انتقل إلى المحتوى

المزهر/النوع التاسع عشر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
في علوم اللغة وأنواعها



النوع التاسع عشر

معرفة المعرّب


هو ما استعملته العرب من الألفاظِ الموضوعةِ لمعانٍ في غير لغتها.

قال الجوهري في الصحاح: تعريبُ الاسم الأعجمي أن تتفوَّه به العرب على مِنْهاجها، تقول: عرَّبَتْه العرب وأَعَرَبته أيضا.

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: أما لغاتُ العَجَم في القرآن فإنَّ الناسَ اختلفوا فيها، فرُوي عن ابن عباس ومجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء وغيرهم من أهل العلم أنهم قالوا في أحْرُفٍ كثيرة إنها بلغات العَجَم، منها قوله: طَه واليمّ والطور والرَّبانيُّون، فيقال إنها بالسُّرْيانية. والصِّراط والقِسْطاس والفِرْدَوْس، يقال: إنها بالرُّومية، ومِشْكاة وكِفْلَيْنِ يقال إنها بالحبشية، قال: وزعم أهلُ العربية أن القرآنَ ليس فيه من كلام العجم شيءٌ لقوله تعالى: { قُرْآنا ًعربيًا } وقوله: { بِلسَانٍ عربي مُبِين }.

قال أبو عبيدة: والصواب عندي مذهبٌ فيه تصديقُ القَوْلين جميعًا. وذلك أنَّ هذه الحروف أصولُها عجمية كما قال الفقهاء إلا أنها سقطت إلى العرب فأعْرَبتها بألْسِنتها وحوَّلتْها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب فمن قال إنها عربية فهو صادق ومن قال عجمية فهو صادق. انتهى.

وذكر الجواليقي في المعرب مثله، وقال فهي عجمية باعتبار الأصل عربية باعتبار الحال. ويطلق على المعرَّب دخيل وكثيرا ما يقعُ ذلك في كتاب العين والجمهرة وغيرهما.

فصل

قد ألَّف في هذا النوع الإمامُ أبو منصور الجواليقي كتابَه المعرب في مجلّد وهو حسنٌ ومفيد ورأيت عليه تعقبًا لبعضهم في عِدَّة كراريس.

وقال أبو حيَّان في الارتشاف: الأسماء الأعجمية على ثلاثة أقسام: قسمٌ غيَّرَتْه العربُ وألحَقْته بكلامها فحُكْمُ أبْنيَته في اعتبار الأصلي والزائد والوَزْن حُكْمُ أبنية الأسماء العربيةِ الوضع نحو درهم وبَهْرَج. وقسمٌ غَيَّرته ولم تُلْحِقْه بأبنيةِ كلامِها فلا يُعْتَبَر فيه ما يُعْتَبَر في القسم الذي قبلَه نحو آجر وسِفْسِير. وقسمٌ تركوه غيرَ مغيَّر فما لم يُلحِقوه بأبنية كلامهم لم يُعَدّ منها وما ألحقوه بها عُدّ منها مثال الأول: خُرَاسان لا يثبت به فُعالان ومثال الثاني: خُرَّم ألحق بسُلّم وكُركُم ألحق بقُمقُم.

فصل

قال أئمة العربية: تُعْرف عُجْمَة الاسم بوجوه:

أحدها - النَّقْل بأن ينقُل ذلك أحد أئمة العربية.

الثاني - خروجُه عن أوزان الأسماء العربية نحو إبْرَيْسَم فإن مثل هذا الوزن مفقود في أبنية الأسماء في اللسان العربي.

الثالث - أن يكون أوَّله نون ثم راء نحو نرْجس فإنّ ذلك لا يكون في كلمة عربية.

الرابع - أن يكونَ آخرُه زاي بعد دال نحو مهندز فإن ذلك لا يكونُ في كلمة عربية.

الخامس - أن يجتمع فيها الصاد والجيم نحو الصَّوْلجان والجصّ.

السادس - أن يجتمع فيه الجيم والقاف نحو المنجنيق.

السابع - أن يكون خُماسيًا ورُباعيًا عاريًا عن حروف الذلاقة وهي الباء والراء والفاء واللام والميم والنون فإنه متى كان عربيًا فلا بدَّ أن يكونَ فيه شيء منها نحو سَفَرْجَل وقُذَعْمِل وقِرْطَعْب وجَحْمَرش فهذا ما جمعه أبو حيّان في شرح التسهيل.

وقال الفارابي في ديوان الأدب: القافُ والجيم لا يجتمعان في كلمةٍ واحدة في كلام العرب والجيم والتاء لا تجتمعُ في كلمة من غير حرف ذَوْلَقِيّ ولهذا ليس الجِبْت من مَحْض العربية والجيم والصاد لا يَأْتلفان في كلام العرب ولهذا ليس الجصّ ولا الإجّاص ولا الصَّوْلجان بعربي والجيم والطاء لا يجتمعان في كلمةٍ واحدة ولهذا كان الطَّاجِن والطَّيْجَن مولّدين لأن ذلك لا يكون في كلامهم الأصلي. انتهى.

