انتقل إلى المحتوى

كتاب ميزان الحكمة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
كتاب ميزان الحكمة
  ► ◄  



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى لا إله إلا هو الحكم الحق العدل، والصلوة على جميع أنبيائه ورسله الذين بعثهم إلى عباده للعدل، وخصص نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بالشريعة السمحة العدل.

وبعد فإن العدل الفضائل جملة وملاك الخيرات أجمع، لأن الفضيلة التامة هي حكمة، وهي في شقى العلم والعمل، وشطرى الدين والدنيا علم تامّ وفعل محكم والعدل مجمع بينهما، وملتقى كماليها به ينال قاصية كل مجد، وبسببه يحاز وقصب السبق في كل خير، ولاعتلائه ذروة الكمال عرف البارى تعالى نفسه إلى خلص عباده باسم العدل وبنوره صار العالم مستوفياً أقسام الكمال والتمام، ومستولياً على الأمد الأقصى في النظام وإليه الإشارة بقوله عليه السلم « بالعدل قامت السمـٰوات والأرض »، ولما اختص العدل بهذه الرتبة العلية والمنزلة السنية أفاض الله عليه خلع الرضاء والمحبة، وأحبه إلى قلوب عباده جملة حتى صار مألوف الطباع ومطلوب النفوس، وتراها متشوتة إلى تجربته بمجهود، وسعهم فإن عاقهم عنه عائق أو صرفهم إلى ضدّه صارف يجدون في أنفسهم اعترافاً به وأقراراً بحقيقته حتى أن الجائر يستحسن عدل غيره، ولذلك ترى النفوس تتألم عن كل ما كان مركباً ليس على نظام مستقيم فتكره العرج والعور وتتشأم به، وللوفاء بقضيته ما جعل الله تعالى الإنسان الواقعة في الأطراف زوجين اثنين، وفي الأوساط واحداً أوحداً، ثم أهاب بهم إلى سلوك سبل السعادة باستعمال العدل وملازمة الاستقامة على ما قال تعالى: ﴿ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ إرادة للخير بهم، وأفاضة للرحمة عليهم وجعله حكماً بين الخليقة، ورضى بينهم على الحقيقة حتى لا يعبر أحد جسر النجاة إلا بجواز من الاستقامة في العمل، ولا يسكن أحد حريم السعادة إلا بتوقيع من العدل في العلم والعدل في العلم هو تحقق المعلوم على وجهه بطريقه مصوناً عن وصمة الشك والاشتباه والعدل في العمل نوعان:

الأول العمل وهو تهذيب الأخلاق، ورعاية المساواة بين قوى النفس والقيام عليها بحسن السياسة على ما قيل أعدّل الناس من انصف عقله من هواه، ومن تمامه بثّ النصفة بين دونه وكفّ أذاه عن غيره حتى يأمن الناس شرّه.

الثاني والمعاملة وهى رعاية الإنصاف بين نفسه ومعاملته في أداء حقوقهم واستيدائها منهم، والعدل هو القوام لأمر الدين والدنيا، والركن لسعادة الآخره والأولى فمن تمسك به أو بشعبة من شعبه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ولعناية رحمة الله تعالى برعاية مصالح عباده، وتقويمهم على نهج سداده.

أراد أن يبقى العدل بينهم إلى يوم الدين بلا نهاية لا يخلف جديده مرور الأزمنة والأحقاب، وعلم أنهم ظالموا أنفسهم باتباعهم مواجب طباعهم، وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها وحفظ عليهم بشمول رأفته وسعة رحمته نظام الخير بعث فيهم حكام عدل يحفظون عليهم العدل ولا يفترون وهم ثلاثة بحسب أقسامه:-

فالأول كتاب الله العزيز الذي يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو القانون الأعظم المرجوع إليه في الفروع والأصول والمحكوم به بين الفاضل والمفضول ويتبعه سنّة النبى عليه السلم،

والثاني الأئمة المهتدون والعلماء الراسخون المنتصبون لحلّ الشبه، ورفع الشكوك الذين هم نواب الرسول وخلفائه في كل عصر وزمان وهم الحماة لحوزة الدين والهداة للخلق إلى سبل النجاة عند اعتراض الشكوك والشبهات ومنهم الوالى العدل المشار إليه بقوله عليه السلطان ضلّ الله تعالى في أرضه يأوى إليه كل مظلوم والحاكم.

