تحتدم الخلاف بين القبائل وأن يتطاير النمرز . وأشار مشير بأن يصدعوا الحكم أول داخل عليهم ، فلما رأوا محمداً يطلع عليهم تنفسوا الصعداء لما يعرفون فيه من نضواج لرأى مع الحصافة . فأحضر ثوباً ونشره، ووضع الحجر عليه ، وطلب من أمير كل قبيلة أن يمسك بطرف من أطرافه ، ورفعوا الثوب الى ما يحاذي موضع الحجر من البناء، فتناوله محمد ووضعه في موضعه ولولا ذلك لكان الحجر الأسود يوماً من أشهر أيام العرب هولا ، وأكثرها للنفوس ..بذلا ... وكان الزوجان على يسارها يعملان بأيديهما في كثير من الشئون ، ترويضاً للنفس ، وتخفيفا عن الخدم، وكانت الدار بهم عامرة ، كانا يعطفان عليهم ويحسنان اليهم وكأنه لا فارق هناك بين السيد وعبده ، ولا بين ربة الدار وامتها .. فازداد هؤلاء الخدم بهما تعلقا ، وفي خدمتهما اخلاصا وتفانيا . ولم يمض طويل وقت حتى أنجبت خديجة له القاسم ففرح به فرح العربى للعقب من الذكور ، فسيحفظ له نسبه وسيبقى اسمه واذا ترعرع صار له وزيراً صديقا . وفرحت خديجة لفرحه، وهى التى أنجبت قبل ذلك من الذكور اثنين . وكانت قابلتها
صفحة:Khadījah Umm al-Muʼminīn (Dār al-Fikr al-ʻArabī, 1948).pdf/34
المظهر