٨٠
الغزيين بسبب هذا الحادث، فأخذوا يرتقبون الفرص لا يقاع الأذى بالمسيحيين
فحدث مرة خلاف بين ايكونوم (1) الكنيسة وبين الزعيم (سمسيخوس) حول
بعض المزارع ؛ فأهان الزعيم الاقنوم ، وشتمه ؛ وشد باروخاس أزر الايكونوم
فوقعت مشادة عنيفة بين الفريقين أدت إلى ثورة عامة شملت المدينة كلها (٢). وراح
ضحية هذه الثورة خلق كثير
۱۰ - ولقد اشرف المسيحيون أثناء هذه الثورة الدامية على الهلاك ، إذ أن الغيظ كان قد بلغ أشده في قلوب الوثنيين، الذين حملوا النبابيت واشهروا السيوف ، وحملوا على الاسقفية محطموا أبوابها . ثم دخلوها قاصدين الفتك بالاسقف برفيريوس، لو لا أن هذا كان قد هرب مع شماسه من الدار قبل مجيء الشعب إليها . فاختفى في دار ارملة فقيرة مجاورة لدار الاسقفية ، واشترت له خبزاً وزيتوناً وجبنا وحبوباً منوعة وخمراً فأكل وشرب . وعندما أسدل الليل ستاره وعندما أسدل الليل ستاره رجع إلى دار الاسقفية ، فوجدها منهوبة، وباروخاس جريحاً على وشك الموت . ولو لا الشدة التي استعملها الوالي ( اكليرس ) لما بقي من المسيحيين في ذلك اليوم ديار ولا نافخ نار
١١ـ ولقد تشتت شمل الوثنيين بعد هذه الحادثة وتنصر الكثيرون منهم. والذين بقوا منهم على دينهم غادروا المدينة . ويقال انهم دفنوا في الارض قبل أن يغادروها بعض الاصنام التي تمكنوا من انقاذها من يد المسيحيين بدليل الحادثة التالية: بينما كان أحد العمال في اليوم السادس من سبتمبر سنة ١٨٧٩ يحفر في الارض على مسافة أربعة أميال ونصف ميل من غزة ، عثر على صنم كبير من الأصنام التي كان يعبدها الغزيون في عهد الوثنية
وكان هذا الصنم بشكل آدمي من المرمر حجم رأسه فقط ثلاثة أقدام من قمة الرأس إلى أسفل الذقن ، و ٢٧ إنشاً من الاذن إلى الاذن ، وثلاثة عشر إنشاً ونصف إنش من أعلى الجبين إلى الفم ، و ٥٤ إنشا ، و ٥٤ إنشأ بين الكتفين
(١) أي رئيس الدير أو وكيل الخرج. وهي لفظة يونانية أصلها ايكونوم ومعناها المقتصد.
(۲) معظم النار من مستصغر الشرر
،
"