انتقل إلى المحتوى

لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية​ (1891) المؤلف شاكر شقير
التقدمة والعنوان

تقدمة الكتاب

خدمةً لسادة العلماء الافاضل في الجامع الازهر

حمدًا لمن انزل على نبيه الكتاب عربيًّا صريحًا .فلم يدع لغيره كلامًا يُعدّ معهُ فصيحًا .فكان منارًا يهتدي بهِ كل من نطق بالضاد وخط بالقلم .ودستورًا يُعتمد عليه ويُرجع اليه بين العرب والعجم

اما بعد ايها السادة الافاضل .ونخبة العلماء الاماثل . فان بيدكم زمام هذه المطية التي لا تذل الَّا لاهلها .وبيضة الخدر التي لا تصلح الا لبعلها .هذه اللغة التي شرفها اللّٰه على سائر اللغات .اذ اختارها مباءَةً لآياته البينات .فاودع فيها من الاسرار· ما تقف دون كشفهِ بدائه الافكار .اسرار لا ندرك بطريق الاقتباس .كما لا يغني عن الشمس النبراس .فقلَّ من عاد يلذُّ بجنی فوائدها .بعد كثرة المتطفلين على موائدها. فيتجشمون خوض بحر ليس له قرار .ليلتقطوا من الدرر الاحجار. متلجلجين على غير هدى بين تياراتها. فياتون بكل لقيطة من عباراتها .وهذا مما تأباه السجية العربية .والغيرة الادبية . وهو الذي اوجب عليَّ بعد طول التفكير·الاقدام على فتح باب الانتقاد الخطير ·فاتيت بهذه العجالة من فكرة قاصرة·لكن عن همة غير فاترة جائلًا في ميدان لست من فرسانه·راجياً ان ينشط لاتمام مشروعي كل من بيده حقيقة برهانه·فلم اَرَ غير حماكم ملجأ يلاذ اليهِ·ولا غير غيرتكم سندًا يعتمد عليه ·لعلكم تنظرون الى عملي بعين الحلم والقبول·وتنيلون بلادنا العربية ما يرجى من همتكم من المامول·وتضعون لاحكام لغتنا الشريفة بعد الحدود حدًّا·يقف عنده الطالب ولا يتعدى·حتى بعد الاشارة الى ما لا يغني من الشوارد والنوادر·تصير العربية على تمادي الزمان محصورة في احكم الدوائر·وياحبذا لو عقدتم مجلسًا يحكم مذ الآن على كل ما يكتب ويُنشر·يويّد الصحيح منه وينبذ كل ما لا يحسن ان يذكَر ·فتنهض اللغة بعد خمولها·وترجع الى منابتها باصولها وتعود الى زهرتها النضارة بعد ذبولها

عليكم مدار الامر في العلم والعمل
ايا سادةً نلنا بفضلهم الامل
اعيدوا الى الغمد الحسام بجاء من
على قلبه وحي الكتاب الجلي نزل
شاكرُ شُقَيْرٍ اللُّبْنانِيُّ
احد خَدَمة العلم الشريف بسورية


كتاب


لسان غصن لبنان


في


انتقاد العربية العصرية




لشاكر افندي شقير اللبناني




حق الطبع محفوظ



طبع في المطبعة العثمانية في بعبدا ( لبنان ) سنة ١٨٩١

المحتويات