انتقل إلى المحتوى

صفحة:Khadījah Umm al-Muʼminīn (Dār al-Fikr al-ʻArabī, 1948).pdf/28

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

نسطور، وما كان يراه من هذين الملكين اللذين يظلان محمداً وقت الهاجرة..

***

أخذت فكرة الزواج تداعبها بين حين وحين، وهى التى ردت من قبل أيدى أعظم فتيان قريش شرفاً ونسباً، وهى التى حزمت أمرها على تنمية ثروتها وتربية أولادها بعد وفاة زوجها.. وكيف تفكر فى محمد خاصة وهى تكبره بسنين..

تحدثت فى ذلك الى صديقتها نفيسة بنت منية، ولم تكن تخفى عليها أمراً من أمورها أو خلجة من خلجاتها، وأعادت عليها ما سمعت من محمد ومن غلامها ميسرة... وما وجدت من حبه واحترامه. وقصت عليها حلماً قديماً، استحيت أن تذكره فى وقته، فقد كانت نائمة فى مضجعها، اذ هبت من نومها مضطربة أثر حلم رأته.. رأت شمساً عظيمة تهبط الى دارها من سماء مكة. فيغمر ضوؤها ما يحيط به من أماكن وبقاع... وأخبرتها أنها أسرعت الى ابن عمها « ورقة » وقد أصبح حبراً عالماً بتأويل الأحلام وتعبير الرؤيا، وما كادت تفضى اليه برؤياها حتى استبشر وقال:

— ٢٤ —