انتقل إلى المحتوى

صفحة:Manhajīyah al-Muʻjam al-ṭibbī al-muwaḥḥad (2004).pdf/4

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
‫‪-٤-‬‬
(٧) ‬ثبَّتنا سوابق ولواحق وحرصنا على الالتزام بها، وذكرناھا في ملحق المعجم، والتزمنا‬ ‫قدر الإمكان بالصِّيغ القياسية‪ ،‬ولا سيَّما ما أقرَّته المجامع‪.‬‬
(٨) ‫لم نجد حرجاً في الخروج على مألوف اللغة للضرورة العلمية(٣). فأجزنا مثلًا ‫كالبصريِّين‬ ‫صرف ما لا ينصرف، وأجزنا مع الكوفيِّين‬، ‫ترك صرفِ ما ينصرف؛‬ ‫وأجزنا مع البصريِّين قَصْرَ الممدود لأن الأصل ھو القصر فالرجوع إلى الأصل‬ ‫مقبول‪ ،‬وأجزنا مع الكوفيِّين مَدَّ المقصور لأنه عندھم من باب إشباع الحركات في‬ ‫الضرورة‪ .‬واقتدينا بالكوفيِّين حين أجازوا قلب الياء الأصليّة واواً‪ ،‬فصغَّروا «شيخاً»‬ على «‫شُوَيْخ»‪ ،‬كما أجازوا قلب الألف المنقلبة عن ياء‪ ،‬واواً‪ ،‬كما في «ناب» و«نُوَيْب»‪ ،‬‬‫مُستَدِلِّين لذلك بأنه سُمِعَ «بُويضة» تصغيراً للبيضة‪ ،‬وقالوا كذلك «عُوَينة» في تصغير‬ ‫العين‪ .‬وأخذنا بما ورد في حديث شريف في تفسير قوله تعالى‪) :‬وعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّھَا)‫‪ :‬علَّمه حتى القصعة والقُصَيْعة والفَسْوة والفُسَيْوة‪ ،‬فقلنا «الكُلَيْوة» تصغيراً للكلوة‬ ‫لأن «الكُلَيَّة» لا تُقرَأ إلا «كُلْية» أو «كُلِّية». وھكذا‪ ..‬واقتدينا بمَجمع القاھرة حين أقرّ‬ ‫صيغة «تَمَفْعَل» بتَوَھُّم أصالة الميم‪ ،‬فصغنا ألفاظاً من مثل تَمَحْوَرَ وتَمَرْكَز وتَمَفْ‫صَل‪...‬ ‫إلخ‪ ..‬وحين أجاز لحوق التاء بالأسماء على أنھا فيھا للدلالة على ‫الوَحْدة أو التأكيد‪،‬‬ ‫كقولنا‪ :‬اللوحة والكيسة والنجمة والجيبة وما إلى ذلك‪.‬‬
(٩) لجأنا أحياناً إلى النَّحت أو التركيب المَزجيّ، ‬إذا كانت اللفظة المنحوتة‬ ‫مفھومة مقبولة‪،‬‬ ‫شائعة‪ ،‬أو منسوبة؛ وفضَّلنا في كثير من الأحيان ترجمة الكلمة الأعجمية بكلمتَيْن‬ عربيَّتَيْن أو أكثر، إذا كان ذلك أصلحَ وأدَلَّ على المعنى من نحت كلمة يَمجُّھا الذَّوْق‬ ‫ويَستغلق فيھا المعنى‪ .‬وراعينا في المُركَّبات المّزْجِيّة التي تُعتبَر مُصطلَحات أن تُجْعَلَ‬ ‫اسماً واحداً، ‬إعراباً وبناءً‪ ،‬بحيث لا يُعْرَبُ الجزء الأول من مُصطلَح «الاثنا عَشَريّ» مثلاً‪ ،‬وإنما يَحتفظ ھذا المصطلح بشكله في جميع أحواله‪ .‬وبَنَيْنا الجزء الأول من‬ ‫المركَّب المزجي على الفتح دائماً فقلنا ‫«القشرَ كظريّ» و«‫النصفَ قُطريّ»؛ واستعملنا «لا» النافية مع الاسم المفرد إذا شاعت وقَبِلها الذوق‪ ،‬كقولھم «اللإرادي» و«اللانھاية»‪.‬‬
(١٠) لم نَجِد حَرَجاً في استعمال الكلمات الدخيلة «الأعجمية المُعرَّبة» حين اللزوم‪ ،‬ولا سيَّما‬ ‫حين يَ‬‫تعذَّر العثور على لفظة عربية تُ‫قابل اللفظة الأجنبية، أو يَتعذَّر إيجاد لفظة عربية‬ ‫تفيد معناھا بوسائل الاشتقاق المعروفة(٤)، أو حين تكون الكلمة العربية الم‫ُقتَرحة أشدُّ‬ عُجْمَةً من الكلمة الدخيلة، ‬أو يكون اللفظ مما اشتھر وشاع استعماله‪ ،‬أو يكون من‬ ‫الألفاظ التي اكتسبت صفة العالمية بدخوله كما ھو في كل لغات العالم أو جُلِّھا‪.‬‬ ‫فالكلمات التي تَنطق بھا العرب كالعرب نَفْسھا‪ ،‬منھا كلمات عاربة‪ ،‬كالعرب العاربة‪،‬‬ ‫وھم الخُلَّصُ منھم، ‬ومنھا كلمات مُعرَّبة أو م‬‫ُستعربة‪ ،‬كالعرب المستعربة وھم الدخلاء‬ ‫الذين ليسوا بخُلَّص. ‬قال الليث‪ :‬«والعرب المستعربة ھم الذين دخلوا فيھم بَعْدُ‬ ‫فاستعربوا». وقال الأزھري: «الم‬‫ُستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب لتكلَّموا‬ ‫بلسانھم ‫وحَكَوْا ھيئاتھم وليسوا بصرحاء فيھم»(٥). فھذه الكلمات المستعربة كذلك‬