انتقل إلى المحتوى

صفحة:Khadījah Umm al-Muʼminīn (Dār al-Fikr al-ʻArabī, 1948).pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ستتزوجين يا خديجة، وهذه الأنوار علامة على مجىء خاتم النبيين، ودخولها دارك دليل عل أنك أنت التى ستتزوجين منه!

وقالت لصديقتها إنها إنما كتمت هذا الحلم عن كل انسان، لأنها كتمته فى الواقع عن نفسها أيضا، وقد استبعدت تحقيقه، ولم تكن ليلة رأته تفكر فى زواج.

ثم قصت عليها حادثا آخر وهو أنه بينا نساء أهل مكة يجتمعن فى عيد لهن ، منذ أمد ليس بالقريب ! إذ تمثل لهن رجل، أخذ يقترب منهن رويداً رويداً، وينادى بأعلى صوته: یا نساء مكة، إنه سيكون فى بلدكن نبى، فمن استطاعت منكن أن تكون زوجا له فلتفعل. وأن النساء كذبنه وحصبنه. أما هى فقد ذكرت حلمها السابق، وأتت على قوله، ولم تعرض له.

ورأت نفيسة، ما عليه صديقتها، وأحست ما يجيش به فى صدرها، وأدركت أنها تود لو يتاح لها أن تتزوج من محمد. وحدثتها فى ذلك، فصح عندها ما هجست به، وفكرت فيه. فاتفقت الصديقتان على أن تسفر نفيسة دسيساً الى محمد. ففعلت وقالت له: ما يمنعك أن تتزوج؟

قال: ما بيدى ما أتزوج به.

— ٢٥ —