كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب العلم/باب رفع العلم
باب رفع العلم
مسلم: حدثنا شيبان بن فروج، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو التياح، ثنا أنس ابن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: " من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا ".
قال مسلم: وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، سمعت قتادة يحدث، عن أنس بن مالك قال: " ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله ﷺ، لا يحدثكم أحد بعدي سمعه منه، إن من أشراطها أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد ".
قال مسلم: وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا ويع كوأبي قالا: ثنا الأعمش.
وحدثني أبو سعيد الأشج - واللفظ له - ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن أبي وائل قال: كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى الأشعري فقالا: قال رسول الله ﷺ: " إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج، والهرج: القتل ".
قال مسلم: وحدثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنا أبا هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " يتقارب الزمان ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج. قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل ".
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري بهذا الإسناد " يتقارب الزمان، ويقبض العلم " ثم ذكر مثله.
النسائي: أخبرنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، سمعت الليث بن سعد يقول: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك الأشجعي " أن رسول الله ﷺ نظر إلى / السماء يوما، فقال: هذا أوان يرفع العلم. فقال رجل من الأنصار - يقال له لبيد بن زياد -: يا رسول الله، أيرفع العلم، وقد أثبت ووعته القلوب؟ فقال له رسول الله ﷺ: إني كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة. وذكر له ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله. قال: فلقيت شداد بن أوس، فحدثته بحديث عوف بن مالك، فقال: صدق عوف، ألا أخبرك بأول ذلك يرفع؟ قلت: بلى. قال: الخشوع حتى لا ترى خاشعا ".
قال الترمذي في هذا الحديث: " هذا أوان يختلس العلم حتى لا يقدروا منه علي شيء " رواه عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ وقال: هذا حديث حسن غريب، ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث، لا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان.