مجموع الفتاوى/المجلد الرابع/سئل هل يتكلم الميت في قبره
سئل هل يتكلم الميت في قبره
[عدل]سُئِلَ: هَلْ يَتَكَلَّمُ الْمَيتُ في قَبْرِهِ؟
فقال:
وأما سؤال السائل: هل يتكلم الميت في قبره، فجوابه: أنه يتكلم، وقد يسمع أيضا من كلمه، كما ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «إنهم يسمعون قَرْع نعالهم»، وثبت عنه في الصحيح أن الميت يسأل في قبره، فيقال له: من ربك، وما دينك، ومن نبيك، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، ويقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول المؤمن: هو عبد الله ورسوله، جاءنا بالبينات والهدى، فآمنا به واتبعناه، وهذا تأويل قوله تعالى: {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} 1.
وقد صح عن النبي ﷺ أنها نزلت في عذاب القبر، وكذلك يتكلم المنافق فيقول: آه، آه، لا أدرى ! سمعت الناس يقولون شيئا فقلته؛ فيضرب بِمِرْزَبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان.
وثبت عنه في الصحيح أنه قال: «لولا ألا تدافنوا، لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر مثل الذي أسمع»، وثبت عنه في الصحيح أنه نادى المشركين يوم بدر، لما ألقاهم في القَلِيب، وقال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم». والآثار في هذا كثيرة منتشرة، والله أعلم.
هامش
- ↑ [إبراهيم: 27]