على الجديد إلا إذا شاع الجديد؛ وتفضيل الكلمة الواحدة على الكلمتين فأكثر إذا أمكن ،فإذا لم يمكن فُضِّلت الترجمةالحرْفية؛ ووجُوب الاقتصار بقَدْر الإمكان في المُصطلَحات العلميّة والتقنية على اسم واحد خاص لكل معنى، و(٧) استعمال لا النافية مُرَّكبة مع الاسم المُفرَد إذا وافق ھذا الاستعمال الذوق ولم يَنفر منه السَّمْع ،و( (٨جواز النَّحت والتركيب المَزجيّ عندما تُلجئ الضرورة العلمية إليه، و(٩) جواز جمع المَصدر عندما تختلف أنواعه ،و(١٠) ترجمة اللاحقة الدالَّة على التشبيه بالنَّسَب مع الألف والنون ...وغيرُ ذلك كثير. فكانت اللَّجنة تَعمِد قبل كل شئ ،إلى تحرِّي لفظ عربيّ يُؤدِّي معنى اللَّفظ الأعجميّ ،من بين الألفاظ العلميّة المَبثوثة في المَعاجم العربيّة ،أو المُستعمَلة في الكتب العلميّة القديمة ،مُفضِّلةً في ذلك الصالح مِن الأقدم على الصالح ممّا يليه في القِدَم، ابتداءً بأطبّاء العرب الأقدمين في صدْر الحضارة العربية الإسلامية كالرازي وابن سينا وعلي بن العبّاس ،ثم الذين يَلونھم في مَشرق الدولة العربية الإسلامية ومغربھا ،ثم ما استعمله الأساتذة الترك في عھد الدولة العثمانية إذْ كانت مصطلحاتھم كلھا عربية أو تكاد ،وما استعمله أساتذة كليّة الطب في أبي زعبل ثم قصر العيني زَمَنَ محمد علي ،ثم ما استعمله أساتذة الجامعة الأمريكية في بيروت أيامَ كانت تُدرِّس الطب بالعربية ،ثم ما استعمله أساتذة الجامعة السورية – جامعة دمشق – في مَطالع ھذا القرن، ثم ما أقرَّه مَجمع اللغة العربية بالقاھرة.
وإذا كان اللفظ الأعجميّ جديداً لم تَجد له اللجنة مُقابلاً في لغة الضاد، ترجمَتْهُ بمعناهُ كُلَّما كان قابلاً للترجمة ،أو ابتكرت له لفظًا عربياً مقارباً ،بالاشتقاق أو المَجاز أو النَّحت أو التركيب المزجيّ، مُستأنِسّةً في ذلك كلّه بما ابتكره السَّلَف، على الترتيب الذي أسلفنا ذِكْره.
وإذا تَعَذَّرَ وضْع لفظٍ عربيّ باللجوء إلى كُلِّ ما تقدَّم ،عَمَدت اللجنة إلى التعريب أو قل: الاستعراب، مراعية قواعده على قَدْر الـمُستطاع .فالعرب حين بدأت بنَقْل العلوم إلى لغتها، لم تقبَلْ أن يكون المُصطَلح َحَجَرَ عثرَةْ في سبيل ھذا النقل .فكان النَّقَلَة يَرْتَجلُون تعريب كثير من الألفاظ التي لم يكونوا يَجدون لھا مقابلاً عربيّاً .ولكنّ العلماء كانوا يتخلّصون شيئاً فشيئاً من كثير من ھذه المُعرَّبات المُرْتَجَلة كلَّما وجدوا لفظةً عارَبة تصلح لھا .فقد قالوا «الأوُرطي» مثلاً ليقابلوا بذلك شريان الجسم الأعظم ،ثم وجدوا أن «الأبھر» يصلح لتأدية ھذا المعنى فأحلّوه محلّه .كذلك قالوا «الباريطون» لذلك الغشاء الذي يُغلِّف أحشاء البطن ثم وجدوا أن لفظة «الصِّفاق» تَصلح لذلك فأحلّوھا محلّه ،بل دخلت لفظة الصفاقُ مَلَتَّتَة في اللغات الأجنبية وبقيت مُستعَملةً فيھا بھذا المعنى إلى عھد قريب فأنت تجدھا ھكذا «siphac» في طبعة معجم «دورلاند» قبل ثلاثين سنة ،وفي شرحھا :«اسم للبريتون لم يَعُدْ يستعمل»(٢).
وفي ما يلي خلاصة لأھم الأسس التي جَرَيْنا عليھا في عملنا المعجميّ ،ولاسيَّما في الإخراجة الرابعة للمعجم الطبي الموحَّد وما تفرَّع منه ،علماً بأننا قد استفدنا استفادة كبيرة من الآراء والملاحظات التي وردتنا من مُستخدِمي المُعجَم ،ومن المُصطلَحات التي أَقرَّھا مَجمع اللغة