الثالث الميزان الذي هو لسان العدل وترجمة الإنصاف بين العامّة والخاصّة والحكم العدل في قضيته الذي رضى بقضائه الفصْل كلّ بَرّ وفاجر ومنصف ومتعسفٍ القائم باستقامته لفصل خصوماتهم الحافظ عليهم النظام والعدل في تصرفاتهم معاملاتهم الذي جعله الله قرينة قرآنه، ونظمها في سلك امتنانه فقال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ﴾ وجعل المنة في وضع الميزان مقرونة بالمنة في رفع السماء فقال عز وجل: ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴾ وهو في الحقيقة نور من أنوار الله تعالى أفاض على عباده من كمال عدله ليفصلوا به بين الحق والباطل والمستقيم والمائل لأن حقيقة النور ما يظهر بنفسه فيبصر ويظهر غيره فبصر به والميزان هو الذي يعرف منه استقامته وانحرافه ويعرف منه استقامة غيره وميله ولشدة ظهوره ووكأدة أمره ما عظم الله شأنه وفجم أمره حيث سلك به كتابه والسيف فقال تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ﴾ فإذا الميزان هو أحد الأركان الثلاثة التي بها يقوم العدل الذي به قوام العالم وبهذه المناسبة سمى العدل ميزان الله بين عباده، وبما هو نموذج له نفى الظلم عن حكمه يوم الدين فقال تعالى: ﴿ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ﴾ فمن أوتي الميزان بالقسط ﴿ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾


الفصل الأول
في تعداد فوائد ميزان الحكمة ومنافعه


قال الخازني: بعد ذكر الميزان المطلق ميزان الحكمة الذي اشنبطته الأفكار وأكملته التجربة والإمتحان عظيم الشأن لما فيه من المنافع ونيابته عن حذّاق الصناع منها

الأولى دقة الوزن يظهر فيه تفاوت مثقال أو حبّة، وإن كانت زنته بجميع أعضائه ألف مثقال هذا إذا صانعه دقيق اليد لطيف الصنعة عالماً بها.

الثانية يتحقق به صميم الفلزّ من مغشوشه آحاد آحاد منها من غير تخليص،

والثالثة يعرف به ما في الجرم الممتزج بجرم آخر من الفلزات مثنی مثنی من غير أن يفكّ بعضها من بعض بسبك أو تخليص أو تغيير هيئة بأسرع وقت وأهون سعی.

والرابعة يعرف به فضل وزن أحد الفلزين على الآخر في الماء إذا استوى وزنهما في الهواء، وعكسه في الهواء إذا استوى وزنهما في الماء ونسب حجم بعضها إلى بعض من وزنهما فيهما،

والخامسة يعرف به جوهر الشيء الموزون من زنته بخلاف سائر الموازين لإنها لا تفصل بين الذهب والحجر الموزونين،

والسادسة إذ حوّلت أبعاد الكفّات عن المعلاق إلى نسبة مفروضة نحوالسعر والمسعّر والسبعة والعشرة للدراهم والدنانير يعرف أشياء عجيبة نحو قيم الأشياء من غير واسطة الصنجات يشار إلى الجوهر الذي تقوم ذاته ويبين ما يساويه حكما ومن مسائل الصرف والمعاملات ودار الضرب في تغيّر العيار ومسائل غريبة،

والسّابعة هو الغرض الأقصى فيه وهو معرفة حقّية الجواهر الحجرية کالیاقوت، واللعل والزمرد واللؤلؤ لأنه الحكم الحق بينها وبين أشباهها وملوناتها المغشوشة، فهذه المعانى دعتنا إلى النظر فيه، وجمع هذا الكتاب بعون الله وحسن توفيقه.


الفصل الثانى
المدخل فيه


وهذا الميزان العدل مبنى البراهين الهندسيّة، ومستنبط من العلل الطبيعيّة من وجهين:-

أحدهما من مراكز الأثقال الذي هو أجلّ أقسام العلوم الرياضية وأشرفها، وهو معرفة أوزان الأثقال المختلفة المقادير بتفاوت أبعاد ما يقاومها وعليه مبنى القفّان،

والثاني معرفة أوزان الأثقال المختلفة المقادير بتفاوت أجرام رطوبات يغاص فيها الموزون دقة وخثورا، وعليها مبنى ميزان الحكمة، وأشار القدماء إلى التنبيه عليهما إشارة على ما هو دأبهم في إخراج الخبايا، وإظهار الخفايا من الحكم الجليلة، والمعلوم النفيسة، فرأينا أن نجمع من هذا الفنّ ما استفدنا من تصانيفهم، والذين يلونهم من الحكماء مضموما إلى ما سمح الخاطر به بعون الله وتوفيقه.


