مجموع الفتاوى/المجلد الرابع عشر/فصل في معنى السيئات التي يعملها الإنسان
فصل في معنى السيئات التي يعملها الإنسان
[عدل]وإذا كانت السيئات التي يعملها الإنسان قد تكون من جزاء سيئات تقدمت وهى مضرة جاز أن يقال: هي مما أصابه من السيئات وهى بذنوب تقدمت.
وعلى كل تقدير، فالذنوب التي يعملها هي من نفسه، وإن كانت مقدرة عليه؛ فإنه إذا كان الجزاء الذي هو مسبب عنها من نفسه، فعمله الذي هو ذلك الجزاء من نفسه بطريق الأولى، وكان النبي ﷺ يقول في خطبته: «نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا».
وقال له أبو بكر رضى الله عنه: علمنى دعاء. فقال: «قل اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه؛ أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسى، وشر الشيطان وشِرْكه، وأن أقترف على نفسى سوءا، أو أجره إلى مسلم، قُلْه إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك».
فقد بين أن قوله: { فَمِن نَّفْسِكَ } 1 يتناول العقوبات على الأعمال، ويتناول الأعمال، مع أن الكل بقدر الله.
هامش
- ↑ [النساء: 79]