انتقل إلى المحتوى

الكافي/كتاب التوحيد/باب معاني الأسماء واشتقاقها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عن تفسير بسم الله الرحمن الرحيم قال: الباء بهاء الله، والسين سناء، الله والميم مجد الله. وروى بعضهم: الميم ملك الله. والله إله كل شيء، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله عن أسماء الله واشتقاقها: الله مما هو مشتق؟ فقال: يا هشام الله مشتق من إله، وإله يقتضي مألوهاً، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد، أفهمت يا هشام؟! قال: قلت: زدنيز قال: لله تسعة وتسعون اسماً فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلهاً، ولكن الله معنى يُدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره، يا هشام الخبز اسم للمأكول، والماء اسم للمشروب، والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل به أعدائنا المتخذين مع الله عز وجل غيره؟ قلتُ: نعم، فقال: نفعك الله [به] وثبتك يا هشام. قال: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا.

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عند جده الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، قال: سُئل عن معنى الله فقال: استولى على ما دق وجل.

علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا عن قول الله: {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، فقال: هاد لأهل السماء، وهاد لأهل الأرض.

وفي رواية البرقي: هدى من في السماء وهدى من في الأرض.

أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل ابن عثمان، عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}. وقلت: أما الأول فقد عرفناه، وأما الآخر فبين لنا تفسيره. فقال: إنه ليس شيء إلا يبيد أو يتغير، أو يدخله التغير والزوال، أو ينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة، ومن زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة إلا رب العالمين فإنه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الأول قبل كل شيء، وهو الآخر على ما لم يزل، ولا تختلف عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره، مثل الانسان الذي يكون تراباً مرة، ومرة لحماً ودماً، ومرة رفاتاً و رميماً، وكالبسر الذي يكون مرة بلحاً، ومرة بسراً، ومرة رطباً، ومرة تمراً، فتتبدل عليه الأسماء والصفات والله عز وجل بخلاف ذلك.

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمد ابن حكيم، عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وقد سئل عن " الأول والآخر " فقال: الأول لا عن أول قبله، ولا عن بدء سبقه، والآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين، ولكن قديم أول آخر، لم يزل ولا يزول بلا بدء ولا نهاية لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ (1).

محمد بن أبي عبد الله، رفعه إلى أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني ، فسأله رجل فقال: أخبرني عن الرب تبارك وتعالى له أسماء وصفات في كتابه؟ وأسماؤه وصفاته هي هو؟

فقال أبو جعفر : إن لهذا الكلام وجهين، إن كنت تقول «هي هو» أي أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك، وإن كنت تقول هذه الصفات والأسماء لم تزل، فإن «لم تزل» محتمل معنيين. فإن قلت: «لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها»، فنعم، وإن كنت تقول: «لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها»، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه، يتضرعون بها إليه ويعبدونه وهي ذكره، وكان الله ولا ذكر، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل. والأسماء والصفات مخلوقات، والمعاني والمعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف، وإنما يختلف وتأتلف المتجزئ، فلا يُقال «الله مؤتلف» ولا «الله قليل» ولا «كثير» ولكنه القديم في ذاته، لأن ما سوى الواحد متجزئ، والله واحد لا متجزئ ولا متوهم بالقلة والكثرة، وكل متجزئ أو متوهم بالقلة والكثرة فهو مخلوق دال على خالق له، فقولك: «إن الله قدير» خبرت أنه لا يعجزه شيء، فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه، وكذلك قولك: «عالم» إنما نفيت بالكلمة الجهل، وجعلت الجهل سواه، وإذا أفنى الله الأشياء، أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ولا يزال من لم يزل عالماً.

فقال الرجل: فكيف سمينا ربنا سميعاً؟

فقال: لأنه لا يخفى عليه ما يُدرك بالأسماع، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس، وكذلك سميناه بصيراً لأنه لا يخفى عليه ما يُدرك بالأبصار، من لون أو شخص أو غير ذلك، ولم نصفه ببصر لحظة المعين، وكذلك سميناه لطيفاً لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك، وموضع النشوء منها، والعقل والشهوة للفساد والحدب على نسلها، وإقام بعضها على بعض، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والأودية والقفار، فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف، وإنما الكيفية للمخلوق المكيف، وكذلك سمينا ربنا قوياً لا بقوة البطش المعروف من المخلوق، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان، وما كان ناقصاً كان غير قديم وما كان غير قديم كان عاجزاً، فربنا تبارك وتعالى لا شبه له ولا ضد ولا ند ولا كيف ولا نهاية ولا تبصار بصر، ومحرم على القلوب أن تمثله، وعلى الأوهام أن تحده وعلى الضمائر أن تكونه، جل وعز عن أدات خلقه وسمات بريته وتعالى عن ذلك علواً كبيراً.

علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله ، قال: قال رجل عنده: «الله أكبر»، فقال: الله أكبر من أي شيء؟ فقال: من كل شيء.

فقال أبو عبد الله : حددته!

فقال الرجل: كيف أقول؟

قال: قل: الله أكبر من أن يُوصف.

ورواه محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن جميع ابن عمير قال: قال أبو عبد الله : أي شيء الله أكبر؟ فقلتُ: الله أكبر من كل شيء. فقال: وكان ثم شيء فيكون أكبر منه؟ فقلت: وما هو؟ قال: الله أكبر من أن يُوصف.

10

[عدل]

علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن هشام ابن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عن «سبحان الله»، فقال: أنفة الله.

11

[عدل]

أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن أسباط عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: {سُبْحَان اَللهْ} ما يعني به؟ قال: تنزيهه.

12

[عدل]

علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعاً، عن أبي هشام الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني : ما معنى الواحد؟ فقال: إجماع الألسن عليه بالوحدانية. كقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}.