باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع | باب ذكر الرحلة في طلب العلم | بابا الحض على استدامة الطلب والصبر على اللأواء والنصب | باب جامع في الحال التي تنال بها العلم | باب كيفية الرتبة في أخذ العلم | باب ما روي عن لقمان الحكيم من وصية ابنه وحضه إياه | باب آفة العلم وغائلته وإضاعته وكراهية وضعه عند من ليس بأهله | باب في هيبة المتعلم للعالم | باب في ابتداء العالم جلساءه بالفائدة وقوله سلوني وحرصهم على أن يؤخذ ما عندهم | باب منازل العلم | باب طرح العالم المسألة على المتعلم | باب فتوى الصغير بين يدي الكبير بإذنه | باب جامع لنشر العلم | باب جامع في آداب العالم والمتعلم | فصل في الإنصاف في العلم | فصل في فضل الصمت وحمده | فصل في مدح التواضع وذك العجب وطلب الرياسة | باب ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء | باب حال العلم إذا كان عند الفساق والأرذال | باب ذكر استعاذة رسول الله صلى الله عليه وسلم | باب ذم العالم على مداخلة السلطان الظالم | باب ذم الفاجر من العلماء وذم طلب العلم للمباهاة والدنيا | باب ما جاء في مسائلة الله عز وجل العلماء يوم القيامة | باب جامع القول في العمل بالعلم | باب الخبر عن العلم أنه يقود إلى الله عز وجل على كل حال | باب معرفة أصول العلم وحقيقته وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقا | باب العبارة عن حدود علم الديانات وسائر العلوم المنتحلات | باب مختصر في مطالعة كتب أهل الكتاب والرواية عنهم | باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالما حقيقة لا مجازا | باب ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدريه من وجوه العلم | باب اجتهاد الرأي على الأصول عند عدم النصوص في حين نزول النازلة | باب نكتة يستدل بها على استعمال عموم الخطاب في السنن والكتاب | باب في خطأ المجتهدين من المفتيين والحكام | باب نفي الالتباس في الفرق بين الدليل والقياس | باب جامع بيان ما يلزم الناظر في اختلاف العلماء | باب ذكر الدليل في أقاويل السلف على أن الاختلاف خطأ وصواب | باب ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء | باب إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة | باب فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع | باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دون التفهم والتفقه فيه | باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي والظن والقياس | باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض | باب تدافع الفتوى وذم من سارع إليها | باب رتب الطلب والنصيحة في المذهب | باب في العرض على العالم وقول أخبرنا وحدثنا | باب الحض على لزوم السنة والاقتصار عليها | باب موضع السنة من الكتاب وبيانها له | باب من تأول القرآن أو تدبره وهو جاهل بالسنة | باب فضل السنة ومباينتها لسائر أقاويل علماء الأمة | باب ذكر بعض من كان لا يحدث عن رسول الله إلا وهو على وضوء | باب في انكار أهل العلم ما يجدونه من الأهواء والبدع | باب فضل النظر في الكتب وحمد العناية بالدفاتر