مجلة الرسالة/العدد 1012/خاطرة
مجلة الرسالة/العدد 1012/خاطرة
نداء الفلاح. . .
للأستاذ احمد عبد اللطيف بدر
يا صباح النور!
أشرقت على طلعتك، وكنت غريقاً في ظلام الحيرة! تائها في متاهات الظلم! يا صباح النور!
في مشرك إشراق الأمل بقلبي؛ فقد عشت طويلاً أرى أشباحاً تجمع الغيم على عيني، وتحول بين وضاءتك وبيني!
يا صباح الخير!
كنت مخفقاً في حياتي، ولكنك خفقت بأضوائك فخفق فؤادي لسنا سنائك! فيك - يا صباح الخير - نور الحياة، وشرف المبدإ.
كانت الحبات تساقط على جبيني؛ فتلمع في وهج الشمس؛ ثم تروي ارضي الطيبة وتخرج اللؤلؤ الذي ارقبه من بعد، لأعد حبات الحصى!
يا صباح النور!
طال ليلي، وزاد ويلي، واستحب استعبادي حتى ذهب رشادي!
اخرس اللسان بعد أن أسكتته الحاجة، وذل الجنان بعد أن أخضعته الشراهة، وانحنى الرأس على الفأس لكن بقيت الكرامة!
يا صباح النور!
زعم السادة خلود السيادة؛ فورمت انوفهم، وانتفخت أوداجهم، وطغت أهواؤهم، حتى جئت بالأمر الجلل الذي جدع الأنوف، وقدمت الوعيد الذي قطع الوريد، وأرهبت الشيطان فتناثرت الأهواء!
يا صباح النور!
كنت اجمع الخير من حقلي لأطعم أخوتي الذين يرقبون نتاجي، لكن تأبى خليقة الجشع إلا أن تضن أو تمن، والأرض الطيبة ضاحكة ساخرة!
يا صباح النور! كنت أتطلع إلى مطلع الشمس! وارى أشعتها تباكر بالتحية؛ فأخفض الجناح، لأن الخالق قد أودع فيها سر النماء.
وكنت أتسمع إلى زقاء الديك الذي يردد تسابيحه في مشرق اليوم الجديد فأسبح القادر الذي أودع هذا المخلوق تلك القدرة الفائقة!
يا صباح النور!
لقد تطلعت في مولدك إلى بهاء الحياة بعد أن رسمت في الأقل أشعت الحرية، والعدل، والمساواة!
وصحوت على زأرة الأسد التي أرهبت الذئاب، فذهبت على ظهور الملق والخداع والرياء، تظهر العطف على الحملان!
يا صباح النور!
لم تعد سحب تطغي هذه الأشعة الوضيئة؛ فأنر القلوب لتزول عتمتها وتذهب احقادها، وتتألف وحدتها!
يا صباح النور!
عشت قانعا فلن اخرج عن قناعتي، بل أعطي لذي الحق حقه، غير أني لا اخفض رأسي لغير فأسي!
يا صباح النور!
أنت أمل مترقب، بعد يأس مخضع، فأشرق على الوادي ليرى فيك سر السعادة، وجمال الحياة!
بور سعيد
احمد عبد اللطيف بدر