انتقل إلى المحتوى

البداية والنهاية/الجزء الثاني/فصل توجه عيسى عليه السلام نحو البحر.

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



فصل توجه عيسى عليه السلام نحو البحر.


قال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا رجل سقط اسمه، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا أبو هلال محمد بن سليمان، عن بكر بن عبد الله المزني قال: فقد الحواريون نبيهم عيسى، فقيل لهم توجه نحو البحر، فانطلقوا يطلبونه، فلما انتهوا إلى البحر، إذا هو يمشي على الماء، يرفعه الموج مرة ويضعه أخرى، وعليه كساء مرتد بنصفه، ومؤتزر بنصفه، حتى انتهى إليهم.

فقال له بعضهم - قال أبو هلال ظنت أنه من أفاضلهم - ألا أجيء إليك يا نبي الله؟ قال: بلى، قال: فوضع إحدى رجليه على الماء، ثم ذهب ليضع الأخرى، فقال: أوه غرقت يا نبي الله، فقال: أرني يدك يا قصير الإيمان، لو أن لابن آدم من اليقين قدر شعيرة، مشى على الماء.

ورواه أبو سعيد ابن الأعرابي، عن إبراهيم بن أبي الجحيم، عن سليمان بن حرب، عن أبي هلال، عن بكر بنحوه.

ثم قال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم بن الأشعث، عن الفضيل بن عياض قال: قيل لعيسى بن مريم يا عيسى بأي شيء تمشي على الماء؟ قال: بالإيمان واليقين.

قالوا: فإنا آمنا كما آمنت، وأيقنا كما أيقنت.

قال: فامشوا إذا.

قال فمشوا معه في الموج فغرقوا.

فقال لهم عيسى: ما لكم؟

فقالوا: خفنا الموج.

قال: ألا خفتم رب الموج؟

قال: فأخرجهم، ثم ضرب بيده إلى الأرض، فقبض بها ثم بسطها، فإذا في إحدى يديه ذهب، وفي الأخرى مدر أو حصى.

فقال: أيهما أحلى في قلوبكم؟

قالوا: هذا الذهب.

قال: فإنهما عندي سواء.

وقدمنا في قصة يحيى بن زكريا عن بعض السلف أن عيسى عليه السلام كان يلبس الشعر، ويأكل من ورق الشجر، ولا يأوي إلى منزل ولا أهل ولا مال، ولا يدخر شيئا لغد، قال بعضهم كان يأكل من غزل أمه، صلوات الله وسلامه عليه.

وروى ابن عساكر عن الشعبي أنه قال: كان عيسى عليه السلام إذا ذكر عنده الساعة صاح، ويقول لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة ويسكت. وعن عبد الملك بن سعيد بن بحر أن عيسى كان إذا سمع الموعظة صرخ صراخ الثكلي.

وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، حدثنا جعفر بن بلقان أن عيسى كان يقول: اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبح الأمر بيد غيري، وأصبحت مرتهنا بعملي، فلا فقير أفقر مني، اللهم لا تشمت بي عدوي، ولا تسؤ بي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تسلط علي من لا يرحمني.

وقال الفضيل بن عياض عن يونس بن عبيد كان عيسى يقول: لا نصيب حقيقة الإيمان، حتى لا يبالي من أكل الدنيا. قال الفضيل: وكان عيسى يقول: فكرت في الخلق، فوجدت من لم يخلق أغبط عندي ممن خلق.

وقال إسحاق بن بشر عن هشام بن حسان، عن الحسن قال: إن عيسى رأس الزاهدين يوم القيامة، قال: وإن الفرارين بذنوبهم يحشرون يوم القيامة مع عيسى، قال: وبينما عيسى يوما نائم على حجر قد توسده وقد وجد لذة النوم، إذ مر به إبليس فقال يا عيسى: ألست تزعم أنك لا تريد شيئا من عرض الدنيا، فهذا الحجر من عرض الدنيا، فقال فقام عيسى فأخذ الحجر ورمى به إليه وقال: هذا لك مع الدنيا.