وفي الصحاح: المُهَنْدِز: الذي يقدّر مَجاري القُنيّ والأبنية معرّب وصيَّرُوا زايه سينًا فقالوا: مهندس لأنه ليس في كلام العرب زايٌ قبلها دال.

وقال أيضا: الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب إلا أن تكون مُعَرّبة أو حكاية صَوْت نحو الجَرْدَقَة وهو الرغيف والجُرْموق: الذي يُلْبَس فوق الخُفِّ والجَرَامِقة: قومٌ بالموْصِل أصلُهم من العجَم. والجَوْسق: القَصْر. وجِلِّق: موضع بالشأم. والجُوالِقُ: وعاء. والجُلاهِق: البُندق: والمَنْجَنيق: التي يُرمَى بها الحجارةُ ومعناها ما أجْوَدَني. وجَلَنْبَلَقْ: حكاية صوت باب ضَخمٍ في حالةِ فَتْحِه وإصْفاقه جَلَنْ على حدة وَبَلَقْ على حِدَة أنشد المازني:

فَتَفْتَحُه طَوْرًا وطوْرًا تُجِيفُه ** فتسمَعُ في الحالَيْن منه جَلَنْبَلَقْ

وقال الأزهري في التهذيب متعقّبًا على مَنْ قال: الجيمُ والصادُ لا يجتمعان في كلمة من كلام العرب: الصادُ والجيم مُستعمَلان ومنه جَصَّص الجِرْو وإذا فَتَحَ عينيه وجصَّصَ فلانٌ إنَاءَه إذا ملأه. والصَّج ضرب الحديد بالحديد.

وقال البطليوسي في شرح الفصيح: لا يوجدُ في كلام العرب دالٌ بعدها ذال إلا قليل ولذلك أَبى البصريون أن يقولوا بغداذ بإهمال الدال الأولى وإعجام الثانية فأما الدَّاذي ففارسي لا حجة فيه.

وقال ابن دريد في الجمهرة: لم تَجْمع العربُ الجيم والقاف في كلمة إلا في خمس كلمات أو ست.

وقال ابن فارس في فقه اللغة: حدثني علي بن أحمد الصباحي قال: سمعتُ ابنَ دريد يقول: حروفٌ لا تتكلمُ العرب بها إلا ضرورة فإذا اضطرّوا إليها حوَّلوها عند التكلّم بها إلى أقرب الحروف من مخارجها وذلك كالحرف الذي بين الباء والفاء مثل بور إذا اضطروا قالوا: فُور.

قال ابن فارس: وهذا صحيحٌ لأن بور ليس من كلام العرب فلذلك يَحتاج العربي عند تعريبه إياه أن يصيِّره فاء.

قال ابن دريد في الجمهرة: قال أبو حاتم قال الأصمعي: العربُ تجعل الظاء طاء ألا تراهم سمّوا الناظر ناطورًا أي ينظر ويقولون البُرْطُلَة وإنما هو ابن الظُّلَّة.

وفي مختصر العين: الناظر والناطور: حافظُ الزَّرع وليست بعربية.

وقال سيبويه أبدلوا العَين في إسماعيل لأنها أشبهُ الحروف بالهمزة قالوا: فهذا يدلُّ على أن أصله في العجمية إشمائيل.

وفي شرح أدب الكاتب: التوت أعجمي معرب وأصلُه باللسان العجمي توث وتوذ فأبدَلت العرب من الثاء المثلثة والذال المعجمة تاء ثنوية لأن المثلثة والذال مهملان في كلامهم.

وقال أبو حنيفة: توث بالثاء المثلثة وقوم من النحويين يقولون: توت بتاء ثنوية ولم يُسْمع به في الشعر إلا بالمثلثة وذلك أيضا قليلٌ لأنه لا يكاد يجيءُ عن العرب إلا بِذكر الفرصاد وأنشد لبعض الأعراب:

لَرَوْضَةٌ من رياض الحَزْنِ أو طَرَفٌ ** من القُرَيَّة حَزْنٌ غيرُ مَحْرُوثِ

أَحْلَى وأشْهَى لِعَيْني إن مَرَرْتُ به ** من كَرْخِ بَغْدَاد ذي الرُّمَّان والتّوثِ

وقال ابن درستويه في شرح الفصيح: الجَص فارسيٌّ معرب كجّ أُبْدلت فيه الجيم من كاف أعجميّة لا تُشْبه كاف العرب والصاد من جيم أعجميّة وبعضُهم يقول: القَصّ بالفتح وهو أفصح وهو لغةُ أهل الحجاز.

وقال الجواليقي في المعرَّب: إن العرب كثيرا ما يجترئون على الأسماء الأعجمية فيغيِّرونها بالإبدال قالوا: إسماعيل وأصلُه إشْمائيل فأبدلوا لقُرْب المَخْرج.

قال: وقد يُبْدِلون مع البُعْد من المخرج وقد ينقلونها إلى أبنيتهم ويزيدون وينقصون.