الفصل الثالث
في مبادئها


فنقول أن لكل مناعة مبادئ يبتنى عليها، ومصادرات يستند إليها من جهلها خرج عن طبقة من يخاطب فيها، وتفنّن تلك المبادئ والمصادرات إلى ثلاثة فنون: الأول أن تكون حاصلة من أول الولادة، والنشوء عن إحساس واحد أو إحساسات كثيرة ولم يتعمّد لها، وهي التي تسمى الأوائل والعلوم العامية المتعارفة، والثاني أن تكون مبرهنة في علوم أخرى، والثالث أن تكون مستفادة عن التجربة والمزاولة، وهذه الصناعة التي أردنا الشروع فيها لما كانت مركبة من صناعتي الهندسية والطبيعية جامعة من مقولتي كم وكيف، وقد كانت لكل واحدة من الصناعتين المبادئ المذكورة، فبالواجب صارت الأقسام الثلاثة من المبادئ حاصلة لها فلا يتمّ معرفتها به دون استحكامها، وبعض العلوم المتعارفة لهذه الصناعة لما قد بلغت من وضوحها إلي حيث لا يحتاج إلى مصادرتها في المكتب فضربنا صفحاً، ولم نسلك هذا المسلك في بعضها الذي لم يبلغ في الوضوح المبلغ الذي ذكرناه عند الحاجة له، وأمّا المبادئ التي يحصل بعد التجربة والمشاهدة، وكذلك التي برهن عليها في علوم أُخر قد نبّهنا على مقدار الكفاية منها إشارة ورامزاً.


الفصل الرابع
في وضع ميزان الماء وأسماء المتكلمين فيه وطبقاتهم وأصناف صور الموازين المستعملة فيه وأشكالها وأسمائها


قيل أنه كان سبب فكرة الحكماء إلى وضع هذا الميزان والدّاعى إليه هو كتاب مانالاوس إلى درماطيانوس قال: أيها الملك إنّ إيارون ملك سقلية أُتي يوماً بإكليل عظيم القدر أُهدى إليه من بعض النواحي، وكان مُتقن الصنعة مُحكم العمل، وأنّه عرض لإيارون أن هذا الإكليل ليس بذهب خالص لكنّه مشوب بفضّة، ففحص عن أمر الإكليل فتبيّن أنّه من ذهب وفضّة فأحبّ معرفة مقدار ما فيه من كلّ واحد منهما، وكره كسر الإكليل لما كان عليه من إتقان الصّنعة.

فسأل ذوي الهندسة والحيل عن ذلك، فلم يوجد فيهم أحد كانت عنده الحيلة في ذلك إلا الأرخميدس المهندس، وكان في صحبة إيارون، فاستنبط حيلة بتهيّأ بها أن يعلم إيارون الملك كم فى الإكليل الذهب وكم فيه من الفضة والإكليل ثابت على هيئته بحيلة لطيفة، وكان هو قبل الإسكندر ثم نظر فيه مانالاوس، واستخرج فيه طرقاً كليّة حسابية، وله فيه رسالة، وكان بعد الإسكندر بأربعمائة سنة،

ثم نظر فيه من المتأخرين فى أيام المأمون سند بن على ويوحنا بن يوسف وأحمد بن الفضل المساح وفي أيام السامانية محمد بن زكريا الرازي، وعمل فيه رسالة ذكرها في كتاب الإثني عشر، وسماه الميزان الطبيعي، وفي أيام الدولة الديلمية كان ينظر فيه ابن العميد والفيلسوف ابن سينا ويمّيزان الجرم المتمزج علماً وحکماً، ولم يصنّفا فيه تصنيفا، وفي أيام آل ناصر الدین نظر فيه أبو الريحان، ورصد فيه نسب أجرام الفلزات والجواهر، واستخرج لتمييز بعضها عن بعض حكماً وعلماً لا سبكاً وتخليصاً طرقاً حسابية، ومن هؤلاء المذكورين من زاد فيه كفة ثالثة مزدوجة مع إحدى الكفتين لمعرفة زنة مقدار شول إحدى الكفتين في الماء وسهلوا بتلك الزيادة بعض التسهيل،

