انتقل إلى المحتوى

صفحة:Khadījah Umm al-Muʼminīn (Dār al-Fikr al-ʻArabī, 1948).pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وكانت خديجة تسمم ما ينهض له زوجها من جلائل وما ييسر على يديه من معضلات القوم، فتفراح ، ويزداد إقبالها على الحياة معه وتعمل كل ما من شأنه أن يسعده ويتلج خاطره ومن كان أسعد من خديجة عند ما علمت أن زوجها استطاع بكلمة منه أن يمنع حربا لا يعلم إلا الله مداها . كانت ستشترك فيها قبائل قريش جميعاً ، فيضنى بعضها بعضا . وما كان قيامها من أجل تأر قديم أو جديد ، ولا كان من أجل خلاف على بثر من الآبار أو دار من الدور ، ولم يكن زياداً عن لاجىء أو لاجئه، أو استرداداً لناقة أو بعير .. وانما كان من أجل أقدس ما عندهم وهو الكمية ، التي يحجون اليها ، والتي آلوا على أنفسهم ألا يشهروا السيف في موسمها . بل كان من أجل أقدس شيء في الكعبة نفسها وهو الحجر الأسود . فقد اجتمعت قريش على إعادة بناء الكعبة ، وقام محمد بنصيبه في هذا العمل الجليل. ولما جاءوا الى الحجر الأسود، اختلفوا في أيهم يكون له فخار وضعه في مكانه . وهو عمل سيذيع بين العرب جميعاً ، يتناقلونه رعيلا بعد رعيل ، تضيفه القبيلة التي سوف تقوم به، الى مآثرها، فيفخر به أبناؤها جيلا بعد جيل ، فليس من العجيب اذن أن