وقال بعضهم: الحروف التي يكون فيها البَدل في المُعَرَّب عشرة: خمسةٌ يُطَّرِد إبدالها وهي: الكاف والجيم والقاف والباء والفاء وخمسةٌ لا يطَّرد إبدالُها وهي: السين والشين والعين واللام والزاي فالبدَلُ المطَّرِد: هو في كلِّ حرف ليس من حروفهم كقولهم: كُرْبَج الكاف فيه بدلٌ من حرف بَين الكاف والجيم فأبدلوا فيه الكاف أو القاف نحو قُرْبَق. أو الجيم نحو جَوْرب وكذلك فِرِند هو بين الباء والفاء فمرّة تُبْدَل منها الباء ومرة تُبْدل منها الفاء. وأما ما لا يطّرد فيه الإبدال فكلُّ حرف وافَق الحروف العربية كقولهم إسماعيل أبدلوا السين من الشين والعينَ من الهمزة وأصله إشمائيل. وكذلك قَفْشَلِيل أبْدَلُوا الشين من الجيم واللام من الزاي والأصل قفجليز. وأما القاف في أوله فتبدل من الحرف الذي بين الكاف والجيم.

وذكر أبو حاتم أن الحاء في الحُبّ بدل من الخاء وأصله في الفارسية خب قال: وهذا لم يذكره النحويون وليس بالممتنع.

وقال أبو عبيد في الغريب المصنف: العرب يعرِّبون الشين سينًا يقولون: نيسابور وهي نيشابور وكذلك الدَّشْت يقولون دَسْت فيُبدلونها سينًا.

وفي تذكرة الشيخ تاج الدين بن مكتوم بخطه: قال نصر بن محمد بن أبي الفنون النحوي في كتاب أوزان الثلاثي: سين العربية شين في العبرية فالسلام شلام واللسان لشان والاسم اشم.

وقال ابن سيده في المحكم: ليس في كلام العرب شين بعد لام في كلمة عربيةٍ مَحْضَة. الشينات كلها في كلام العرب قبل اللامات.

ذكر أمثلة من المعرب

قال الثعالبي في فقه اللغة: فصل في سياقة أسماء تَفَرّد بها الفُرْس دون العرب فاضطَّرت العرب إلى تعْرِيبها أو تركها كما هي. من ذلك: الكُوز الجَرَّة الإبريق الطَّشْتُ الخِوان الطَّبق القَصْعَة السُّكرُّجة. السَّمُّور السِّنْجَاب القَاقُم الفَنَك الدَّلَق الخَزُّ الدِّيباج التَّاخُتْج الرَّاخُتْجُ السُّنْدُس. الياقوت الفَيْرُوزج البَلُّور. الكَعْك الدَّرْمَك الجَرْدق السَّمِيذ. السِّكْبَاج الزيرباج الاسْفِيداج الطَّبَاهِج الفَالُوذَج اللَّوْزِينَج الجَوْزينَجُ النَّفْرِينَج. الجُلّاب السَّكَنْجُبِين الجَلَنْجُبِين. الدَّارَصِيني الفُلْفُل الْكَرَوِيَّا الزَّنْجَبِيل الخُولِنْجَان الْقِرْفة. النَّرْجِس الْبَنَفْسَج النِّسْرَين الخِيْرِيّ السَّوسَن المَرْزَنْجُوش الياسِمينُ الجُلَّنار. المِسْك العَنْبَر الكافور الصَّندَل القَرَنْفُل.

ومن اللغة الرومية: الفِرْدَوْس وهو البستان. القُسْطاس وهو الميزان. السَّجَنْجَل: المِرآة. البِطاقة: رُقْعَةٌ فيها رَقْمُ المتَاعِ. القَرَسْطُون: القَفَار. الاصطرلابُ مَعْروف. القُسْطناس: صَلابةُ الطِّيب. القَسْطَرِيّ والقُسْطار: الجِهْبِذ. القَسْطَل: الغُبار. القُبْرسُ: أَجْوَدُ النُّحَاس. القِنْطار: اثنا عشر ألف أوقيَّة. البِطْرِيقُ: القائد. [ القَرَامِيد: الآجر ]. التِّرْياق: دواء السُّموم. القَنْطَرَةُ معروفة. القيطون: البيتُ الشَّتوي. النِّقْرِس والقُولَنْج: مَرَضان. سأل عليٌّ رضي الله عنه شُرَيْحًا مسألة فأجابه [ بالصواب ] فقال له: قَالون: أي أصبتَ - بالرُّومية. انتهى ما أورده الثعالبي.

وقال ابن دريد في الجمهرة: الكِيمياء ليس من كلام العرب قال: ودمشق معرب.

وفي كتاب المقصور والممدود للأندلسي: الهَيُولَى في كلام المتكلمين: أصل الشيء فإن يكن من كلام العرب فهو صحيح في الاشتقاق ووزنه فيعولى.

وفيه: قَطُونا الذي يُضاف إليه بزر فيقال: بزْر قَطونا أعجميّ معرب قال: وكذلك الكمّثرى.

وفي المجمل لابن فارس: تأْريج الكتاب كلمة معربة.