ثم في هذه الدولة القاهرة - ثبتها الله تعالى - نظر فيه الأمام أبو حفص عمر الخيامي، وحقّق القول فيه وبرهن على صحّة رصده، والعدل به لماء معيّن دون ميزان معلم، وكان معاصره الأمام أبو حاتم المظفر بن إسماعيل الإسفزاري ناظراً فيه مدة أحسن نظر، ومتأملاً في صنعته، ومتأنقاً فى حدّته، وسعى في تسهيل العمل به على من أراده، وزاد فيه منقّلتين للتمييز بين جوهرين مختلطين، وأشار إلى إمكان وجود مراكز الفلزات على عموده استقراء، ورصداً لماء معيّن إلا أنه لم يشير إلى كميّة أبعادها عن المحور أجزاء وعدداً، ولا إلى شيء من أعمالها سوى شكل الميزان، وسماه ميزان الحكمة ومضى إلى رحمة الله تعالى قبل إتمامه وتدوينه.


الفصل الخامس
في صور وأشكال لميزان الماء


وبعد جميعهم يقول الخازني: إن الموازين المستعملة في الماء يأتي أشكالها على ثلاثة أصناف:-

الأول صنف ذو كفتين معهودتين يقال له الميزان المطلق الساذج وربما يزيدون شعيرات على عموده

والثاني ذو ثلاث كفات طرفيات إحديها منوطة تحت الآخرى، وهي المائية يقال له الميزان الكافي أو المجرّد عن المنقلة

والثالث ذو خمس كفات يقال له الميزان الجامع، وهو ميزان الحكمة ثلاث منها مائية وثنتان منقلتان عن موضعهما

وإن معرفة نسب الفلّزات بعضها إلى بعض معينة إلى اتمامه بحيلة لطيفةٍ جزئية لكلّ من نظر فيه أو هيّأه، بإثبات المراكز منها عليه لماء مخصوص مناسب في اللطافة لماء جيحون خوارزم دون سائر المياه، ويمكن بهذا الميزان أيضاً للمتأمل الحاذق أن يرصد مراكز الجواهر والفلزات عليه كما أذكره إن شاء الله تعالى في أثناء الكتاب بكل ماء أتّفق في كلّ زمان بأهون سعى، وأقرب مدة وأسهل عمل بعون الله تعالى،

ويمن دولة السلطان الأعظم شاهنشاه المعظم مالك رقاب الأمم سيد سلاطين العالم سلطان أرض الله ناصر دين الله حافظ عباد الله ملك بلاد الله معيّن خليفة الله معزّ الدنيا والدين كهف الاسلام والمسلمين عضد الدولة القاهرة وتاج الملّة الزاهرة، ومغيث الأمة الباهرة أبي الحارث سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان برهان الدين أمير المومنين أدام الله سلطانه، وضاعف اقتداره فإن يمنه شمس العالم التي تضيئه وعدله روحه التي تحييه أستمددتُ من أنواره المشرقة في الآفاق فتهدّيت بها إلى ما فى قوة هذا العل وصنفت كتاباً فى ميزان الحكمة لخزانته المعودة في شهور سنة خمس عشرة وخمسمائة لهجرة بنينا محمد المصطفى وتّم ذلك بسعادته، ويمن دولته العالية الشاملة لجميع الدول بما خصّه الله تعالى به من الشجاعة والبأس حتى فتح الأقاليم شرقاً وغرباً، ومن الفضائل المجتمعة فيه من طيب العنصر وكرم الطبع والمنشأ المحمود والمجد السامي، وراثة واكتساباً فهو أدام الله سلطانه سيّد أهل العالم، ومستوفي جميع مراتب الإنسيّة ونسأل الله تعالى أن يطيل له فى مدته ويزيد فى علوه وقدرته وسلطانه وبسطته إنه ولي ذلك والقادر عليه.


