انتقل إلى المحتوى

صفحة:Manhajīyah al-Muʻjam al-ṭibbī al-muwaḥḥad (2004).pdf/1

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
‫منهجية المعجم الطبي الموحد‬
‫الطبعة الرابعة‬

‫الم‫ُعجَم الطبِّيّ المُوحَّد وما اشتق منه من معاجم موحِّدة‪ ،‬في الصيدلة وطب الأسنان وغيرھما، ‬مَعْلمٌ من المَعالم المُھمَّة على دَرْب تعريب العلوم الصحيَّة في العصر الحديث‪.‬‬ ‫ونعني بتعريب العلوم الصحية نقلَھا إلى اللسان العربيّ‪ ،‬والتَّفاعُل معھا من قِبَل الفكر العربيّ‪،‬ ‫واستيعابھا من قِبَل عامَّة العرب وخاصَّتھم، ‬كلٌّ بِحَسْبه. وقد وَضَعته، أوَّلَ ما وضعته، ‫لجنةٌ ألَّفھا‬ ‫‬‬‬اتحاد ‫الأطباء العرب سنة‬ ‫ستّ وستِّين‪ ،‬ثم تَحوَّلت إلى لجنة المُصطَلحات الطبية‬ العربيّة في منظمة الصحة العالمية‪ ،‬بطلب من اتَّحاد الأطباء العرب ومن مجلس وزراء الصحة‬ ‫العرب‪ .‬وضمَّت اللجنة في مرحلتَيْھا عدداً من «المؤمنين بوجوب التوحيد الـمُتمِّكنين من المعرفة‬ ‫بالطبّ واللغة‪ ،‬من الأقطار التي فيھا كُلِّياتُ ‫طب وطنية راسخة القدم»(١). ‬وكان منھم عدد من‬‫ ‫المَجمعيِّين الأعضاء في عدَّة مجامع لغويّة عربية في وقت واحد‪ ،‬وفي طليعتھم فقيدا العلم‬ ‫والفضل والطبّ واللغة، ‬الأستاذان الجليلان «حسني سَبَح» و«محمد أحمد سليمان» تغمَّدھما الله‬ ‫بواسع رحمته وأحسن مَثُوبَتَھما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد سارت اللجنة في عملھا م‫ُستھدية بما سار عليه السابقون‪ ،‬من النَّقَلَة في صدر الإسلام، ‬والتابعين لھم بإحسان حتى عصر النھضة الحديثة، وبما وَضعته مَجامع اللغة العربية من قواعد‪،‬‬ ‫وبما اتَّخذه الذين علَّموا الطب في العصر الحديث بالعربية من ضوابط‪ ،‬ألزموا بھا أنفسھم‬ ‫وساروا عليھا‪.‬‬

‫فمِمّا سار عليه النَّقَلَة الأقدمون‪ (١) :‬تَحوير المعنى اللغويّ القديم للكلمة العربية‪ ،‬وتضمينھا‬ المعنى العلمي الحديث، و(٢)‬ اشتقاق كلمات جديدة من أصول عربية أو مُعرَّبة للدلالة على‬ ‫المعنى الجديد، ‬و(٣) ‬ترجمة كلمات أعجمية وعَدُّھا صحيحة.

‫وممّا وَضعته المَجامع ‪ -‬ولا سيَّما مَجمع القاھرة ‪ -‬من قواعد‪ (١) :‬التوسُّع في الـمُولَّد من الكَلِم ولا سيَّما ذلك القسم الذي جرى فيه المُولِّدون على أقْيسة‬ كلام العرب‪ ،‬من مجاز أو اشتقاق أو‬ ‫نحوھما‪ ،‬كاصطلاحات العلوم والصناعات وغير ذلك‪ ،‬وحكمه أنه عربيّ سائغ‪ ،‬و(‪ (٢‬إجازة‬ ‫استعمال بعض الألفاظ الأعجمية – عند الضرورة – على طريقة العرب في تعريبھم‪،‬ و(٣)‬ ‫الاتِّفاق على قياسيّة عدد من ال‫صِّيغ الاشتقاقية المُھمَّة كصيغة فِعَالة للحِرَف أو شبھھا‪ ،‬وصيغة‬ مَفْعَلَة للمكان الذي تكثر فيه الأعيان، ‬وصيغَتيْ فُعَال و فَعَل للمَرَض‪ ،‬وصيغة فَعَلان لما يدّل على تقلُّب واضطراب‪ ...‬وغيرُھا كثير، و(٤) ‬إقرار قياسيّة المَصادر الصِّناعية‪ ،‬بأن يُزاد على الكلمة‬ ‫ياء النسب والتاء، و(٥‬) إجازة الاشتقاق من أسماء الأعيان – للضرورة – في لغة العلوم، و(٦) ‫تفضيل العربيّ على المُعرَّب القديم إلا إذا اشتھر المُعرَّب؛ وتَفضيل المُصطَلح العربيّ القديم‬