الركن ، ثم مرَّ بهم طائفا بالبيت ، فلما مرَّ بهم ، غمزوه ببعض القول ، ثم مضى .
ولما مرَّ بهم الثانية ، غزوه بمثلها ، ثم مرَّ بهم الثالثة ، فغمزوه بمثلها ، فوقف وقال : أتسمعون يا معشر قريش ، أما والذى نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح .
أخذت القوم كلمته ، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع ، وحتى أن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ، ليرفأ بأحسن ما يجد من الكلام فيقول :
انصرف يا أبا القاسم راشدا ، فو الله ما كنت جهولا ! وإذ كان الغد اجتمعوا في الحجر فقال بعضهم لبعض : ذكرتم ما بلغ منكم ، وما بلغكم عنه ، حتى اذا بادأكم ما تكرهون ، تركتموه .
فبينا هم كذلك ، إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ، فوثبوا اليه وثبة رجل واحد ، وأحاطوا به ، يقولون له : أنت الذى تقول كذا وكذا . لما يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم ، فيقول رسول الله : نعم.. أنا الذى أقول كذلك .
وهنا أخذ رجل منهم بجمع ردائه ، ولوَّاه في عنقه، وخنقه