وقال معتمر بن سليمان: خرج عيسى على أصحابه، وعليه جبة صوف، وكساء، وتبان، حافيا باكيا شعثا، مصفر اللون من الجوع، يابس الشفتين من العطش، فقال السلام عليكم يا بني إسرائيل، أنا الذي أنزلت الدنيا منزلتها بإذن الله، ولا عجب ولا فخر، أتدرون أين بيتي؟

قالوا: أين بيتك يا روح الله؟

قال: بيتي المساجد، وطبي الماء، وإدامي الجوع، وسراجي القمر بالليل، وصلاتي في الشتاء مشارق الشمس، وريحاني بقول الأرض، ولباسي الصون، وشعاري خوف رب العزة، وجلسائي الزمني والمساكين، أصبح وليس لي شيء، وأمسي وليس لي شيء، وأنا طيب النفس غير مكترث، فمن أغنى مني وأربح. رواه ابن عساكر.

وروي في ترجمة محمد بن الوليد بن أبان بن حبان أبي الحسن العقيلي المصري: حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني، عن حيوة بن شريح، حدثني الوليد ابن أبي الوليد، عن سفي بن نافع، عن أبي هريرة، عن النبي قال:

« أوحى الله تعالى إلى عيسى أن يا عيسى انتقل من مكان إلى مكان لئلا تعرف فتؤذى، فوعزتي وجلالي لأزوجنك ألف حوراء، ولأولمن عليك أربعمائة عام ».

وهذا حديث غريب رفعه، وقد يكون موقوفا من رواية سفي بن نافع عن كعب الأحبار، أو غيره من الإسرائيليين، والله أعلم.

وقال عبد الله بن المبارك، عن سفيان بن عيينة، عن خلف بن حوشب قال: قال عيسى للحواريين: كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك فاتركوا لهم الدنيا.

وقال قتادة: قال عيسى عليه السلام: سلوني فإني لين القلب، وإني صغير عند نفسي.

وقال إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال عيسى للحواريين: كلوا خبز الشعير، واشربوا الماء القراح، واخرجوا من الدنيا سالمين آمنين، بحق ما أقول لكم أن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، وأن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وأن عباد الله ليسوا بالمتنعمين بحق ما أقول لكم، إن شركم عالم يؤثر هواه على علمه، يود أن الناس كلهم مثله. وروي نحوه عن أبي هريرة.

وقال أبو مصعب، عن مالك أنه بلغه أن عيسى كان يقول: يا بني إسرائيل عليكم بالماء القراح، والبقل البري، وخبز الشعير، وإياكم وخبز البر، فإنكم لن تقوموا بشكره.

وقال ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد قال: كان عيسى يقول: اعبروا الدنيا ولا تعمروها، وكان يقول: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والنظر يزرع في القلب الشهوة.

وحكى وهيب بن الورد مثله وزاد. ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويلا. وعن عيسى عليه السلام: يا ابن آدم الضعيف اتق الله حيث ما كنت، وكن في الدنيا ضيفا، واتخذ المساجد بيتا، وعلم عينك البكاء، وجسدك الصبر، وقلبك التفكر، ولا تهتم برزق غد فإنها خطيئة.

وعنه عليه السلام أنه قال: كما أنه لا يستطيع أحدكم أن يتخذ على موج البحر دارا، فلا يتخذ الدنيا قرارا، وفي هذا يقول سابق البربري:

لكم بيوت بمستن السيوف وهل * يبنى على الماء بيت أسه مدر

وقال سفيان الثوري: قال عيسى بن مريم لا يستقيم حب الدنيا وحب الآخرة في قلب مؤمن، كما لا يستقيم الماء والنار في إناء.

وقال إبراهيم الحربي، عن داود بن رشيد، عن أبي عبد الله الصوفي قال: قال عيسى: طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر، كلما ازداد شربا ازداد عطشا حتى يقتله.

وعن عيسى عليه السلام: إن الشيطان مع الدنيا، وفكره من المال، وتزينه مع الهوى، واستمكانه عند الشهوات.

وقال الأعمش، عن خيثمة: كان عيسى يضع الطعام لأصحابه ويقوم عليهم، ويقول: هكذا فاصنعوا بالقرى، وبه قالت امرأة لعيسى عليه السلام: طوبى لحجر حملك، ولثدي أرضعك، فقال: طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبعه.

وعنه: طوبى لمن بكى من ذكر خطيئته، وحفظ لسانه، ووسعه بيته.

وعنه: طوبى لعين نامت ولم تحدث نفسها بالمعصية، وانتبهت إلى غير إثم.

وعن مالك بن دينار قال: مر عيسى وأصحابه بجيفة فقالوا: ما أنتن ريحها!