وفيه: الخُِوان فيما يقال اسم أعجمي غير أني سمعت إبراهيم بن علي القطان يقول: سُئل ثعلب وأنا أسمعُ: أيجوزُ أن يُقال إن الخُِوان إنما سمّيَ بذلك لأنه يتخوَّن ما عليه أي يَتنَقّص؟ فقال: ما يبعد ذلك.

وقال ابن سِيده في المُحْكم: يقال للفقير بالسريانية فالِغًا وأعْرَبته العرب فقالت: فِلْجٌ.

قال: وقانون كلِّ شيء طريقه ومِقْياسه وأراها دخيلة.

وقال في الجمهرة: قيل ليونس بِمَ نَعْرفُ الشِّعْر الجيّد فقال: بالشَّشْقَلة. قال: الشَّشْقلة أن تَزِن الدينار بإزاء الدينار لتنظر أيهما أثقل، ولا أحسْبه عربيًا محضًا.

وفي شرح الفصيح للمرزوقي: الأتْرُجّ فارسيّ معرَّب قال: وقيل: إن الأرز كذلك.

وفي الاستدراك للزبيدي: النَّارَجِيل: جوز الهند أعجمي على غير أبنيةِ العرب وأحسبه من كلمتين.

وفيه: المَتْرس خشبةٌ توضع خَلْف الباب تسمى الشِّجار وهي أعجمية.

وفي مختصر العين له: الفَانِيذ فارسية.

وقال الجواليقي في المعرّب قال ابن دريد قال أبو حاتم: الزِّنْدِيق فارسيّ معرب كأنَّ أصله عنده زنده كرد.

زنده: الحياة وكرد: العمل أي يقول بدوام الدهر.

وقال: أخبرنا أبو زكريا عن علي بن عثمان بن صخر عن أبيه قال: السُّوذَانِق والسَّوْذَنَيق والشَّوذنيق والشَّوْذَق بالشين معجمة.

قال: ووجد بخط الأصمعي شُوذَانِق وقيل شَوْذَنُوق كله الشاهين، وهو فارسي معرب، وسَوْذَق أيضا عن ابن دريد.

وقال ابن دريد في الجمهرة: باب ما تكلَّمتْ به العرب من كلام العجم حتى صار كاللغز وفي نسخة حتى صار كاللغة:

فمما أخذوه من الفارسية: البُستان والبَهْرمان وهو لونٌ أحمر وكذلك الأُرْجُوان والقِرْمز وهو دود يُصْبَغ به. والدَّشت وهي الصحراء. والبُوصيّ: السفينة. والأرَنْدَج: الجلود التي تُدْبغ بالعَفْص. والرَّهْوَج: الهِمْلاج وأصله رهوار والقَيْرَوان: الجماعةُ وأصله كاروان والمُهْرَق وهي: خِرَق كانت تصقلُ ويكتبُ فيها وتفسيرها مُهر كَرْدأي صقلت بالخرز. والكرد وهي العُنُق. والبَهْرج وهو: الباطل. والبِلاس وهو المِسْحُ. والسَّرَقُ وهو ضَرْبٌ من الحرير. والسرَاويل والعِراق. قال الأصمعي: وأصلُها بالفارسية إِرانْ شَهْر أي البلد الخراب فعربوها فقالوا: العراق. والخَوَرْنقَ وأصلُه خرانكه أي موضع الشرب. والسَّدير وأصله سِدِلّي أي ثلاث قباب بعضُها في بعض. والطَّيْجَن والطَّاجن وأصله طابق. والباريّ وأصله: بورياء. والخَنْدَق وأصله كَنْدَه أي محفور. والجَوْسَق وأصله كوشك. والجَرْدق من الخبز وأصله كرْدَه. والطّسْت والتَّوْر والهاون والعرب تقول الهاوون إذا اضطرّوا إلى ذلك. والعسكر وأصله لشكر. والإسْتَبرَق غليظُ الحرير. وأصلُه اسْتَرْوَه. والتَّنّور والجَوْز واللَّوز والمَوْزَج: الخفّ وأصله موزه. والخَوْر وهو: الخليج من البَحر. ودَخاريص القميص. والبطّ للطائر المعروف. والأشْنان والتَّخْت. والإيوان والمرتك.

ومن الأسماء: قابوس وأصله كاؤوس وبسْطام وأصله أوستام.

وزاد في الصحاح: الدُّولاب والمِيزاب قال: وقد عُرِّب بالهَمْز. والبَخْتُ بمعنى الجَدِّ قال: والبُخْت من الإبل معرّب أيضا وبعضهم يقول: هو عربي. والتُّوتِياء ودُرُوز الثوب والدِّهَلِيز وهو ما بين الباب والدّار والطِّراز وإفرِيز الحائط والقزّ من الإبريْسم لكن قال في الجمهرة: إنه عربي معروف. والبَوْس بمعنى التَّقْبيل والزئبق والباشَق وجُلَّسَان وهو الورد معرب كُلَّشَان والجاموس والطَّيْلَسَان والمِغْنَطيس والكِرْباس والمارَسْتان والدَّوْرق: مِكْيال الشراب والصَّكّ: الكتاب وصَنْجَة الميزان والصَّنْج والصَّاروج وهي: النُّورة. والصَّوْلجان والكَوْسَج ونَوَافِج المِسْك والهِمْلاج من البَرَاذِين. والفَرْسَخ والبَند وهو: العلم الكَبير. والزُّمُرُّد والطَّبَرْزَذ والآجر والجوهر والسِّفْسِير وهو: السِّمْسَار والسُّكَّر والطُّنْبُور والكَبَر وزاد في المحكم: الزِّرْنيخ.