الفصل السادس
في تقسيم الكتاب


وجعلت الكتاب ثلاثة أقسام:-

الأول منها في الكليات والمقدمات نحو الثقل والخفة ومراكز الأثقال ومقدار غوص السفن في الماء واختلاف أنساب الوزن، وصنعة الميزان والقفان وكيفية الوزن به في الهواء والمائعات، ومقياس المائعات لمعرفة الأخفّ والأثقل منهما من غير وساطة الصنجات، ومعرفة النسب بين الفلزات والجواهر في الحجم، وأقوال المتقدمين والمتأخّرين في ميزان الماء وما أشاروا إليه، هذا القسم يشتمل من الكتاب على أربع مقالات مرتبة،

والثاني منها في صنعة ميزان الحكمة وامتحانه، وإثبات مراكز الفلزات والجواهر عليه، ووضع صنجات لائقة به ثم العمل به في تحقق الفلزات، وتمييز بعضها من بعض من غير سبك، ولا تخليص بعمل شامل للموازين كلها، ومعرفة الجواهر الحجرية وتمييز حقها من أشباهها وملوناتها، وزاد فيه من باب الصرف ودار الضرب بالعمل الكلي البياعات والمعاملات، وهذا القسم يشتمل على ثلاث مقالات

والثالث منها يشتمل على طرف الموازين وملحها نحو ميزان الدراهم والدنانير من غير وساطة الصنجات، وميزان تسوية الأرض على موازاة السطح الأفقي، وميزان يعرف بالقسطاس المستقيم يوزن به من حبة إلى ألف دراهم ودنانير بثلاث رمانات، وميزان الساعات يعرف به الساعات الماضية من ليل أو نهار وكسورها بالدقائق والثواني وتصحيح الطالع بها بالدرج و كسورها،

وهو يشتمل على مقالة واحدة، فصار الكتاب ثماني مقالات، وكل مقالة تشتمل على أبواب، وكل باب يشتمل على فصول كما يأتي في هذا الفهرس إن شاء الله تعالى، وهو ولي التوفيق.


فهرس كتاب ميزان الحكمة


الذي يسمى الميزان الجامع ثمان مقالات

أبوابها المقالة الأولى فصول الكتاب
في المقدمات الهندسية والطبيعية التي يبتنى عليها الميزان الجامع وهي سبعة أبواب
ا في رؤوس مسائل مراكز الأثقال لابن الهيثم البصري وأبي سهل الكوهي ط
ب في رؤوس مسائل أرشميدس ا
جـ في رؤوس مسائل أقليدس ب
د في رؤوس مسائل مانالاوس ا
هـ في ذكر مسائل متفرقة في الثقل والخفة جـ
و في مسائل السفينة ومقدار غوصها جـ
ز في مقياس المائعات لفوفس الرومي و
أبوابها المقالة الثانية فصول الكتاب
في بيان الوزن واختلاف أسبابه لثابت وفي مقدمات مراكز الأثقال وصنعة القفان للمظفر الاسفزاري خمسة أبواب
ا في كيفية الوزن واختلاف أسبابه لثابت بن قرّة و
ب في بيان مراكز الأثقال د
جـ في موازاة عمود الميزان سطح الأفق هـ
د في صنعة القفان وأرقامه والعمل به هـ
هـ في تحويل القفان المرقوم من وزن إلى وزن و
أبوابها المقالة الثالثة فصول الكتاب
في النسب بين الفلزات والجواهر في الحجم لأبي الريحان محمد بن أحمد البيروني في خمسة أبواب
ا في نسب الفلزات الذاتية وأوزانها بالرصد والاعتبار و
ب في رصد الجواهر الحجرية ونسب بعضها إلى بعض في الحجم د
جـ في رصد أشياء يحتاج إليها أحياناً ب
د في رصد ماء ذراع مكعب وزنه حجم ذراع من الفلزات وزنه ملء الأرض ذهباً جـ
هـ في دراهم تضاعيف بيوت الشطرنج وحصرها في الأوعية وحرزها في خزانة وذكر العمر الذي ينفق فيه ب
أبوابها المقالة الرابعة فصول الكتاب
في ذكر موازين الماء التي ذكرها الحكماء المتقدمون والمتأخرون وأشكالها والعمل بها خمسة أبواب
ا في ميزان أرشميدس حكاه مانالاوس والعمل به د
ب في ميزان مانالاوس والطرق التي ميّز بها بين الفلزات المركبة جـ
جـ في تفسير قول مانالاوس الحكيم في أوزان الفلزات ب
د في ذكر الميزان الطبيعي لمحمد بن زكريا الرازي جـ
هـ في ميزان الماء على الوجه الذي ذكره الإمام عمر الخيامي والعمل به والبرهان عليه د
أبوابها المقالة الخامسة فصول الكتاب
في صنعة ميزان الحكمة وتركيبه وامتحانه وتعريفه في أربعة أبواب
ا في صنعة أعضائه كما أشار إليه المظفر بن إسماعيل الاسفزاري د
ب في تركيبها وتركيب تعليق الأعضاء منه د
جـ في تعريفه و ذكر أسمائه أعضائه مفصلاً د
د في امتحانه و تدارك ما وقع ويقع للوزان فيه و
أبوابها المقالة السادسة فصول الكتاب
في اتخاذ الصنجات المخصوصة ثم كيفية العمل به والتمييز بين الفلزات المختلطة بالمنقلتين
  • أولاً وتمييز كل واحد منهما علما بأهون سعى وتعيينهما
  • ثانياً بحساب وزنه أثمان الجواهر

