البداية والنهاية/الجزء الثامن/وأما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي
فهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وأخته عاتكة زوجة عمر، وأخت عمر فاطمة زوجة سعيد.
أسلم قبل عمر هو وزوجته فاطمة، وهاجرا، وكان من سادات الصحابة.
قال عروة، والزهري، وموسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، والواقدي وغير واحد: لم يشهد بدرا لأنه قد كان بعثه رسول الله هو وطلحة بن عبيد الله بين يديه يتجسسان أخبار قريش، فلم يرجعا حتى فرغ من بدر، فضرب لهما رسول الله بسهمهما وأجرهما.
ولم يذكره عمر في أهل الشورى لئلا يحابى بسبب قرابته من عمر فيولى فتركه لذلك، وإلا فهو ممن شهد له رسول الله ﷺ بالجنة في جملة العشرة، كما صحت بذلك الأحاديث المتعددة الصحيحة.
ولم يتول بعده ولاية، وما زال كذلك حتى مات بالكوفة.
وقيل: بالمدينة وهو الأصح.
قال الفلاس وغيره: سنة إحدى وخمسين.
وقيل سنة ثنتين وخمسين، والله أعلم.
وكان رجلا طوالا أشعر، وقد غسله سعد، وحمل من العقيق على رقاب الرجال إلى المدينة، وكان عمره يومئذ بضعا وسبعين سنة.