قال ابن دريد: ومما أَخَذُوه من الرومية: قَوْمس وهو: الأمير والإسْفَنْط وهو ضَرْب من الخمر وكذا الخَنْدَريس والنُّمِّيُّ: الفَلس والقُمْقُم والخَوْخ والدُّراقِن رومي أو سرياني.

ومن الأسماء: مارية ورُومانِس، وزاد الأندلسي في المقصور والممدود: المَصْطَكاء.

قال ابن دريد: ومما أخذوه من السُّرْيانية: التأْمُور وهو موضع السرّ والدَّرْبخة. الإصغاء إلى الشيء أحسبها سريانية. وزاد الأندلسي: البَرنْساء والبَرْناساء بمعنى الخَلْق وقال: تفسيره بالسريانية ابن الإنسان.

قال ابن دريد: ومن الأسماء: شُرَحْبيل وشَراحيل وعَادِياء.

قال: ومما أخذوه من النبطية المِرْعِزّى والمِرْعَزاء وأصله مريزي. والصِّيق: الغُبَارُ وأصله زيقا. والجُدَّاد: الخيوط المعقّدة وأصله كداد. انتهى.

ومما أخذوه من الحبشية: الهَرْج: وهو القتل.

ومما أخذوه من الهندية: الإهْلِيلَجُ.

فصل في المعرب الذي له اسم في لغة العرب

في الغريب المصنف: إن الإبريق في لغة العرب يسمى التَّأمورَة وفي الجمهرة: البطّ عند العرب صِغاره وكباره إوَز الواحدة إوَزة وإن الهاوُون يسمى المِنْحاز والمِهْراس وإن الطاجن يسمى بالعربية المِقْلَى.

وفي الصحاح: إن الأشْنان يسمّى الحُرُض والمِيزَاب يسمى المثْعب والسُّكُرُّجة تسمى الثُّقْوَة وإن العرب كانت تسمي المِسْك المَشْموم وإن الجاسوس يسمى النَّاطِس والتُّوث يسمى الفرصاد. الأُترُج يسمى المُتك. والكَوسَج يسمى الأثّط. وفي ديوان الأدب: إن الكَبَر فارسيّ ويسمّى بالعربية اللَّصَف.

وفي كتاب العين المنسوب للخليل: أن الياسَمين يسمى بالعربية السَّمْسَق والسِّجلّاط وإن اللُّوبْيا تسمى الدَّجر وإن السكّر يسمى المِبْرت بلُغة أهل اليمن.

وقال في الجمهرة: السَّذاب اسم البَقْلة المعروفة معرب.

قال: ولا أعلم للسَّذاب اسمًا بالعربية إلا أن أهلَ اليمن يسمونه الفَيْجَن.

وفي المجمل: أن الكُزْبَرة تسمى التَّقْدَة وأن البَاذَنْجان يسمى الحدجَ وأن النرْجس يسمى العَبْهَر.

وفي شرح التسهيل لأبي حيّان: أن الباذَنْجان يسمى الأَنَب.

وفي شرح الفصيح لابن درستويه: الرَّصاص اسم أعجمي معرَّب واسمه بالعربية الصَّرَفان وبالعجمية أرزرز فأبدلت الصاد من الزاي والألف من الراء الثانية وحذفت الهمزة من أوله وفتحت الراء من أوَّله فصار على وزن فعال.

وفي الصحاح: أن الخيار الذي هو نوع من القِثَّاء ليس بعربي وفي المحكم أن اسمَه بالعربية القَثَد.

وفي أمالي ثعلب: إن البَاذِنجان يسمى المَغْد.

فصل في ألفاظ مشهورة في الاستعمال لمعان وهي فيها معربة وهي عربية في معان أخر غير ما اشتهر على الألسنة

من ذلك: الياسمين للزهر المعروف فارسي وهو اسم عربي للنّمَط يُطْرَح على الهَوْدَج، والوَرْد للمشموم فارسي وهو اسم عربي للفَرَس، ومن أسماء الأسد.

ذكر ألفاظ شك في أنها عربية أو معربة

قال في الجمهرة: الآسُ هذا المشموم أحسبه دخيلًا على أن العرب قد تكلَّمت به وجاء في الشعر الفصيح. قال: وزعم قومٌ أن بعض العرب يسميه السَّمْسَق ولا أدري ما صحّته.

وفيها: التِّكَّة لا أحسبها إلا دخيلًا وإن كانوا قد تكلَّموا بها قديمًا.

