تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٦-
منھاج العرب في استعرابھا لا كما يلفظھا أھلھا. فنقول مثلاً باريس أو باريز لا «باغي»، ونقول «إنكلترة» لا «إنجلاند» ،ونقول ألمانيا لا «دويتشالند» ، ونقول النمسا لا «أوستيّرايخ»، ونقول موسكو لا «موسكفا»، وبراغ لا «براھا» ،ولاھاي لا «دِنھاخ»، والسويد والنرويج لا «سفيريغه» و«نورغه» ،وبكين لا «بيجينغ» ،والأرجنتين لا «أرجنتينا» والمكسيك لا «ميخيكو» واليونان لا «إيلَّاس» ،وھكذا ..وعلى ھذا فقد رَسمنا الباء الفارسية «P» التي بين الباء والفاء «باءً» ،والفاء «V»التي بين الواو والفاء «فاءً». أما الحرف المُشْكِل الذي بين الكاف والقاف «G» فقد نقله العرب الأقدمون غيناً في الغالب وھذا ھو الذي اعتمدناه ،أما نَقْلُهُ جيماً فغيرُ منطقيّ، لأن معظم الشعوب العربية تلفظ الجيم إما جيماً معطشة «g» إلا سكان جنوب اليمن والقاھرة وبعض القبائل البدوية، وھم قِلَّةٌ لا تتجاوز عُشْرَ الفريقَيْن الثاني والثالث .ونُطْقُ ھذه المعرَّبات بالجيم المعطشة أو المخفَّفة قبيح. | |
(١٥) | على الرَّغم من أن المَعجم قد ضُبِطَ بالشكل (التشكيل) ضبطاً يُبعد اللَّبْس ،فقد أخذنا في الاعتبار صعوبة توافُر الشكل في المَطابع والمَناسخ ،فأكثرنا من استعمال الأحرف اللَّيِّنة في الكلمات المُعرَّبة حتى لا يَلتبس اللفظ ،واستغنينا عنھا إذا لم يكن ثَمَّة التباس، ولم نتحرَّج – في استعمال ھذه الأحرف اللَّيِّنة – من التقاء الساكَنيْن ،فالمَدُّ اللازم في القرآن الكريم يلتقي فيه حرف اللين بحرف ساكن يُولِّف الجزء الأول من الحرف المُشدَّد .ولن نَجِدْ حاجة لِبَدْء بعض الكلمات الساكنة الأوَّل بألِف ،مكتفين بالاختلاس في نُطْق ھذا الحرف الساكن. |
(١٦) | تَصرَّفنا في صِيَغ النسبة، للتمييز أو منع اللَّبْس ،كما استجزنا النسبة إلى المُفرَد والجمع .فالنسبة باب شذوذ وتغيير ،وجُلُّ التغيير الذي يَحدث فيھا مَرَدُّهُ إلى ضرورةالدِّقَّة العلمية في التفريق بين منسوب ومنسوب .ومن أمثلة ذلك ضرورة النسبة إلى الجمع بلا حَرَج للتمييز مثلاً بين ما ھو منسوب إلى مجموعة الدول وھذا ھو «الدُّوَلي» وبين ما ھو منسوب إلى الدولة من حيث ھي كيان أو إلى مُؤسَّساتھا ،وھذا ھو «الدَّوْلي». وقُلْ مثل ذلك في قولھم :وظائفي ،وأحيائي ، وحشراتي ،ودواجني ،وأخلاقي، وجراثيمي ...كما قالت العرب من قَبْل :أعرابي ،وأنصاري ... وقد أجاز مَجمع القاھرة النَّسب إلى جمع التكسير عند الحاجة كإرادة التمييز أو نحو ذلك(٨). |
(١٧) | واستعملنا أكثر من صيغة واحدة من صِيَغ النسبة للتفريق بين المُتشابِھات .فقلنا «بيضي» مثلاً لما نريد نسبته إلى مادَّة البيضة ،وقلنا «بيضوي أو بيضاوي» لما نريد نسبته إلى شكل البيضة ،وقلنا «بيضاني» لشكل يُشبه شكل البيضة ولكنه لا يطابقه ،وھكذا. وقُلنا مثل ذلك في التفريق بين النسبة إلى «النواة الحمراء» فقلنا «حمرائي» والنسبة إلى الكرية الحمراء فقلنا «حمراوي»؛ وكذا التفريق بين النسبة إلى «النواة السوداء» فقلنا «سودائي» والإشارة إلى المزاج الذي ندعوه المزاج «السوداوي». وقد جاء في «الھَمْع» من باب النَّسَب ما نصّه(٩): «وتقلب أيضاً واواً ھمزةٌ أُبْدِلَتْ من ألف التأنيث ،فيقال في (حمراء وصفراء) :حمراوي وصفراوي .ومن العرب مَن يقول: حمرائي وصفرائي |