وهي عشرة أبواب

ا في اتخاذ الصنجات المخصوصة به خفة وثقلاً ا
ب في تعديل ميزان الحكمة وكيفية وزن الأشياء به وتعداد وجوه الوزن ا
جـ في كيفية إثبات مراكز الفلزات والجواهر عليه بالرصد والجدول ا
د في معرفة تحقيق الفلزات باستعمال المنقلتين والجواهر المفردة أو المفردة الملونة وتمييز المركبة بعضها من بعض من غير سبك ولا تخليص بأهون سعى وأقرب وقت إذا كانت مركبة مثنى دون ما ندّ عليه جـ
هـ في التمييز بينها بالحساب من استعمال المنقلة بأوضح سبيل وأسهل حساب والبرهان عليه و
و في نسب الفلزات في وزني الهوائي والمائي والحجم إذا استويا في الوزن بعضهما إلى بعض بالحساب المحض دون استعمال الميزان ب
ز في غرائب المسائل ب
ح في معرفة وزن الفلزين في الهواء إذ استوى وزنهما في الماء ب
ط في غرائب المسائل ومعرفة عن الفلز من وزنه وعكسه جـ
ي في ذكر قيم الجواهر في الأيام الخالية ذكرها أبو الريحان ا
أبوابها المقالة السابعة فصول الكتاب
في ميزان الصرف وتقويمه على كل نسبة مفروضة ووزن الدراهم أو الدنانير بصنجات أختها ومعرفة الصرف وقيمة كل فلز وجوهر من غير واسطة الصنجات وتركيبه على نسبة السعر والمسعّر والثمن المثمن وتقويم الأشياء به

وهي ثمانية أبواب

ا في ذكر النسب وما يحتاج إليها في المعاملات ز
ب في تقويم ميزان الصرف وتعديله ب
جـ في أوزان الدراهم أو الدنانير بصنجات أختها ا
د في الصرف ومعرفة القيم من غير واسطة الصنجات جـ
هـ في مسائل دار الضرب وغرائب مسائل الصرف د
و في ميزان الدراهم والدنانير من غير واسطة الصنجات د
ز في ميزان الأرض وتسوية وجهها على موازة السطح الأفقي ووجوه الحيطان جـ
ح في القسطاس المستقيم والوزن به من حبّة إلى ألف درهماً و ديناراً بثلاث رمانات د
أبوابها المقالة الثامنة فصول الكتاب
في ميزان الساعات خمسة أبواب
ا في صنعة عموده وما عليه من الحساب ب
ب في صنعة خزانة الماء أو الرمل وما يتصل بها د
جـ في الرقوم والرمانات الثلاث هـ
د في معرفة الساعات و كسورها د
هـ في صنعة الميزان اللطيف والعمل به للأزمان وكسورها ا
الـجـمـال
المقالات الأبواب الفصول
ثماني تسعة وأربعون مائة واحد وسبعون

ونشرع في القسم الأول من الكتاب متوكلين على الله، ومصلين على نبيه محمد وآله، وهذا القسم يشتمل على أربع مقالات نذكرها مفصلة مشروحة، إن شاء الله تعالى.

المصادر

[عدل]