وفيها: النِّد المستعمل من هذا الطيب لا أحسبه عربيًا صحيحًا.

وفيها: السَّلَّة التي تعرفها العامة لا أحسبها عربية.

وفيها: لا أحسب هذا الذي يسمى جَِصًّا عربيًا صحيحًا.

وفيها: أحسب أن هذا المِشْمِش عربي ولا أدري ما صحَّته إلا أنهم قد سمُّوا الرجل مِشْماشًا وهو مشتق من المَشْمَشَة وهي السُّرْعة والخفّة.

وفيها: تسميتهم النحاس مِسًّا لا أدري أعربي هو أم لا.

وفيها: القَصْف: اللهو واللعب ولا أحسبه عربيًا.

وفيها الفُرْن: خُبْزَة معروفة لا أحسبها عربية مَحْضة.

وفيها: القط: السِّنَّور ولا أحسبها عربية صحيحة.

وفيها: الطُّنُّ من القصب ولا أحسبه عربيًا صحيحًا وكذلك قول العامة: قام بِطُنّ نفسه أي كَفَى نفسَه.

وفي الصحاح: الرَّانج: الجَوْزُ الهنديّ وما أحسبه عربيًا. والرَّهْوَجَة: ضَرْبٌ من السير ويُشْبه أن يكون فارسيًا معربًا. والكُزْبُرَة من الأبازير وأظنه معرّبًا والباطِية: الإناء وأظنه معربًا وهو النَّاجود.

فائدة

سُئل بعض العلماء عمّا عربتْه العرب من اللغات واستعملتْه في كلامها: هل يُعْطَى حكم كلامها فَيُشَقّ وُيشْتَقُّ منه؟

فأجاب بما نصه: ما عرّبتهُ العربُ من اللغات من فارسي ورومي وحبشي وغيره وأدخلتْهُ في كلامها على ضربين:

أحدُهما - أسماء الأجناس كالفِرِند والإبْرَيسم واللّجام والمَوْزَج والمُهْرَق والرَّزْدق والآجّر والباذَق والفَيْرُوز والقِسْطَاس والإسْتَبرق.

والثاني - ما كان في تلك اللغات علمًا فأجَرَوه على علميته كما كان لكنّهم غيّروا لفظه وقرَّبُوه من ألفاظهم وربما ألحقوه بأمثلتهم وربما لم يُلْحقوه، ويشاركه الضَّرب الأول في هذا الحكم لا في العلمية إلا أن يُنْقل كما نُقل العربي وهذا الثاني هو المعتدّ بعُجْمته في منع الصرف بخلاف الأول وذلك كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وجميع أسماء الأنبياء إلا ما استُثني منها من العربي كهود وصالح ومحمد عليهم الصلاة والسلام وغير الأنبياء كبير وزوتكين ورستم وهزارمرد وكأسماءِ البُلْدَان التي هي غير عربية كإصطخر ومرو وبلخ وسمرقند وخراسان وكرمان وغير ذلك فما كان من الضَّرْب الأول فأشرفُ أحواله أن يجريَ عليه حكم العربي فلا يُتجاوز به حُكمه.

فقول السائل: يشتق جوابه المنع لأنه لا يخلو أن يشتق من لفظٍ عربي أو عجمي مثله ومحالٌ أن يشتق العجمي من العربي أو العربي منه لأن اللغات لا تشتق الواحدة منها من الأخرى مواضعةً كانت في الأصل أو إلهامًا وإنما يشتق في اللغة الواحدة بعضها من بعض لأن الاشتقاق نتاجٌ وتوليد ومحالٌ أن تنتج النوق إلا حُورانًا وتلد المرأة إلا إنسانًا.

وقد قال أبو بكر محمد بن السري في رسالته في الاشتقاق وهي أصح ما وُضع في هذا الفن من علوم اللسان: ومَن اشتقَّ الأعجمي المعرّب من العربي كان كمن ادَّعى أن الطَّير من الحوت.

وقول السائل: "ويشتق منه" فقد لعمري يجري على هذا الضَّرْب المجري مَجْرَى العربي كثير من الأحكام الجارية على العربي من تصرّف فيه واشتقاقٍ منه ألا تراهم قالوا في اللجام وهو معرب لغام وليس تبيينهم لأصله الذي نُقل عنه وعرّب منه باشتقاق له لأن هذا التبيين مغزى والاشتقاق مغزى آخر وكذا كلّ ما كان مثله قالوا في جمعه: لجم فهذا كقولك: كتاب وكتب. وقالوا: لُجِّيم في تصغيره كقولك كتيّب ويصغّرونه مرخَّمًا لُجَيْمًا فهذا على حذف زائده.

