البداية والنهاية/الجزء التاسع/سليمان بن يسار أحد التابعين
وهو أخو عطاء بن يسار، له روايات كثيرة، وكان من المجتهدين في العبادة، وكان من أحسن الناس وجها، توفي بالمدينة وعمره ثلاث وسبعون سنة.
دخلت عليه امرأة من أحسن الناس وجها فأرادته على نفسها فأبى وتركها في منزله وخرج هاربا منها، فرأى يوسف عليه السلام في المنام فقال له: أنت يوسف؟ فقال: نعم أنا يوسف الذي هممت، وأنت سليمان الذي لم تهم.
وقيل: إن هذه الحكاية إنما وقعت في بعض منازل الحجاج، وكان معه صاحب له، فبعثه إلى سوق الحجاج ليشتري شيئا فانحطت على سليمان امرأة من الجبل حسناء فقالت له: هيت لك، فبكى واشتد بكاؤه، فلما رأت ذلك منه ارتفعت في الجبل.
وجاء صديقه فوجده يبكي فقال له: مالك تبكي؟ فقال: خير، فقال: لعلك ذكرت بعض ولدك أو بعض أهلك؟ فقال: لا ! فقال: والله لتخبرني ما أبكاك أنت. قال: أبكاني حزني على نفسي، لو كنت مكانك لم أصبر عنها، ثم ذكر أنه نام فرأى يوسف في منامه، كما تقدم، والله أعلم.