انتقل إلى المحتوى

صفحة:Manhajīyah al-Muʻjam al-ṭibbī al-muwaḥḥad (2004).pdf/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
‫‪-٢-‬‬

‫على الجديد إلا إذا شاع الجديد؛ وتفضيل الكلمة الواحدة على الكلمتين فأكثر إذا أمكن‪ ،‬فإذا لم‬ ‫يمكن فُضِّلت الترجمة‬الحرْفية؛ ووجُوب الاقتصار بقَدْر الإمكان في المُصطلَحات العلميّة‬ ‫والتقنية على اسم واحد خاص لكل معنى، و(٧) استعمال لا النافية مُرَّكبة مع الاسم الم‫ُفرَد إذا‬ ‫وافق ھذا الاستعمال الذوق ولم يَنفر منه السَّمْع‪ ،‬و(‪ (٨‬جواز النَّحت والتركيب المَزجيّ عندما تُلجئ الضرورة العلمية إليه‪، ‬و(٩) ‬جواز جمع المَصدر عندما تختلف أنواعه‪ ،‬و(١٠) ‬ترجمة‬ ‫اللاحقة الدالَّة على التشبيه بالنَّسَب مع الألف والنون‪ ...‬وغيرُ ذلك كثير‪. ‬‬ فكانت اللَّجنة تَعمِد قبل كل شئ‪ ،‬إلى تحرِّي لفظ عربيّ يُؤدِّي معنى اللَّفظ الأعجميّ‪ ،‬من بين‬ ‫الألفاظ العلميّة المَبثوثة في المَعاجم العربيّة‪ ،‬أو المُستعمَلة في الكتب العلميّة القديمة‪ ،‬مُفض‬‫ِّلةً‬ ‫في ذلك الصالح مِن الأقدم على الصالح ممّا يليه في القِدَم‪،‬ ابتداءً بأطبّاء العرب الأقدمين في‬ ‫صدْر الحضارة العربية الإسلامية كالرازي وابن سينا وعلي بن العبّاس‪ ،‬ثم الذين يَلونھم في مَشرق الدولة العربية الإسلامية ومغربھا‪ ،‬ثم ما استعمله الأساتذة الترك في عھد الدولة العثمانية‬ ‫إذْ كانت مصطلحاتھم كلھا‬ ‫عربية أو تكاد‪ ،‬وما استعمله أساتذة كليّة الطب في أبي زعبل ثم قصر‬ ‫العيني زَمَنَ محمد علي‪ ،‬ثم ما استعمله أساتذة الجامعة الأمريكية في بيروت أيامَ كانت تُدرِّس‬ ‫الطب بالعربية‪ ،‬ثم ما استعمله أساتذة الجامعة السورية – جامعة دمشق – في مَطالع ھذا القرن‪،‬‬ ‫ثم ما أقرَّه مَجمع اللغة العربية بالقاھرة‪.‬‬

وإذا كان اللفظ الأعجميّ جديداً لم تَجد له اللجنة مُقابلاً في لغة الضاد، ‫ترجمَتْهُ بمعناهُ كُلَّما كان‬‬‬ ‫قابلاً للترجمة‪ ،‬أو ابتكرت له لفظًا عربياً مقارباً‪ ،‬بالاشتقاق أو المَجاز أو النَّحت أو التركيب‬ المزجيّ، مُستأنِسّةً في ذلك كلّه بما ابتكره السَّلَف، على الترتيب الذي أسلفنا ذِكْره‪.‬‬

وإذا تَعَذَّرَ وضْع لفظٍ عربيّ باللجوء إلى كُلِّ ما تقدَّم‪ ،‬عَمَدت اللجنة إلى التعريب أو قل‪:‬‬ ‫الاستعراب، ‬م‬راعية قواعده على قَدْر الـمُستطاع‪ .‬فالعرب حين بدأت بنَقْل العلوم إلى لغتها، لم ‫تقبَلْ أن يكون المُصطَلح َحَجَرَ عثرَةْ في سبيل ھذا النقل‪ .‬فكان النَّقَلَة يَرْتَجلُون تعريب كثير من‬ ‫الألفاظ التي لم يكونوا يَجدون لھا مقابلاً عربيّاً‪ .‬ولكنّ العلماء كانوا يتخلّصون شيئاً فشيئاً من‬ ‫كثير من ھذه المُعرَّبات المُرْتَجَلة كلَّما وجدوا‬ ‫لفظةً‬ ‫عارَبة تصلح لھا‪ .‬فقد قالوا «الأوُرطي» مثلاً‬ ‫ليقابلوا بذلك شريان الجسم الأعظم‪ ،‬ثم وجدوا أن «الأبھر» يصلح لتأدية ھذا المعنى فأحلّوه ‫محلّه‪ .‬كذلك قالوا «الباريطون» لذلك الغشاء الذي يُغلِّف أحشاء البطن ثم وجدوا أن لفظة «الصِّفاق» تَصلح لذلك فأحلّوھا محلّه‪ ،‬بل دخلت لفظة الصفاقُ مَلَتَّتَة في اللغات الأجنبية وبقيت‬ ‫مُستعَملةً‬ فيھا بھذا المعنى إلى عھد قريب فأنت تجدھا ھكذا «siphac» في طبعة معجم «دورلاند» ‫قبل ثلاثين سنة‪ ،‬وفي شرحھا :«‬اسم للبريتون لم يَعُدْ يستعمل»(٢)‬.

‫*****‬

‫وفي ما يلي خلاصة لأھم الأسس التي جَرَيْنا عليھا في عملنا المعجميّ‪ ،‬ولاسيَّما في الإخراجة‬ ‫الرابعة للمعجم الطبي الموحَّد وما تفرَّع منه‪ ،‬علماً بأننا قد استفدنا استفادة كبيرة من الآراء‬ ‫والملاحظات التي وردتنا من مُستخدِمي الم‫ُعجَم‪ ،‬ومن المُصطلَحات التي أَقرَّھا مَجمع اللغة‬