ومنه لُجَيْم أبو عجل في أحدِ وجوهه ويشتقُّ منه الفعل أمرًا وغيره فتقول: أَلْجمه وقد ألجمه ويُؤْتَى للفعل منه بمصدر وهو الإلجام والفرس مُلْجم والرجل ملجم قال: * وملجمنا ما إن ينال قذاله * ويستعمل الفعلُ منه على صيغةٍ أخرى ومنه ما جاء في الحديث من قوله للمرأة: استَثْفرِي وتَلَجَّمي. فهذا تَفَعّل من اللجام ويُتصرَّف فيه أيضا بالاستعارة ومنه الحديث: التقيّ مُلْجم. فهذا من إلجام الفرس شَبّه التقيّ به لتقييد لسانه وكفّه وتكاد هذه الكلمة - أعني لجامًا - لتمكّنها في الاستعمال وتصرّفها فيه تقضي بأنها موضوعة عربية لا معرّبة ولا منقولة لولا ما قَضَوا به من أنها معرّبة من لغام. ولا شُبْهة في أن ديوانًا معرب وقد جمعوه على دواوين وقضوا بأنه كان الأصل فيه دوَّانًا فأبدلوا إحدى واويه ياء بدليل ردّها في جمعه واوًا وكان هذا عندهم كدينار في أن الأصل دِنَّار فأبدلوا الياء من إحدى نونيه ولذا ردّوه في الجمع والتصغير إلى أصله فقالوا: دنانير ودنينير لأن الكسرة في أوله الجالبة للياء زالت في الجمع واشتقوا من ديوان الفعل فقالوا: دَوَّن ودُوّن.

وأهدي إلى علي رضي الله عنه في النَّوْروز الخَبِيص فقال: نَوْرزوا لنا كل يوم.

وقال العجاج: * كالحَبَشِيِّ الْتفّ أو تسبَّجا * فقوله: تسبَّجَ هو تفعَّل من السَّبيج أي الْتف به والسبيج معرّب قولهم شَبيّ أي ثوب أسود.

وقال الآخر: فكر نبواودَ وّْلبوا. أي قصدوا كرنبا ودولاب وهما مَدِينتان عجميَّتان.

وقال الأعشى: * حتى مات وهو مُحَرْزق * وهو معرّب هرزوقا أي مخنوق وأصله نبطيّ.

وقال الآخر: * مثل القسي عاجها المقمجر * وروي القَمَنْجر وهو معرب كمانْكَرْ ومُقَمْجر فيمن رواه مُفَعْلل منه.

وقال آخر: * هل يُنْجِينّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ * فهذا فِعليل من السَّخْت كزِحْلِيل من الزَّحْل وشِمْليل من الشمّل.

وقالوا: بهرجه إذا أبطله قال العجاج: * وكان ما اهْتَضَّ الجحَافُ بَهْرَجا * وأصله من قولهم درهم بَهرج أي رديء وهو معرّب نَبْهَره فيما قالوه.

وأحسبهم قد قالوا: مُزَرْجَن فأخذوه من الزَّرَجُون: وهي الخمر وهي معربة عندهم.

فإن كان قد جاء فهو كالمُعَرْجن في أخذِه من العُرْجون، ومُحَلْقن في أَخْذِه من الحُلْقَان من الرطب، وهو عربي.

وقالوا: نَوْروز، واختلف أبو علي وأبو سعيد في تعريبه فقال أحدهما: نَوْرُوز والآخر نَيْروز، والأول أقربُ إلى اللفظ الفارسي الذي عرِّب منه وأصله نوروز أي اليوم الجديد، وإن كان خارجًا عن أمثلة العربية وليس يلزم في المعربات أن تأتي على أمثلتهم؛ ألا ترى إلى الآجر والإبْرَيسَم والإهْليلَج والإطْرِيفَل بل إنْ جاءت به فحسنٌ لِتكون مع إقحامها على العربية شبيهةً بأوْزانها ونيروز أدْخَل في كلامهم وأشبه به لأنه كقيصوم وعَيْثُوم. فأما اشتقاق الفعل منه فعلى لفظيهما له نظيرٌ في كلامهم فنَوْرَز كحَوْقَل وهَرْوَل ونيْرَز كبَيْطَر وبَيْقَر والفاعل من الأول مُنَوْرِز ومن الثاني مُنَيْرز وقد بنى أبو مهدية اسمَ الفاعل من لفظٍ أعجمي وذلك فيما أنشدوا له في حكاية ألفاظ أعجمية سمعها وهي:

يقولون لي شنبذ ولستُ مشنبذًا ** طوالَ الليالي ما أقام ثَبِير

ولا قائلًا زودا ليعجل صاحبي ** وبستان في قولي عليّ كبير

ولا تاركًا لحني لأتبع لحنهم ** ولو دار صرفُ الدهر حيث يدور

فبنى من شنبذ مشنبذًا. وهو من قولهم: شون بوذ أي كيف - يعنون الاستفهام وزود: عجل وبستان: خذ.

وأما قولُ رُؤْبة: إلادهٍ فلادَهٍ. فالصحيحُ في تفسيره أنها لفظه أعجمية حَكَى فيها قولَ ظِئره.

فهذه نبذة مُقْنِعة في بيان ما تصرف فيه من الألفاظ الأعجمية.

وأما الضربُ الآخر - وهي الأعلام - فبعيدةٌ من هذا كل البعد، بل لها أحكامٌ تختصّ بها من جَمْع وتصغير وغير ذلك قد بيّنَت في أماكنها - قال: وجملةُ الجوابِ أن الأعْجمية لا تُشْتَق أي لا يُحْكَم عليها بأنها مشتقة وإن اشتقَّ من بعضها فكما رأينا مما جاء من ذلك فإذا وافق لفظٌ أعجمي لفظًا عربيًا في حروفه فلا ترين أحدَهما مأخوذًا من الآخر فإسْحَاق اسمُ النبي ليس من لَفْظ أَسْحَقَه الله إسحاقًا أي أبعده في شيء ولا من باقي متصرّفات هذه الكلمة كالسَّحق وثوب سَحْق ونخلة سَحُوق وساحوق اسم موضع ومكان سَحِيق. وكذا يعقوب اسمُ النبي ليس من اليعقوب اسم الطائر في شيء وكذا سائر ما وقَعَ من الأعجَمي موافقًا لفظُه لفظَ العربي. انتهى.

فائدة

قال المرزوقي في شرح الفصيح المعرَّباتُ ما كان منها بناؤه موافقًا لأبنية كلام العرب يُحْمَل عليها وما خالفَ أبنيتهم منها يُرَاعى ما كان الفهم له أكثر فيُخْتار وربما اتّفق في الاسم الواحد عدةُ لغات كما روي في جبريل ونحوه وطريقُ الاختيار في مثلِه ما ذَكَرْت.

وقال سلامة الأنباري في شرح المقامات: كثيرا ما تغيِّر العربُ الأسماءَ الأعْجَمية إذا استعملتَها كقول الأعشى: * وكِسْرَى شَهَنْشَاهُ الذي سَارَ مُلْكُه * الأصل شاهان شاهْ فحذفوا منه الألف في كلامهم وأشعارهم.

قال التاج ابن مكتوم في تذكرته: وهذه الهاء التي من شهنشاه تتبع ما قبلها من رفْع ونَصْب وخفض.

وقال ثعلب في أماليه: الأسماء الأعجمية كإبراهيم لا تعرف العرب لها تثنية ولا جمعًا فأما التثنية فتجيء على القياس مثل إبراهيمان وإسماعيلان فإذا جمعوا حذفوا فردّوها إلى أصل كلامهم فقالوا: أباره وأسامع، وصغّروا الواحد على هذا: بُرَيْه وسُمَيْع، فردوها إلى أصل كلامهم.

فائدة

في فقه اللغة للثعالبي يقال: ثوب مُهَرَّى إذا كان مصبوغًا بلونِ الشمس وكانت السادة من العرب تلبس العمائم المهرَّاة وهي الصفرُ.

[ وأنشد الشاعر:

رأيتك هرّيت العِمَامَة بَعْدَمَا ** عمَرْت زمانًا حاسرًا لم تعمَّمِ ]

وزعم الأزهري أنها كانت تُحْمَل إلى بلاد العرب من هَرَاة فاشتقُّوا لها وصفًا من اسمها.

قال الثعالبي: وأحسبه اخترع هذا الاشتقاق تعصبًا لبلده هَرَاة، كما زعم حمزة الأصبهانيّ أنّ السَّامَ: الفِضَّة وهو معرب عن سِيم، وإنما تقوَّلَ هذا التعريب وأمثاله تكثيرا لسواد المعربات من لغات الفرس وتعصَّبًا لهم. [ وفي كتب اللغة أن السام عروق الذهب، وفي بعضها إن السامة سبيكة الذهب. ]


المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي
مقدمة المصنف | معرفة الصحيح | معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت | معرفة المتواتر والآحاد | معرفة المرسل والمنقطع | معرفة الأفراد | معرفة من تقبل روايته ومن ترد | معرفة طرق الأخذ والتحمل | معرفة المصنوع | معرفة الفصيح | معرفة الضعيف والمنكر والمتروك | معرفة الرديء المذموم | معرفة المطرد والشاذ | معرفة الحوشي والغرائب والشوارد والنوادر | معرفة المستعمل والمهمل | معرفة المفاريد | معرفة مختلف اللغة | معرفة تداخل اللغات | معرفة توافق اللغات | معرفة المعرّب | معرفة الألفاظ الإسلامية | معرفة المولّد | معرفة خصائص اللغة | معرفة الاشتقاق | معرفة الحقيقة والمجاز | معرفة المشترك | معرفة الأضداد | معرفة المترادف | معرفة الإتباع | معرفة العام والخاص | معرفة المطلق والمقيد | معرفة المشجر | معرفة الإبدال | معرفة القلب | معرفة النحت | معرفة الأمثال | معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأذواء والذوات | معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف | معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب | معرفة الملاحن والألغاز وفتيا فقيه العرب | معرفة الأشباه والنظائر | معرفة آداب اللغوي | معرفة كتابة اللغة | معرفة التصحيف والتحريف | معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء | معرفة الأسماء والكنى والألقاب | معرفة المؤتلف والمختلف | معرفة المتفق والمفترق | معرفة المواليد والوفيات | معرفة الشعر والشعراء | معرفة أغلاط العرب | خاتمة الكتاب