فقال: ما أبيض أسنانها لينهاهم عن الغيبة.

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا الحسين بن عبد الرحمن، عن زكريا بن عدي قال: قال عيسى بن مريم: يا معشر الحواريين ارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا. قال زكريا: وفي ذلك يقول الشاعر:

أرى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا * ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما * استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

وقال أبو مصعب، عن مالك: قال عيسى بن مريم عليه السلام: لا تكثروا الحديث بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب وانظروا فيها كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان: معافى ومبتلى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية.

وقال الثوري: سمعت أبي يقول، عن إبراهيم التيمي قال: قال عيسى لأصحابه: بحق أقول لكم من طلب الفردوس فخبز الشعير والنوم في المزابل مع الكلاب كثير.

وقال مالك بن دينار: قال عيسى: إن أكل الشعير مع الرماد، والنوم على المزابل مع الكلاب، لقليل في طلب الفردوس.

وقال عبد الله بن المبارك: أنبأنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال عيسى: اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم، انظروا إلى هذه الطير تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها، فإن قلتم نحن أعظم بطونا من الطير فانظروا إلى هذه الأباقر من الوحوش والحمر، فإنها تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها اتقوا فضول الدنيا فإن فضول الدنيا عند الله رجز.

وقال صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبد الله، عن يزيد بن ميسرة قال: قال الحواريون للمسيح: يا مسيح الله انظر إلى مسجد الله ما أحسنه، قال: آمين آمين بحق ما أقول لكم لا يترك الله من هذا المسجد حجرا قائما إلا أهلكه بذنوب أهله. إن الله لا يصنع بالذهب ولا بالفضة ولا بهذه الأحجار التي تعجبكم شيئا، إن أحب إلى الله منها القلوب الصالحة، وبها يعمر الله الأرض، وبها يخرب الله الأرض إذا كانت على غير ذلك.

وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في تاريخه: أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد الصوفي، أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت: حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهشيم إملاء، حدثنا الوليد بن أبان إملاء، حدثنا أحمد بن جعفر الرازي، حدثنا سهيل بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز، عن المعتمر، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي قال:

« مر عيسى عليه السلام على مدينة خربة فأعجبه البنيان فقال: أي رب مر هذه المدينة أن تجيبني، فأوحى الله إلى المدينة أيتها المدينة الخربة جاوبي عيسى.

قال: فنادت المدينة: عيسى حبيبي وما تريد مني؟

قال: ما فعل أشجارك، وما فعل أنهارك، وما فعل قصورك، وأين سكانك؟

قالت: حبيبي جاء وعد ربك الحق، فيبست أشجاري، ونشفت أنهاري، وخربت قصوري، ومات سكاني.

قال: فأين أموالهم؟

فقالت: جمعوها من الحلال والحرام، موضوعة في بطني، لله ميراث السموات والأرض.

قال: فنادى عيسى عليه السلام فعجبت من ثلاث أناس: طالب الدنيا والموت يطلبه، وباني القصور والقبر منزله، ومن يضحك ملء فيه والنار أمامه، ابن آدم لا بالكثير تشبع ولا بالقليل تقنع، تجمع مالك لمن لا يحمدك، وتقدم على رب لا يعذرك، إنما أنت عبد بطنك وشهوتك، وإنما تملأ بطنك إذا دخلت قبرك، وأنت يا ابن آدم ترى حشد مالك في ميزان غيرك ».

هذا حديث غريب جدا وفيه موعظة حسنة فكتبناه لذلك.

وقال سفيان الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي قال: قال عيسى عليه السلام: يا معشر الحواريين اجعلوا كنوزكم في السماء، فإن قلب الرجل حيث كنزه.

وقال ثور بن يزيد، عن عبد العزيز بن ظبيان قال: قال عيسى بن مريم: من تعلم وعلم وعمل دعي عظيما في ملكوت السماء.

وقال أبو كريب: روي أن عيسى عليه السلام قال: لا خير في علم لا يعبر معك الوادي، ويعبر بك النادي.

وروى ابن عساكر بإسناد غريب عن ابن عباس مرفوعا أن عيسى قام في بني إسرائيل فقال: يا معشر الحواريين لا تحدثوا بالحكم غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، والأمور ثلاثة أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر تبين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى الله عز وجل.

وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن رجل، عن عكرمة قال: قال عيسى: لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير، فإن الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئا، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها فإن الحكمة خير من اللؤلؤ، ومن لا يريدها شر من الخنزير.

وكذا حكى وهب وغيره عنه، وعنه: أنه قال لأصحابه: أنتم ملح الأرض، فإذا فسدتم فلا دواء لكم، وإن فيكم خصلتين من الجهل: الضحك من غير عجب، والصبحة من غير سهر.

وعنه أنه قيل له: من أشد الناس فتنة؟ قال: زلة العالم، فإن العالم إذا زل يزل بزلته عالم كثير.

وعنه أنه قال: يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم، قولكم شفاء، وعملكم داء، مثلكم مثل شجرة الدفلى، تعجب من رآها وتقتل من أكلها.

وقال وهب: قال عيسى: يا علماء السوء جلستم على أبواب الجنة فلا تدخلوها ولا تدعون المساكين يدخلونها، إن شر الناس عند الله عالم يطلب الدنيا بعلمه.

وقال مكحول: التقى يحيى وعيسى فصافحه عيسى وهو يضحك، فقال له يحيى: يا ابن خالة مالي أراك ضاحكا كأنك قد أمنت؟

فقال له عيسى: ما لي أراك عابسا كأنك قد يئست؟

فأوحى الله إليهما: إن أحبكما إلي أبشكما بصاحبه.

وقال وهب بن منبه: وقف عيسى هو وأصحابه على قبر وصاحبه يدلى فيه، فجعلوا يذكرون القبر وضيقه فقال: قد كنتم فيما هو أضيق منه من أرحام أمهاتكم، فإذا أحب الله أن يوسع وسع.

وقال أبو عمر الضرير: بلغني أن عيسى كان إذا ذكر الموت يقطر جلده دما. والآثار في مثل هذا كثيرة جدا. وقد أورد الحافظ ابن عساكر منها طرفا صالحا، اقتصرنا منها على هذا القدر، والله الموفق للصواب.

