مجموع الفتاوى/المجلد الثامن/فصل قول القائل: ما لنا في جميع أفعالنا قدرة
المظهر
فصل قول القائل: ما لنا في جميع أفعالنا قدرة
وأما قول القائل: ما لنا في جميع أفعالنا قدرة فقد كذب، فإن الله سبحانه فرق بين المستطيع القادر وغير المستطيع، فقال: {فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ} [1]، وقال: {وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [2]، وقال تعالى: {الله الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} [3]، والله قد أثبت للعبد مشيئة وفعلا، كما قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ} [4]، وقال: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [5] ؛ لكن الله سبحانه خالقه وخالق كل ما فيه من قدرة ومشيئة وعمل، فإنه لا رب غيره، ولا إله سواه، وهو خالق كل وربه ومليكه.
هامش
- ↑ [التغابن: 16]
- ↑ [آل عمران: 97]
- ↑ [الروم: 54]
- ↑ [التكوير: 28، 29]
- ↑ [السجدة: 17، الأحقاف: 14، الواقعة: 24]