البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل في سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار
قال الواقدي: وفيها - يعني: في السنة الأولى في ذي القعدة - عقد رسول الله ﷺ لسعد بن أبي وقاص إلى الخرار لواء أبيض يحمله المقداد بن الأسود.
فحدثني أبو بكر بن إسماعيل، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبيه.
قال: خرجت في عشرين رجلا على أقدامنا، أو قال: أحد وعشرين رجلا، فكنا نكمن النهار ونسير الليل حتى صبحنا الخرار صبح خامسة، وكان رسول الله ﷺ قد عهد إلي أن لا أجاوز الخرار، وكانت العير قد سبقتني قبل ذلك بيوم.
قال الواقدي: كانت العير ستين وكان من مع سعد كلهم من المهاجرين.
قال أبو جعفر بن جرير (رح) وعند ابن إسحاق (رح) أن هذه السرايا الثلاث التي ذكرها الواقدي كلها في السنة الثانية من الهجرة من وقت التاريخ.
قلت: كلام ابن إسحاق ليس بصريح فيما قاله أبو جعفر (رح) لمن تأمله كما سنورده في أول كتاب (المغازي) في أول السنة الثانية من الهجرة وذلك تلوما نحن فيه إن شاء الله، ويحتمل أن يكون مراده أنها وقعت هذه السرايا في السنة الأولى، وسنزيدها بسطا وشرحا إذا انتهينا إليها إن شاء الله تعالى.
والواقدي (رح) عنده زيادات حسنة، وتاريخ محرر غالبا فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار، وهو صدوق في نفسه مكثار كما بسطنا القول في عدالته وجرحه في كتابنا (الموسوم بالتكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل) ولله الحمد والمنة.