كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب العلم/باب القراءة والعرض على المحدث
باب القراءة والعرض على المحدث
البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، ثنا الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، أنه سمع أنس بن مالك يقول: " بينما نحن جلوس مع النبي ﷺ في المسجد دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد، ثم عقله، ثم قال: أيكم محمد؟ والنبي ﷺ متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: ابن عبد المطلب. قال: قد أجبتك. فقال الرجل للنبي ﷺ: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك. فقال: سل عما بدا لك. فقال: اسألك بربك ورب من قبلك الله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله الله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله الله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي ﷺ: اللهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول الله من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر ". رواه موسى وعلي بن عبد الحميد، عن سليمان، عن ثابت، عن أنس، عن النبي ﷺ بهذا.
ما جاء في المناولة
الطحاوي - وهو أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك ابن سلمة بن سليم بن خوات الطحاوي الأزدي ثم الحجري -: حدثنا ابن أبي داود، ثنا المقدمي، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، ثنا الحضرمي، عن أبي السوار، عن جندب بن عبد الله " أن النبي ﷺ بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة _ او عبيدة بن الحارث - فلما مضى لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله ﷺ فجلس، وبعث عبد الله بن جحش، وكتب له كتابا، وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان / كذا وكذا، وقال: لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير، فلما بلغ المكان، قرأ الكتاب فاسترجع، وقال: سمعا وطاعة لله ولرسول الله ﷺ. قال: فرجع منهم رجلان، ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه، ولم يدروا ان ذلك اليوم من رجب أو من جمادى، فقال المشركون: قتلتم في الشهر الحرام. فقال الله - عز وجل -: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير} الآية، وقال المشركون: إن لم يكن وزر فليس لكم أجر، فأنزل الله - عز جل -: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله} إلى آخر الآية ".