ويقيموا فيها حتى يجعل الله لهم فرجا مماهم فيه .
وفيما هم ، يتأهبون للرحيل ، سارعت خديجة اليهم ، تشجهم ، وتهون عليهم ، فراق الأهل والوطن، وتعينهم بالمال ، وتفتح لهم خزائن غلاتها ، يتزودون منها ، بما يحتاجون اليه في سفرهم .
وكان أول الذين خرجوا ، عثمان ورقية ، فجهزتهما ، بما يحتاجان اليه وغالبت أمومتها، وكتمت حزنها على فراق ابنتها؛ ولم لا ؟ أليست رقية ابنة رسول الله مثلا يحتذيه المسلمون فى الصبر والجلد ، واحتمال المكاره فى سبيل نشر الدعوة وتثبيتها ؟ ..
ولم تنقطع أم المؤمنين ، عن الدعاء لهؤلاء المهاجرين ، وفيهم ابنتها وابن أخيها الزبير بن العوام ، وقد تسللوا سرا حتى انتهوا الى الشعيبة ، منهم الراكب ، ومنهم الماشى ، ووفقهم الله ساعة جاءوا ، سفينتين للتجار ، حملوهم فيها بنصف دينار .
ودخلت أسماء ، بنت أبى بكر على أبيها وهو مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، بالغار تحمل الطعام اليهما، فسألها النبي : ما فعل عثمان ورقية ؟
فقالت : قد سارا . فالتفت الى أبى بكر وقال :