انتقل إلى المحتوى

صفحة:Khadījah Umm al-Muʼminīn (Dār al-Fikr al-ʻArabī, 1948).pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

والذي نفسي بيده انه أول من هاجر بعد ابراهيم ولوط .

وأفاقت قريش وعامت بنبأ هؤلاء الذين خلصت أبدانهم وأرواحهم من الطغيان والبغى ، فخرجوا يقتفون آثارهم ، حتى بلغوا البحر ، فلم يدركوا منهم أحدًا ، وعادوا أدراجهم وقد أخذ منهم الغضب كل مأخذ ، وعقدوا العزم على التنكيل بمن بقى مع رسول الله من المسلمين بمكة .

وأيقنت خديجة أن قريشًا ، لم تعد تحفل كثيرًا بأبى طالب، ولا ببنى هاشم، ولا ببنى المطلب ، وأنها ستتجرأ على النبى ، بعد ان كان أذاها قاصرًا على غيره ، وهي اذا فعلت ، فسوف يتكرر تعرضها له ، وإيذاؤها إياه.

ووقع ما كانت تخشى ، فقد اجتمع أشرافهم ، يومًا في الحجر ، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : مارأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط ، سفه أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وعاب ديننا ، وفرق جماعتنا ، وسب آلهتها، لقد صبرنا منه على أمر عظيم.

وبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله ، فأقبل يمشى ، حتى استلم

-٦٧-