البداية والنهاية - الجزء الثاني
ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام | قصة حزقيل | قصة اليسع عليه السلام | فصل في حال بني إسرائيل | قصة شمويل عليه السلام | قصة داود وما كان في أيامه وذكر فضائله وشمائله ودلائل نبوته وإعلامه | ذكر كمية حياته وكيفية وفاته عليه السلام | قصة سليمان بن داود عليهما السلام | ذكر وفاته وكم كانت مدة ملكه وحياته | باب ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد داود وسليمان | ومنهم ارميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب | ذكر خراب بيت المقدس | ذكر شيء من خبر دانيال عليه السلام | ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها | وهذه قصة العزير | فصل:حفظ عزيرا التوراة | قصة زكريا ويحيى عليهما السلام | بيان سبب قتل يحيى عليه السلام | قصة عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وابن أمته عليه من الله أفضل الصلاة والسلام | ميلاد العبد الرسول عيسى بن مريم العذراء البتول | باب بيان أن الله تعالى منزه عن الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا | ذكر منشأ عيسى بن مريم عليهما السلام | بيان نزول الكتب الأربعة ومواقيتها | بيان شجرة طوبى ما هي؟ | ذكر خبر المائدة | فصل توجه عيسى عليه السلام نحو البحر. | ذكر رفع عيسى عليه السلام إلى السماء | ذكر صفة عيسى عليه السلام وشمائله وفضائله | فصل اختلاف أصحاب المسيح في رفع عيسى إلى السماء. | بيان بناء بيت لحم والقمامة | كتاب أخبار الماضين من بني إسرائيل وغيرهم | خبر ذي القرنين | بيان طلب ذي القرنين عين الحياة | ذكر أمتي يأجوج ومأجوج وصفاتهم | قصة أصحاب الكهف | قصة الرجلين المؤمن والكافر | قصة أصحاب الجنة | قصة أصحاب أيلة الذين اعتدوا في سبتهم | قصة أصحاب القرية | قصة لقمان | قصة أصحاب الأخدود | بيان الإذن في الرواية عن أخبار بني إسرائيل | قصة جريج أحد عباد بني إسرائيل | قصة برصيصا | قصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار فانطبق عليهم | خبر الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع | حديث الذي استلف من صاحبه ألف دينار فأداها | قصة أخرى شبيهة بهذه القصة في الصدق والأمانة | قصة توبة قاتل التسعة وتسعين نفسا | حديث بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها | حديث كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون | حديث إنما هلكت بنو إسرائيل | حديث بينما كلب يطيف بركيه كاد يقتله العطش | حديث عذبت امرأة في هرة | حديث كان في بني إسرائيل امرأة قصيرة | حديث إن مما أدرك الناس | حديث بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي | قصة الملكين التائبين | حديث إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا | حديث كان رجل يداين الناس | حديث الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل | حديث أتشفع في حد من حدود الله؟ | حديث كلاكما محسن | حديث إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم | حديث لعن الله اليهود | حديث فأمر بلال أن يشفع الأذان | حديث لعنة الله على اليهود والنصارى | حديث لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر | حديث إنما أجلكم في أجل من خلا من قبلكم من الأمم | فصل: بعض القصص من الإسرائيليات | تحريف أهل الكتاب وتبديلهم أديانهم | ليس للجنب لمس التوراة | كتاب الجامع الأخبار الأنبياء المتقدمين | حديث إني خاتم ألف نبي | ذكر أخبار العرب | قصة سبأ | فصل إقامة ست قبائل من سبأ في اليمن. | قصة ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر | قصة تبع أبي كرب مع أهل المدينة | وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن | خروج الملك باليمن من حمير إلى الحبشة السودان | خروج أبرهة الأشرم على أرياط واختلافهما | سبب قصد أبرهة بالفيل مكة ليخرب الكعبة | خروج الملك عن الحبشة ورجوعه إلى سيف بن ذي يزن | ما آل إليه أمر الفرس باليمن | قصة الساطرون صاحب الحضر | خبر ملوك الطوائف | ذكر بني إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة | قصة خزاعة وعمرو بن يحيى وعبادة العرب للأصنام | باب جهل العرب | خبر عدنان جد عرب الحجاز | أصول أنساب عرب الحجاز إلى عدنان | قريش نسبا واشتقاقا وفضلا وهم بنو النضر بن كنانة | خبر قصي بن كلاب وارتجاعه ولاية البيت إلى قريش وانتزاعه ذلك من خزاعة | فصل: تفويض قصي أمر الوظائف لابنه عبد الدار | ذكر جمل من الأحداث في الجاهلية | ذكر جماعة مشهورين في الجاهلية | حاتم الطائي أحد أجواد الجاهلية | شيء من أخبار عبد الله بن جدعان | امرؤ القيس بن حجر الكندي صاحب إحدى المعلقات | أخبار أمية بن أبي الصلت الثقفي | بحيرا الراهب | ذكر قس بن ساعدة الإيادي | زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه | شيء من الحوادث في زمن الفترة | كعب بن لؤي | تجديد حفر زمزم | نذر عبد المطلب ذبح ولده | تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب الزهرية | كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم | باب مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم | صفة مولده الشريف عليه الصلاة والسلام | فصل فيما وقع من الآيات ليلة مولده عليه الصلاة والسلام | ذكر ارتجاس إيوان كسرى، وسقوط الشرفات | حواضنه ومراضعه عليه الصلاة والسلام | رضاعه عليه الصلاة والسلام من حليمة | فصل ذكر رجوعه عليه الصلاة والسلام إلى أمه آمنة بعد رضاعة حليمة | فصل كفالة عبد المطلب للنبي عليه الصلاة والسلام | فصل في خروجه عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب إلى الشام | قصة بحيرا | فصل في منشئه ومرباه عليه الصلاة والسلام | شهوده عليه الصلاة والسلام حرب الفجار | فصل شهود رسول الله عليه الصلاة والسلام حلف المطيبين مع عمومته | تزويجه عليه الصلاة والسلام خديجة بنت خويلد | باب ما كان يشتغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوج خديجة | فصل ذكر خديجة لورقة بن نوفل عن النبي عليه الصلاة والسلام | فصل في تجديد قريش بناء الكعبة قبل المبعث بخمس سنين | فصل تعظيم قريش للحرم تعظيما زائدا أدى إلى الابتداع | مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وذكر شيء من البشارات بذلك | فصل طلب اليهود من الله تعالى أن يبعث لهم نبيا يحكم بينهم وبين الناس | ذكر أخبار غريبة في ذلك | قصة عمرو بن مرة الجهني | قصة سيف بن ذي يزن وبشارته بالنبي | باب في هواتف الجان