انتقل إلى المحتوى

صفحة:Manhajīyah al-Muʻjam al-ṭibbī al-muwaḥḥad (2004).pdf/5

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
‫‪-٥-‬‬
‫أعجمية دخيلة‪ ،‬دخلت في العربية‪ ،‬وحكت هيئتها، ‬ونطقت بھا العرب بلسانھا‪ .‬قال أبو‬ ‫ھلال العسكري في «التلخيص»: «‬والكلمة الأعجمية إذا عُرِّبت فھي عربية! لأن العربيَّ‬ ‫إذا تكلّم بھا مُعرَّ‫بةً لم يُقَل إنه يتكلم بالعجميَّة!»(٦) وقال الشوكاني في «إرشاد الفحول‬» ‫في حديثه عن المُعرَّب ھل ھو موجود في القرآن أم لا: «... ‪ وقد أجمع أھل العربية‬ ‫على أن العُجْمة علَّةٌ من العِلَل المانعة للصرف في كثير من الأسماء الموجودة في‬ ‫القرآن ‪ ...‬وفي القرآن من اللغات الرومية والھندية والفارسية والسريانية ما لا يجحده‬ جاحد ولا يخالف فيه مخالف»‬‬(٧).
(١١) حرصنا في استعراب الكلمة على أن نضعھا في صيغة يَسھل جمعھا والنِّسبة إليھا‬ ‫والاشتقاق منھا‪ ،‬وفضَّلنا عَدَم استعرابھا إن لم تَتحقَّق فيھا ھذه الشروط‪.‬‬
(١٢) اعتبرنا المُصطلَح المُعرَّب عربياً‪ ،‬َيَخضع لِقَواعد اللغة العربية، ‬ويَجوز فيه الاشتقاق‪،‬‬ ‫وأدخلنا فيه أدوات البدء والإلحاق‪.‬‬
(١٣) التزمنا في ھذه الكلمات الدخيلة أو المستعربة أن نختار اللفظ الأسهل من بين مُختلِف‬ ‫اللغات الأجنبية‪ ،‬ولا سيَّما اللاتينية والإنكليزية والفرنسية‪ ،‬لنقله إلى العربية بأخفِّ ما‬ ‫يمكن على اللسان العربيّ‪ ،‬دون التزام لغة أجنبية واحدة‪ .‬فقلنا مثلاً في مُصطلَح الكيمياء‬ «ھيدروكسيد» لا «ھايدركسايد» وقلنا «يورانيوم» لا «أورانيوم» وقلنا «بزموت» لا «بِزْمَ‬‫ث‬ْ» وقلنا «ليباز» «لايبيز» و«كيناز» لا «كاينيز» وھكذا ‪ ...‬وسَعَينا إلى الانسجام قَدْرَ‬ ‫الإمكان‪ ،‬فقلنا «فيزيولوجيا» لا «فيسيولوجيا» لأننا قلنا «الفيزياء» ولم نقل «الفيسياء». ‬كما‬ ‫َحَرَصنا في نھاية الكلمات على التمييز بين اسم العِلْم وبين ما يُن‬‫سَب إليه‪ ،‬فقلنا ‫«الجيولوجيا» و«الباثولوجيا» مثلاً بالألف‪ ،‬وقلنا «الطبقات الجيولوجية» و«التغيُّرات‬ ‫الباثولوجيَّة» بالتاء‪.‬‬
(١٤) لم نجد داعياً لاستعمال حروف غير الحروف العربية‪ ،‬وإنما نقلنا الحرف إلى أقرب‬ ‫حرف عربي إليه‪ .‬فالأمم الأخرى لم تَخترع حروفاً جديدة لرسم ما تَقْتَرِضُه من لغات‬ ‫أخرى، ‬وإنما تكتب الحرف بأقرب حرف إليه من لغتھا وَتلفظه كذلك‪ .‬فالإغريقية مثلاً‬ ‫تنقل الدال «ذلتا» والباء «فيتا» ولا تبتكر أي حرف جديد؛ وقل مِثْلَ ذلك في سائر‬ ‫اللغات‪ .‬أضِفْ إلى ذلك أنه لم يُتَّفَقْ بَعْدُ على أمثال ھذه الحروف ولو كانت قليلة اللھمَّ‬ ‫إلا الباء الفارسية التي بين الباء والفاء، إذ يَفھمھا الناس‬ ‫منقوطةً بثلاث من أسفل‪ ،‬ولكن‬ قلَّ من الناس من يَنطقھا كما يَنطق بھا الأعاجم‪ ،‬حتى أولئك الذين يتكلمون الإنكليزية أو‬ ‫الفرنسية ِمنْ قَوْمنا فإنَّ كثيراً منھم ينطقون «الباء» باءً في الكلام الأعجمي نفسه! أما‬ ‫الحرف الذي يقابل حرف «V» الأعجمي ‫فيَرسمه بعضُ المشارقة فاءً فوقھا ثلاث نقط‪،‬‬ ولكن المَغاربة يستعملون ھذه الفاء المنقوطة بثلاثٍ‬ من فوق للدلالة على الحرف الذي‬ ‫يقابل حرف «G» ‬الأعجميّ، ‬وھو الذي يستعمل له القاھريّون الجيم غير الم‫ُعطَّشة‪،‬‬ ‫ويرى بعضھم أن يَستعمل له الكاف الفارسية التي لھا ‫خطَّان من فوق‪ .‬ثم إننا في‬ ‫استعمالنا الشائع لا نفعل ذلك‪ .‬فنحن نلفظ كثيراً من أسماء البلدان والمدن مثلاً على‬